حمّل "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد)، الذراع السياسي لقوات "قسد"، اليوم الخميس، التحالف الدولي مسؤولية منع أي عملية عسكرية تركية في شمال سورية، فيما اتهمت وزارة خارجية النظام السوري أنقرة بإنشاء "بؤرة متفجرة".
وذكر "مسد"، في بيان، أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "هدد مرة أخرى بإطلاق عملية عسكرية في شمال سورية لإنشاء منطقة آمنة، بحجة حماية الأمن القومي التركي وإعادة اللاجئين السوريين".
واعتبر البيان أنّ التهديدات التركية تستهدف "السيادة السورية وتغيير النسيج المجتمعي السوري وإحداث تغيير ديموغرافي"، قائلاً إنها تشكل "خطراً حقيقياً على مستقبل المنطقة وعلى السلم والأمن الإقليميين والدوليين ومستقبل الحل السياسي في سورية".
واعتبر البيان أن تركيا والفصائل السورية الموالية لها لم تنجز أي "نماذج آمنة" في مناطق إدلب وعفرين وتل أبيض والباب ورأس العين.
واتهم "مسد" تركيا بأنها تستهدف "إقامة إمارة جهادية تحتضن المتطرفين، ليصبح الشريط الشمالي من سورية حاضنة تستقطب كل الحالمين بعودة الخلافة الإسلامية"، وفق تعبير البيان.
وحمل "مسد" الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش مسؤولية "منع التدخل التركي، الذي سيخلف كوارث إنسانية في المنطقة التي تعاني من صعوبات وتحديات سياسية وأمنية واقتصادية"، محذراً من أن التدخل التركي سوف يعرض "الأقليات القومية والدينية إلى مخاطر التهجير والتطهير العرقي، وفي المقدمة منها الأيزيديون والمسيحيون والكرد".
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتعامل بجدية مع التهديدات التركية، والتدخل سريعاً "لإنقاذ ما تبقى من آمال لدى السوريين في التوصل إلى حل سياسي".
وكانت "قسد" قد أصدرت بياناً، أمس الأربعاء، دعت فيه الأطراف الضامنة (قوات التحالف الدولي، وروسيا) إلى تفعيل "آليات ميدانية وقانونية رادعة" ضد التصعيد التركي في المنطقة.
وأعلن الرئيس التركي قبل 3 أيام أنّ بلاده تعتزم شن عمليات عسكرية عند حدود بلاده الجنوبية، بهدف "إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً لمكافحة التهديدات الإرهابية".
اتهامات من النظام السوري
من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري تركيا بإنشاء "بؤرة متفجرة" داخل سورية عبر ما يسمى "منطقة آمنة" على الأراضي السورية.
واعتبرت الوزارة، في رسالة لها وجهتها، أمس الأربعاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي، أن ما تقوم به تركيا على الأراضي السورية "هو عمل من أعمال العدوان، وهو نشاط استعماري تسعى من خلاله حكومة رجب طيب أردوغان إلى إنشاء بؤرة متفجرة داخل سورية".
وأضافت الخارجية، بحسب ما أوردته وكالة "سانا" التابعة للنظام، أنها تحتفظ بحقها في "اتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية تضمن تحقيق المساءلة والملاحقة، والتعويض عن الممارسات التي يرتكبها الجانب التركي".
كما حذرت مما وصفتهم بـ"عملاء الاحتلال الأميركي في الشمال الشرقي من البلاد (في إشارة الى قسد) من إعطاء أي ذرائع وهمية للنظام التركي لتبرير سياساته ومخططاته الاستعمارية في سورية".
وكان الرئيس التركي أعلن، في الـ3 الشهر الحالي، عن خطط لدى الحكومة التركية لإعادة مليون لاجئ سوري "طواعية" إلى بلادهم.