سيطرت حركة "طالبان"، اليوم الاثنين، على مدينة إيبك في شمال أفغانستان، وهي سادس عاصمة ولاية تقع في قبضة الحركة خلال أربعة أيام.
وقال صفة الله سامنغاني، نائب حاكم ولاية سامنغان وعاصمتها إيبك، لـ"فرانس برس"، إن ""طالبان" استولت على مدينة إيبك وتسيطر عليها بشكل كامل".
وأضاف أنه في الليلة الماضية استسلم أحد الوجهاء لـ"طالبان"، "والاثنين، طلب بعض الوجهاء من الحاكم سحب قواته من المدينة حتى تنجو من القتال، فقبل بذلك".
وبعد يوم من إعلانها السيطرة على شبرغان وزرنج، عاصمتي ولايتين في الشمال وفي جنوب غرب البلاد، هما نمروز وجوزجان، أعلنت حركة "طالبان"، أول من أمس السبت، السيطرة على إقليمين مهمين في شمال وشمال غرب البلاد، هما قندوز وسربل، كما تحدثت عن دخول مسلحيها إلى مدينة تالقان، مركز إقليم تخار المجاور لقندوز، وكسر جميع الخطوط الأمامية للقوات الأفغانية في المنطقة.
وتستعر المعارك في أفغانستان بين القوات الحكومية والمليشيات المحلية والقبلية المساندة لها، وبين حركة "طالبان"، في طول البلاد وعرضها، حيث باتت خريطة السيطرة لكلا الفريقين عرضة للتبدل يومياً، مع استمرار تمدّد الحركة، الذي بدأ يطاول المدن الرئيسية ومراكز الإقاليم، بما يعني السيطرة الكاملة على أقاليم بعينها، بعد إخضاع مقارها الرسمية.
وبالمقارنة مع عام 2017، توسعت حركة "طالبان" كثيراً خلال الأشهر الأخيرة في الأرياف، إذ بات التقدير العام أنها حتى بداية يوليو/تموز الماضي أصبحت تسيطر على أكثر من 50 في المائة من مساحة البلاد، وهي أعلنت، في 9 يوليو/ تموز الماضي، أنها تسيطر على 85 في المائة من مساحة البلاد.
ويبقى التقدير الحقيقي لمساحة سيطرة كل من الحكومة و"طالبان" غير واضح، علماً أن الحركة لا تزال في إطار التمدد في المناطق ذات الكثافة السكانية البشتونية، مع تمددها كثيراً أيضاً على طول الحدود التي تراقبها دول الجوار.
وتبدو خريطة السيطرة أيضاً غير نهائية، حتى مع التقدم، نظراً إلى أن الحكومة، التي تقضم الحركة تدريجياً من مناطق سيطرتها، تحاول حماية بؤر لا تزال موضع صراع مسلّح بين الطرفين.
ولا تزال الحكومة، التي لم تقيّم جيداً قوة الحركة في وقت سابق، تبدو كأنها في حالة إنكار، مع استمرار حديثها عن خطة لمواجهة "طالبان" واستعادة ما فقدته من أراض وولايات.
وفيما تهدم المعارك المستعرة كل ما بنته أموال المجتمع الدولي، وفيما تستعيد "طالبان" أراضي استثمرت فيها دول الغزو في بنى تحتية هائلة، تراقب إيران وروسيا وباكستان تقدم الحركة، التي تقاتل في هرات وقندوز وقندهار، فيما ليس واضحاً مدى اهتمامها بالتوجه صوب كابول، أو إلى معاقل الأقليات.