تشترط حركة "طالبان" الأفغانية التفاوض على حكومة جديدة في كابول، ورحيل الرئيس أشرف غني لتحقيق السلام في أفغانستان.
وأوضح المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين، وهو أيضاً عضو في فريقها المفاوض، موقف الحركة بشأن ما يجب أن يأتي بعد ذلك، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس".
وقال شاهين إن "طالبان" ستلقي أسلحتها عندما يتم تشكيل حكومة تفاوضية مقبولة لجميع أطراف الصراع في كابول، وتذهب حكومة غني، مضيفاً: "أريد أن أوضح أننا لا نؤمن باحتكار السلطة لأن أي حكومة (سعت) لاحتكار السلطة في أفغانستان في الماضي، لم تكن ناجحة"، وكان على ما يبدو يضمّن في ذلك التقدير حكومة "طالبان" التي استمرت خمس سنوات، قائلاً: "لذلك لا نريد تكرار نفس الصيغة".
لكنه لم يكن متهاوناً أيضاً بشأن استمرار حكم غني، ووصفه بأنه مروِّج للحرب، واتهمه باستغلال خطابه الثلاثاء في يوم عيد الأضحى للتوعد بشن هجوم على "طالبان".
ورفض شاهين حق غني في الحكم، وأعاد إحياء مزاعم بتزوير واسع النطاق أحاط بفوز غني في انتخابات 2019. وبعد تلك الانتخابات، أعلن كلّ من غني ومنافسه عبد الله عبد الله نفسيهما رئيسين. وبعد اتفاق حل وسط، أصبح عبد الله الآن الرجل الثاني في الحكومة ويرأس مجلس المصالحة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، ترأس عبد الله وفداً رفيع المستوى إلى العاصمة القطرية الدوحة لإجراء محادثات مع قادة "طالبان"، انتهت بوعود بمزيد من المحادثات، بالإضافة إلى اهتمام أكبر بحماية المدنيين والبنية التحتية.
ووصف شاهين المحادثات بأنها بداية جيدة، لكنه قال إن مطالب الحكومة المتكررة بوقف إطلاق النار أثناء بقاء غني في السلطة ترقى إلى مستوى المطالبة باستسلام "طالبان". وقال: "إنهم لا يريدون مصالحة، لكنهم يريدون الاستسلام".
وشدد على أنه قبل أي وقف لإطلاق النار، يجب أن يكون هناك اتفاق على حكومة جديدة "مقبولة لنا وللأفغان الآخرين"، ثم "لن تكون هناك حرب". وأضاف شاهين أنه في ظل هذه الحكومة الجديدة، سيُسمح للمرأة بالعمل والذهاب إلى المدرسة والمشاركة في السياسة، لكن سيتعين عليها ارتداء الحجاب. وقال إنه لن يُطلب من النساء أن يكون معهن مرافق قريب لهن من الرجال لمغادرة منازلهن، وأن قادة "طالبان" في المناطق التي سيطرت عليها الحركة مؤخرا تلقوا أوامر بأن تعمل الجامعات والمدارس والأسواق كما في السابق، بما في ذلك مشاركة النساء والفتيات.
في المقابل، نفى الناطق باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" في الدوحة محمد نعيم، اليوم الجمعة، أن تكون الحركة قد طالبت بإقالة الرئيس أشرف غني كشرط لوقف إطلاق النار، مضيفاً، في حديث لقناة "الجزئرة"، أنّ "الحكومة الأفغانية أعلنت الحرب ضدنا ونريد حل القضية عبر التفاوض"، مشيراً إلى أنّ "مناطق أفغانية واسعة انضمت إلينا دون قتال".
وكان نعيم قد أكد، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، أن الحركة، رغم موقفها العسكري القوي وانتصاراتها المتتالية لن يتغير موقفها حيال حلّ المعضلة الأفغانية عبر الحوار.
وقال نعيم إن نائب المكتب السياسي لـ"طالبان" المولوي عبد السلام حنفي قد شارك في اجتماع افتراضي عبر الإنترنت مع ممثلي الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وبعثة الأمم المتحدة ودولة قطر، وأكد خلال الاجتماع أنه على الرغم من موقف "طالبان" العسكري القوي، إلا أن سياستها لم تتغير تجاه السلام، وأنها تسعى لحل القضية عبر الحوار، نافياً أن تكون "طالبان" تعمل من أجل أجندات أجنبية. وأضاف حنفي أن "طالبان" لن تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تسمح للآخرين بالتدخل في شؤون أفغانستان الداخلية، مشدداً على أن الحركة لن تسمح لأي جهة باستخدام أراضي أفغانستان ضد أمن الدولة الأخرى، لافتاً إلى أن أفغانستان وطن جميع الأفغان، لذا "طالبان" لا تريد احتكار السلطة.
2/6- وبريطانيا وفرنسا والنرويج والاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة وقطر وممثل حلف شمال الأطلسي المدني. في البداية تحدث نائب رئيس المکتب السياسي للإمارة الإسلامية بالتفصيل عن الوضع الحالي في أفغانستان وعملية السلام والقضايا ذات الصلة.
— Dr.M.Naeem (@IeaOffice) July 23, 2021
وتحدث حنفي أيضاً عن أن انضمام حوالي 200 مديرية إلى "طالبان" في الآونة الأخيرة دليل واضح على الدعم الواسع لها من قبل الشعب، موضحاً أن الحركة تلتزم بشكل كامل بحقوق الإنسان وحقوق المرأة والتعليم في ضوء الشريعة الإسلامية.
كما لفت نعيم إلى أنه تمّت خلال الاجتماع مناقشة الوضع الأفغاني بشكل عام، مع مناقشة قضية اللاجئين والسجناء والقوائم السوداء لقيادات "طالبان".
ووفق تغريدات نعيم، فقد شارك في الاجتماع أيضاً ممثلون من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والنرويج.
على صعيد متصل، أجرى وفدا الحكومة الأفغانية و"طالبان" اجتماعاً في الدوحة أمس، وافقا خلاله على ضرورة تسريع المفاوضات. وقال نعيم في تغريدة في هذا السياق، إن الجانبين شددا على ضرورة تسريع المفاوضات.
ميدانياً، تمكنت القوات الأفغانية صباح اليوم الجمعة من استعادة السيطرة على مديرية كرخ بإقليم هرات المجاور لإيران في غرب أفغانستان.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان، إن القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على مقر المديرية بعد مواجهات طفيفة مع "طالبان". ولم تعلق الحركة لغاية الآن على إعلان الوزارة.
في المقابل، ادعت "طالبان" السيطرة على مديرية غازي أباد في إقليم كنر شرق أفغانستان، وهي أول مديرية تسيطر عليها في إقليم كنر الحدودي مع باكستان.
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تغريدة له على "تويتر"، إن مسلحي الحركة سيطروا على جميع مراكز المديرية، واعتقلوا 140 من عناصر الشرطة والأمن، مع مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري. ولم تعلّق الحكومة رسمياً على التطور.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم الجمعة، إن إعلان "طالبان" سيطرتها على 90 بالمئة من الحدود الأفغانية "محض كذب"، مؤكدة أن القوات الحكومية تسيطر على الحدود.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع فواد أمان لوكالة "فرانس برس"، "إنها دعاية لا أساس لها".