تنتهي عصر اليوم الأحد المهلة التي حددها النظام السوري لأهالي مدينة طفس في محافظة درعا جنوبي سورية لتسليم مزيد من الأسلحة تحت التهديد بشن عملية عسكرية في المدينة، فيما واصلت الطائرات الروسية غاراتها على مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي البلاد وعلى مواقع مفترضة لتنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية.
وقال الناشط أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن "اللجنة الأمنية التابعة للنظام أبلغت وجهاء مدينة طفس عدم رضاها عن عدد الأسلحة التي تسلّمتها أمس السبت والبالغة 51 قطعة بين بنادق رشاشة وقواذف (آر بي جي)، بعضها جمعته عشائر المدينة، وبعضها الآخر يعود لعناصر النظام الذين أُسروا في 29 يوليو/تموز الماضي تضامناً مع درعا البلد".
وأضاف أن ضباط النظام أمهلوا الأهالي حتى عصر يوم الأحد، لتسليم كمية أكبر من الأسلحة الرشاشة التابعة للنظام، مهدداً بالخيار العسكري في حال عدم تنفيذ ذلك.
وكانت قوات النظام قد دخلت أمس السبت مدينة طفس برفقة الشرطة العسكرية الروسية ووجهاء المدينة وأعضاء من اللجنة المركزية لريف درعا الغربي، تنفيذاً لاتفاق التسوية الذي ينص على فتح مركز تسوية لشبان المدينة وتسليم السلاح الخفيف ونشر ثلاث نقاط عسكرية.
ووفق بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام، فقد بلغت حصيلة اتفاق التسوية في مدينة طفس نحو 460 شخصاً، من بينهم مسلحون ومطلوبون للخدمة العسكرية. وذكر موقع "هاشتاغ سورية" أن "الأهالي في مدينة إنخل أعلنوا قبولهم بالتسوية التي طرحتها الدولة (نظام بشار الأسد) وقد بادروا إلى جمع السلاح لتسليمه للجيش، وذلك بعد اجتماعات عدة بين اللجنة الأمنية ووجهاء العشائر فيها"، مشيرا إلى وجود "محاولات أهلية في مدينة جاسم كذلك للمبادرة إلى جمع السلاح لتسليمه للجيش، وسط توقعات بإعلان الموافقة على الدخول في التسوية اليوم الأحد".
في غضون ذلك، تُستكمل تسويات الأوضاع وتسليم السلاح في المزيريب، إذ بلغ عدد من سُوّيت أوضاعهم 135 شخصاً، بينهم 62 من المطلوبين للخدمة العسكرية لدى قوات النظام، كما جرى تسليم عدد من الأسلحة.
وكان وجهاء بلدتي اليادودة والمزيريب غربي درعا قد أجروا تسوية مع النظام على غرار الاتفاق الذي أُبرم في درعا البلد بين اللجنة المركزية والنظام برعاية روسية، والذي ينص على تسوية أوضاع المطلوبين والمنشقين عن قوات النظام، وتسليم عدد من قطع السلاح الفردي، إضافة إلى تفتيش عدد من المنازل والمزارع.
غارات روسية
وفي شمالي البلاد، شنّ الطيران الحربي الروسي صباح اليوم غارات على محور الكبينة في ريف اللاذقية. كما تعرضت بلدة كنصفرة الواقعة جنوب الطريق الدولي حلب – اللاذقية بريف إدلب الجنوبي لغارات مماثلة مع استمرار تحليق المقاتلات الروسية في أجواء ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي وريف حلب الجنوبي. وتزامن ذلك مع قصف صاروخي نفذته قوات النظام على قرى الفطيرة وفليفل والبارة و كنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، كما قصفت قوات النظام بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة محور الشيخ سليمان بريف حلب الغربي.
وكانت الطائرات الروسية قد أغارت أمس أيضا على المنطقة، وهو ما يتكرر بشكل شبه يومي خلال الفترات الأخيرة، وسط مخاوف من الأهالي بأن يكون هذا التصعيد مقدمة لشن عملية عسكرية جنوبي إدلب من جانب قوات النظام وروسيا.
وقتل طفل، وأصيبت سيدة جراء قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف بلدة الكفير بمحيط جسر الشغور غربي محافظة إدلب.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام المتمركزة في معسكر بلدة جورين بسهل الغاب بريف حماة الغربي، قصفت براجمات الصواريخ بلدة الكفير بشكل مكثف، ما تسبب في مقتل الطفل البالغ 15 عاما وإصابة آخرين بجروح بليغة منهم سيدة.
وقال الدفاع المدني السوري إن فرقه نقلت جثمان الطفل إلى المستشفى، كما أسعفت السيدة المصابة جراء القصف، مشيرا إلى أن الطائرات الحربية الروسية جددت غاراتها الجوية على أطراف قرى بلشون وكنصفرة جنوبي إدلب.
كما تناوبت عدة مقاتلات روسية على قصف أهداف ومواقع يتحصن بها مقاتلو تنظيم "داعش" في البادية السورية منذ منتصف ليلة أمس وحتى صباح اليوم. وطاول القصف الجوي بأكثر من 50 ضربة جوية، جبل العمور وبادية السخنة في ريف حمص، وصولًا إلى بادية الرصافة في ريف الرقة، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وكان "المرصد" قد أشار في خبر سابق إلى ارتفاع عدد الخسائر البشرية من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لروسيا في البادية السورية إلى 5 عناصر من "لواء القدس" الموالي لروسيا في هجوم لعناصر تنظيم "داعش" على مواقعه في جبل العمور في تدمر بريف حمص الشرقي.
كما قتل ضابط برتبة ملازم أول في قوات النظام يدعى سليمان رمضان قنطار خلال المعارك الدائرة ضد خلايا "داعش" في بادية دير الزور الغربية.
إلى ذلك، قتل عدد من عناصر " قوات سورية الديمقراطية" (قسد) إثر هجوم شنه مجهولون بقذائف "آر بي جي" والرشاشات المتوسطة على حاجز عسكري تابع لهم عند مدخل بلدة الدشيشة جنوبي الحسكة، لتشهد المنطقة بعدها استنفاراً عسكرياً مشدداً وتحليقاً للمروحيات الأميركية، وفق موقع "عين الفرات" المحلي.
من جهتها، اعتقلت "قسد" 27 شخصاً بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش"، خلال عملية أمنية نفذتها يوم أمس في قريتي عابد وفلاحة بريف الحسكة بمساندة التحالف الدولي، وفق موقع "فرات بوست" المحلي.