كشف عضو فريق التفاوض الحكومي المشارك في محادثات السلام مع "طالبان"، نادر نادري، اليوم الخميس، أنّ الحركة اقترحت وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر مقابل إطلاق سراح نحو سبعة آلاف سجين محتجزين في سجون أفغانستان.
وقال نادري، في مؤتمر صحافي، اليوم: "إنه طلب كبير"، مضيفاً أنّ "طالبان" تريد أيضاً شطب أسماء قادة في الحركة من اللائحة السوداء للأمم المتحدة.
بالتوازي مع ذلك، أعلنت الحكومة الأفغانية أنّ "طالبان" دمرت 260 مبنىً حكومياً بعد سيطرتها على المديريات المختلفة في الأيام الماضية، ما أدى إلى توقف الأعمال الإدارية بشكل كامل في مناطق مختلفة.
وقال نادري، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الإصلاحات الإدارية في الحكومة، إنّ تدمير "طالبان" المباني الإدارية أدى إلى تلاشي النظام، مؤكداً أنّ "طالبان" بهذا الشكل حرمت 13 مليون مواطن من تقديم الخدمات الإدارية، وأصبح نحو 50 ألف موظف وعامل في الدوائر المختلفة بلا عمل، فضلاً عن توقف مشاريع تنموية عدة.
ولم تعلّق "طالبان" لحد الآن على إعلان الحكومة هذا.
إلى ذلك، توصل المسؤولون في ولاية بدغيس غرب أفغانستان، الخميس، إلى وقف لإطلاق النار مع طالبان الخميس برعاية زعماء تقليديين.
وهاجم مقاتلو "طالبان" قلعة ناو مرارا عاصمة الولاية منذ السابع من تموز/يوليو، وهي أول عاصمة إقليمية يستهدفونها منذ شنوا في بداية مايو/ أيار هجومهم الواسع على القوات الأفغانية تزامناً مع بدء الانسحاب النهائي للقوات الأجنبية من البلاد، والذي من المقرر أن ينجز نهاية أغسطس/ آب.
وقال حاكم الولاية حسام الدين شمس، لوكالة "فرانس برس"، إن "وقف إطلاق النار بين القوات الأفغانية و"طالبان" بدأ تطبيقه اليوم قرابة الساعة العاشرة"، فيما "تولى الزعماء التقليديون التفاوض في شأنه، دون أن تحدد مدته، ما يجعله مفتوحًا".
وأكد الحاكم الالتزام بالاتفاق، معربًا عن أمله بأن تفعل "طالبان" الشيء نفسه.
إلى ذلك، قُتل خمسة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجراح، جراء سقوط قذائف هاون على منازل سكنية في إقليم لغمان شرقي أفغانستان.
وقال الناطق باسم الحكومة المحلية بإقليم ألينكار في ولاية لغمان، أسد الله دولت زاي، في بيان، إنّ مسلحي "طالبان" أطلقوا قذائف الهاون على منازل سكنية في منطقة خليل أباد في مديرية ألينكار، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 12 آخرين بجراح.
وأضاف البيان أنّ من بين القتلى والجرحى نساء وأطفالاً. ولم تعلق "طالبان" لحد الساعة على إعلان الحكومة.
الحكومة تعلن استعادة معبر حدودي
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الحكومة الأفغانية، اليوم الخميس، إنّ قوات الأمن استعادت السيطرة على معبر حدودي كبير مع باكستان في جنوب البلاد، كانت "طالبان" قد استولت عليه لفترة وجيزة، لكن الحركة نفت ذلك، وقالت إنها لا تزال تسيطر على البلدة.
قتل خمسة مدنيين وأصيب 12 آخرون بجراح، جراء سقوط قذائف هاون على منازل سكنية في إقليم لغمان شرقي أفغانستان
واستولى مقاتلو "طالبان" على معبر سبين بولداك شامان، أمس الأربعاء، وهو ثاني أهم معبر حدودي مع باكستان، ومصدر رئيسي للدخل للحكومة الأفغانية. لكن مسؤولاً حكومياً كبيراً في إقليم قندهار الجنوبي حيث يقع المعبر، قال لـ"رويترز" إنّ القوات الأفغانية استعادت السيطرة على السوق الرئيسي في المنطقة وإدارة الجمارك وغيرها من المنشآت الحكومية في البلدة الحدودية بعد ساعات قليلة من سيطرة "طالبان" عليها، أمس الأربعاء.
وأضاف أنّ القوات الحكومية تراجعت في البداية للحد من الضحايا بين المدنيين وأفراد الأمن، مشيراً إلى أنها تجري الآن عمليات تطهير. لكنه حذر من أنّ التهديد لا يزال مرتفعاً نظراً لأنّ عدد مقاتلي "طالبان" يفوق قوات الأمن في المنطقة.
ونفى ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم "طالبان"، صحة ذلك، وذكر أنّ مقاتلي الحركة ما زالوا يسيطرون على المعبر الحدودي. وقال لـ"رويترز": "هذه مجرد دعاية وزعم لا أساس له من حكومة كابول".
وأغلقت باكستان المعبر الحدودي، من جانبها، خشية وصول القتال إلى أراضيها. وزادت حدة الاشتباكات بين "طالبان" والقوات الحكومية مع انسحاب القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد. واستولت "طالبان" على عدة مناطق ومعابر حدودية أخرى في شمال البلاد وغربها.
وفي وقت سابق الخميس، أفاد مسؤولون محليون "فرانس برس"، بأنّ حراس الحدود الباكستانيين استخدموا الغاز المسيّل للدموع لتفريق مئات الأشخاص الذين كانوا يحاولون اجتياز المعبر.
وقال مسؤول أمني طلب عدم الكشف عن اسمه في معبر شامان الحدودي (جنوب غرب)، لوكالة "فرانس برس": "هذا الصباح (الخميس)، حاول حشد مؤلف من قرابة 400 شخص غير منضبطين يرغبون في المرور، عبور الحدود بالقوة. رموا حجارة، ما أجبرنا على استخدام الغاز المسيّل للدموع".
في الأثناء، توجه الرئيس الأفغاني أشرف غني صوب العاصمة الأوزبكية طشقند للمشاركة في المؤتمر الدولي حول الاتصال الإقليمي بين وسط وجنوب آسيا.
وقالت الرئاسة الأفغانية، في بيان، إنّ الرئيس الأفغاني سيلتقي على هامش تلك الزيارة نظيره الأوزبكي شوكت ميرضيايف ومسؤولين دوليين آخرين.
ويرافق الرئيس الأفغاني كل من وزير الخارجية محمد حنيف أتمر، والقائم بأعمال وزير المالية خالد باينده، ومسؤولون آخرون.