قالت صحيفة "حرييت"، اليوم الأربعاء، إن أغلب المتهمين بقضية تهريب الرئيس السابق لشركة "نيسان"، اللبناني كارلوس غصن، من اليابان، أفلتوا من العقاب فيما تم الحكم بسجن طيارين تركيين زعمت ألا علاقة لهما بعملية تهريبه.
الصحيفة أفادت بأن المتهم الأول بالتخطيط لعملية التهريب الجندي الأميركي السابق بالقوات الخاصة الأميركية مايكل تايلور وابنه بيتر حصلا على حكم مخفض وغالباً سيتم تحويل العقوبة لغرامة مالية، فيما الطياران التركيان اللذان قادا الطائرة من اليابان إلى تركيا، حوكما بالسجن 4 سنوات مع غرامة تبلغ 4387 دولاراً أميركياً.
وبيّنت الصحيفة أن القرار الصادر من المحكمة في حال تأييده من محكمة الاستئناف يعني أن الطيارين سيحرمان من الطيران بعد الآن، فيما من خطط لنقل غصن بصندوق موسيقى تعرض لعقوبة مخففة، وتمت تبرئة بقية المتهمين.
الصحيفة شرحت أن المنسق في تركيا، وهو أحد مسؤولي شركة "ام ان جي" للنقل ويدعى أوكان كوسمن، جرت تبرئته، كما تمت تبرئة الطيارين وطاقم الطائرة التي أقلت غصن من إسطنبول إلى بيروت، فيما لم يتابع المسؤول في مطار أوساكا باليابان بعقوبة كبيرة.
وذكرت الصحيفة أن المسؤول الأول عن عملية التهريب الأميركي حكم بالسجن عامين، فيما حكم على ابنه بالسجن 20 شهراً، كما أنهما اعتذرا في المحكمة للشعب الياباني، وطلبا تأجيل حكمهما وفرض غرامة تبلغ 2600 دولار فقط، ومن المرجح أن يحول قرار السجن لغرامة مالية أيضاً.
الصحيفة أفادت بأن الطيارين التركيين لم يكونا على علم بأن غصن معهما على متن الرحلة، وبأنه كان داخل صندوق موسيقى، وصدرت أحكام بحقهما وما يزالان مسجونين منذ 6 أشهر، فضلاً عن أنهما وجدا فرص عمل جديدة لكنها مهددة بانتظار قرار محكمة الاستئناف الذي لم يصدر بعد.
وشددت على أن أكثر من هو بريء من السلسلة التي ارتكبت عملية تهريب غصن هما الطياران نويان باسين، وبحري كوتلو سوماك، ستنتهي حياتهما المهنية، في حين أن مسؤول شركة النقل "ام ان جي" الذي رتب عملية انتقال غصن من الطائرة القادمة من اليابان للطائرة المتجهة إلى بيروت في مطار أتاتورك، وفريق الطائرة، جرت تبرئتهم.
وفي التفاصيل، ذكرت "حرييت" أن الأميركيين عملا على إدخال غصن في صندوق الموسيقى من مطار أوساكا الذي لا يحتوي على مبنى إدارة طيران، وتم ترتيب عبور الصندوق من الشرطة والجمارك من قبل الأب والابن، والطياران التركيان لم يعلما سوى بوجود راكبين فقط.
وزادت "الطياران علما بوجود حمولة دون غصن، وبنية الطائرة كانت فيها قمرة القيادة مفصولة عن بقية الطائرة، بقسم يحتوي على حمام ومكان للراحة ومطبخ صغير، والقسم الآخر فيه بقية الطائرة وحمام في المؤخرة، ومن ثم باب يفتح على قسم الشحن".
ولفتت إلى أن "غصن أخرج من الخلف وتمدد ونام خلال الرحلة، حيث إن مكان الاستراحة أيضاً كان محجوباً بستائر وبما أن تايلر الأب والابن لم يطلبا سوى القهوة وحصلا عليها من فتحة الباب فقط، لم يدخل إلى مكان وجودهما أي موظف ولم يشاهدا غصن".
وذهبت الصحيفة إلى أن "الطيارين من الطبيعي أنهما لم يشاهدا غصن أو يعلما بوجوده، والحمولة تمت عبر شركة يابانية، والجزء المتعلق بنقله إلى بيروت جرى عبر آخرين، إذ نقلت الطائرة لمكان مظلم بعد هبوطها، وتم استدعاء الموظفين للمكتب من أجل تشتيت انتباههما، وهنا جرى نقل كارلوس للطائرة الثانية".
واستغربت الصحيفة كيف أن "تايلر الأب والابن اعتقلا فوراً في أميركا وسلما بسرعة لليابان، وكأنهما سلما لمعرفتهما بأنهما سيتخلصان من العواقب بسهولة"، مضيفة "كيف يمكن لأميركا أن تسلم شخصاً تدرّب في القوات الخاصة بكل سهولة".
وأفادت بأن "المتهمين وجدوا في النهاية طريقاً للإفلات من القضية، ولكن الطيارين التركيين لم يجدا ذلك، مشددة على أن قناة بي بي سي البريطانية تستعد لنشر وثائقي حول عملية الهروب وعرضت على الطيارين التركيين المشاركة فيه، ولكن لعدم صدور قرار محكمة الاستئناف لم يوافقا بعد".
وفي حزيران/ يونيو الماضي، ذكرت وكالة أنباء "كيودو" أن المواطن الأميركي وابنه اعترفا، أمام محكمة في طوكيو، بتهمة مساعدة غصن بشكل غير قانوني على الفرار من اليابان في نهاية عام 2019 مختبئاً في صندوق وعلى متن طائرة خاصة. وما يزال غصن هارباً في لبنان مسقط رأسه. ولا ترتبط الحكومة اللبنانية باتفاق تسليم مطلوبين مع اليابان.