"طالبان باكستان" تلغي تمديد وقف إطلاق النار مع إسلام أباد

"طالبان باكستان" تلغي تمديد وقف إطلاق النار مع إسلام أباد بعد الإفراج عن 100 من عناصرها

10 ديسمبر 2021
المفرج عنهم لن يعودوا إلى أفغانستان (جافيد تانفير/ فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت حركة "طالبان باكستان" عن تمديد وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة من حركة "طالبان" الأفغانية، متهمة الحكومة الباكستانية بانتهاك شروط الهدنة المتفق عليها.

واتهمت الحركة في بيان لها قوات الأمن بقتل بعض مقاتليها، وانتهاك هدنة مدتها شهر، كان من المقرر أن تنتهي في مطلع ديسمبر/ كانون الأول.

وقال متحدث باسم الحركة: "ليس من الممكن تمديد وقف إطلاق النار في مثل هذه الظروف". وأضاف: "سيحدد الرأي العام الباكستاني الطرف الذي لم يلتزم بالاتفاق". يأتي ذلك وسط ترجيح التسريبات الآتية من محادثات الطرفين إمكانية تمديد الهدنة، لكن يبدو أنها عادت وشهدت انتكاسة.

وكانت إسلام أباد قد أفرجت عن حوالى مائة عنصر من حركة طالبان-باكستان، التي كانت قد وافقت من جانبها على تمديد الهدنة السارية بينها وبين القوات الحكومية منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحسب ما أعلنه الطرفان، أمس الخميس.

وقال مسؤول حكومي مقرّه في بيشاور لوكالة "فرانس برس" إنّ "ما يصل إلى 100 من مقاتلي طالبان أُطلق سراحهم في الأيام الـ10 أو الـ15 الماضية. إنّهم مقاتلون من الدرجة الثانية وسيظلّون تحت المراقبة".

وبيشاور، المدينة الكبرى في شمال غربي البلاد، تقع على مقربة من منطقة القبائل المتاخمة لأفغانستان والتي تنشط فيها حركة طالبان باكستان.

بدوره، أكّد مسؤول أمني محلّي أنّ مقاتلي الحركة أطلق سراحهم من سجون تقع في ولاية خيبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور.

وأضاف أنّ المفرج عنهم سيظلّون تحت المراقبة ولن يعودوا إلى أفغانستان. وأكّد هذه المعلومة قيادي في حركة طالبان باكستان مقرّه في شرق أفغانستان.

وقال القيادي نفسه لـ"فرانس برس" إنّ إطلاق سراح هؤلاء المقاتلين يهدف إلى بناء الثقة بين الحكومة وحركته، مشيراً إلى أنّ الحركة المتشدّدة وافقت بالمقابل على أن تمدّد لشهر واحد العمل باتفاق وقف إطلاق النار الذي كان يفترض أن تنتهي صلاحيته في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وأضاف أنّ "قيادة حركة طالبان باكستان أظهرت رغبتها بتمديد وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمّى"، و"المحادثات ستتواصل مع المسؤولين الباكستانيين" من أجل التوصّل إلى اتّفاق بهذا الصدد. غير أن مصادر في الحركة عادت وكشفت لـ"فرانس برس" اليوم عن إلغاء "طالبان" للتمديد.

وحركة "طالبان باكستان" منفصلة عن تلك التي تحمل الاسم نفسه في أفغانستان المجاورة، لكنّ كلتا الحركتين تشترك في تاريخ طويل وتعتنق المبادئ نفسها.

ومنذ تأسيسها في 2007 ولغاية 2014 شنّت طالبان الباكستانية هجمات لا حصر لها. لكنّ العمليات العسكرية المكثّفة التي شنّها الجيش الباكستاني ضدّ هذه الحركة أضعفتها، ودفعت بقسم كبير من مقاتليها للّجوء إلى شرقي أفغانستان الواقع على الجهة الأخرى من الحدود، الأمر الذي أدّى إلى تقليص هجماتها على الأراضي الباكستانية.

لكن منذ عام ونيّف استعادت الحركة قوّتها في باكستان، قبل أن تكتسب زخماً أكبر بعد عودة طالبان إلى الحكم في أفغانستان في أغسطس/ آب.

وحركة "طالبان باكستان" التي تأسّست في المناطق القبلية الباكستانية قتلت في أقلّ من عقد من الزمن عشرات آلاف الباكستانيين بين مدنيين وعسكريين.

(فرانس برس)

المساهمون