كشفت تصريحات لسفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، أن حجم الهجوم الذي نفذته جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) واستهدف أبوظبي الاثنين أوسع مما أُعلن عنه، بعدما أشار إلى أنهم لجأوا إلى استخدام صواريخ كروز وصواريخ باليستية، وكذا الطائرات المسيرة في هجومهم الذي استهدف منشآت حساسة.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن العتيبة قوله إنه كانت هناك "عدة هجمات"، متحدثاً عن اعتراض منظومة الدفاع في بلاده لبعض الصواريخ، فيما لم يُعترَض "البعض الآخر".
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات العتيبة جاءت خلال مشاركته في فعالية نظمها "المعهد اليهودي للأمن القومي بأميركا"، حيث قال إنه جرى اللجوء "إلى صواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة لاستهداف منشآت مدنية بالإمارات العربية المتحدة".
UAE official reveals extent of threat from Houthi attacks https://t.co/yyzpoTaXsg
— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) January 19, 2022
وكانت السلطات الإماراتية قد ذكرت في البداية أن الهجمات التي نفذها الحوثيون الاثنين، وسببت مقتل ثلاثة عمال بداخل منشأة لمؤسسة نفطية تابعة للدولة بالمنطقة الصناعية بأبوظبي وأدت كذلك إلى اشتعال النيران بمنطقة الإنشاءات الجديدة بمطار المدينة الدولي، تمت بعد "رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات دون طيار".
لكن، كما تشير "فايننشال تايمز"، فإن تصريحات العتيبة تؤكد أن الهجوم كان أكبر من ذلك وأشد جرأة من جانب الحوثيين على الإمارات، مضيفة أنه يرفع من درجة المخاوف بشأن ترسانة أسلحة الحوثيين ودرجة تقدمها، وكذا الدعم الذي يتلقونه من إيران.
ويتهم مسؤولون خليجيون وأميركيون إيران بتدريب الحوثيين وتقديم الاستشارة لهم، وكذلك تزويدهم بالصواريخ وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، وفق الصحيفة البريطانية. وفي المقابل، لم تؤكد طهران أنها تدعم الحوثيين عسكرياً، لكنها تقر بدعمها لهم سياسياً.
وكان المتحدث العسكري باسم "الحوثيين" يحيى سريع، قد ذكر في بيان مصوّر، الاثنين، تفاصيل العملية، قائلاً إنها استهدفت مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة النفط في مصفح، وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية المهمة والحساسة.
وأشار سريع إلى أن العملية، التي وصفها بالموفقة، نُفِّذَت بخمسة صواريخ بالستية ومجنحة (كروز) وعدد كبير من الطائرات المسيَّرة، من دون الكشف عن رقم محدد.
وفيما اعتبر الإمارات "دولة غير آمنة، ما استمر تصعيدها في اليمن"، نصح المتحدث العسكري للحوثيين الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين على أراضيها بالابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم.
ورفضت دولة الإمارات الرضوخ للتهديدات الحوثية العابرة للحدود برفع يدها عن دعم فصائل سلفية تقاتل في محافظتي شبوة ومأرب جنوبي اليمن، وتوعدت بالرد على الهجوم. واعتبرت الخارجية الإماراتية الهجمات الحوثية "جريمة نكراء خارج القوانين الدولية والإنسانية"، وأكدت أنها تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية.