حقّقت حركة "طالبان" تقدماً ميدانياً جديداً، مع استيلائها على مدينة قندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان، بالإضافة إلى لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب أفغانستان بعدما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة، في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة منذ أن بدأت الحركة هجوماً جديداً مع انسحاب القوات الأميركية.
وقال مسؤول في الحكومة المحلية لـ"رويترز"، اليوم الجمعة، بعد إعلان ّطالبان" السيطرة على المدينة: "سيطرت طالبان على مدينة قندهار بعد اشتباكات عنيفة في ساعة متأخرة الليلة الماضية".
ولا تزال القوات الحكومية تسيطر على مطار قندهار، الذي كان قاعدة رئيسية للجيش الأميركي في أفغانستان.
وكان قيادي في الحركة قد أكد، لـ"العربي الجديد"، أن "طالبان" تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجل السيطرة على مدينة قندهار لموقعها الاستراتيجي، ولكونها معقل "طالبان" منذ نشأتها في تسعينيات القرن الماضي.
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني أفغاني أن حركة "طالبان" سيطرت اليوم على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في الجنوب بعدما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة.
وقال مسؤول أمني كبير لوكالة "فرانس برس": "تم إخلاء لشكركاه وقرروا وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإجلاء" الجيش والمسؤولين المدنيين. وكانت الحركة أعلنت في وقت سابق استيلاءها على المدينة.
سياسياً، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين تحدثا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس الخميس، وأبلغاه بأن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الأمن والاستقرار في أفغانستان في مواجهة عنف حركة "طالبان". وأضافت في بيان، وفق "رويترز"، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أبلغا غني بأن واشنطن تخفض وجودها المدني في كابول في ضوء "تطور الوضع الأمني"، وستزيد وتيرة رحلات الهجرة للأفغان الذين ساعدوا الجهود الأميركية في أفغانستان.
وذكر البيان أن الوزيرين قالا أيضاً إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على علاقات دبلوماسية وأمنية قوية مع الحكومة الأفغانية.
وقال مسؤول دفاعي أميركي لوكالة "رويترز" الأربعاء، مستشهداً بتقييم للمخابرات، إن حركة "طالبان" قد تعزل العاصمة الأفغانية كابول عن بقية أنحاء البلاد خلال 30 يوماً وربما تسيطر عليها في غضون 90 يوماً. وحتى الشهر الماضي، كانت تقييمات المخابرات الأميركية تحذر من أن الحكومة الأفغانية قد تسقط خلال وقت قصير، ربما ستة أشهر.