"تحرير الشام" تفشل في هجومها الأول على جماعتي "جند الله" و"جنود الشام" في جبل التركمان

25 أكتوبر 2021
عناصر تابعون لـ"هيئة تحرير الشام" (عمر حاج قدور/فرانس برس/ Getty)
+ الخط -

حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر في المعارضة السورية، تفيد بأن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) فشلت في هجومها الأول على فصيلي "جنود الشام" بقيادة مسلم الشيشاني، و"جند الله" بقيادة أبو فاطمة التركي، في منطقة جبل التركمان شمال شرقي محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية.

وقالت المصادر إن خمسة أرتال عسكرية تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" شنت هجوماً عنيفاً، فجر الاثنين، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، حيث استخدمت الهيئة قذائف الدبابات والهاون ومدافع ميدانية ورشاشات متوسطة، على سبعة مواقع عسكرية تابعة لفصيلي "جنود الشام" و"جند الله"، بالإضافة لفصيل "عتبة بن فرقد" الذي يتزعمه القيادي العسكري أبو حذيفة الأذري المقرب من الشيشاني. وتتمركز هذه الفصائل في محيط بلدة اليمضية وبلدة الشحرورة وقرية السلور في جبل التركمان شمال شرقي محافظة اللاذقية، كما دارت اشتباكات متقطعة في الحي الشرقي من مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب.

وأكدت المصادر أن "هجوم الهيئة أسفر في البداية عن سيطرتها على مقرين تابعين لفصيل (السلطان عبد الحميد) المساند لفصيل مسلم الشيشاني"، مضيفةً أن "فصيل مسلم وأنصاره تمكن من أسر أكثر من 21 عنصراً من مجموعات الهيئة في مناطق مختلفة من جبل التركمان، بالإضافة إلى مقتل عنصرين على الأقل من الهيئة وجرح سبعة آخرين، ومقتل نحو ثلاثة عناصر يتبعون لجماعات أبو مسلم الشيشاني وأبو فاطمة التركي وأبو حذيفة الأذري، بالتزامن مع انسحاب الهيئة من الأماكن التي سيطرت عليها صباح اليوم الاثنين".

وأشارت المصادر إلى أن "(تحرير الشام) استقدمت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، ضمت مقاتلين من فرقة (العصائب الحمراء) التابعة لها، وتوجهت إلى منطقة جبل التركمان بُغية شن هجوم جديد على تلك الجماعات عند ساعات الليل"، لافتةً إلى أن "جماعتي (جنود الشام) و(جند الله) نشرتا رشاشات متوسطة على المرتفعات التي تكشف الطرق المؤدية إلى جبل التركمان، وذلك بُغية استهداف أي تعزيزات جديدة تدفع بها الهيئة إلى المنطقة".

بدوره، قال عباس شريفة، باحث في "مركز جسور للدراسات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "(تحرير الشام) لديها عدة أهداف؛ أولها تعزيز قبضتها وسيطرتها العسكرية على المناطق التي تحت سيطرتها، وعدم السماح بوجود أي فصائل مستقلة تعمل خارج مراقبة وسيطرتها، تخوفاً من أن تتحول هذه الجماعات إلى بؤر تجميعية تستقطب العناصر المتشددة أو غير الراضية عن سلوك (تحرير الشام)، ما يجعلها في المستقبل تحدياً أكبر إذا تعاظمت قوتها".

وأضاف شريفة أن "تحرك (تحرير الشام) هو عملية استباقية لخطر محتمل أو قد يتحول إلى خطر، إضافة إلى أن الهيئة تحاول أن تعطي رسائل وتطمينات إلى دول إقليمية أنها قادرة على ضبط الأمن والسيطرة في إدلب ومحاربة التنظيمات المتشددة، وإضافة إلى ذلك، أن سياق العملية العسكرية التي تقوم بها الهيئة ضد (جنود الشام) و(جند الله) يأتي بعد عدد من العمليات التي استهدفت الأرتال التركية، وفيما يبدو أنه قد تكون (تحرير الشام) تعتقد أن العناصر الذين يستهدفون الأرتال التركية قد يكونون، بشكل مباشر أو غير مباشر، مرتبطين بهذه التنظيمات التي تؤمن لهم قاعدة لوجستية ودعماً لوجستياً، أو أنها مرتبطة بهم بشكل تنظيمي".

وتابع الباحث: "لا أعتقد أن ما أوردته (تحرير الشام) عن تجاوزات أمنية لهذه الجماعات صحيح، فهذه الجماعات تقوم بسد ثغرات مهمة ونقاط ربط استراتيجية أيضاً في جبهة الكبانة الخطرة على جبهة الساحل، وإن كانت ثمة تجاوزات فإنها تحل بالقضاء وليس باستئصال الفصيل عن بكرة أبيه، ما يقلل من أهمية هذه الاتهامات، إن كانت موجودة، وهي نوع من المبرر وليست هي الأهداف".

ولفت شريفة إلى أن "هذه الجماعات سوف تتلاشى ولن تصمد أمام الحملة العسكرية لـ(تحرير الشام) بسبب الفارق الهائل في موازين القوى"، موضحاً أنه "ربما تتحول هذه الجماعات إلى خلايا نائمة، ولكن بلا شك سيضعف تأثيرها بسبب فقدها قاعدتها اللوجستية ومقراتها وسلاحها النوعي، وهذا ما يجعل تأثيرها محدودا وضعيفا جداً".

ويعتقد الباحث ذاته أن "جبهة الساحل مهمة بالنسبة لـ(تحرير الشام)، وإفراغ الجماعات الإسلامية ليس هدفا بحد ذاته، بقدر ما هو السيطرة والضبط لهذه الجبهة، لكن هذه العملية ستضع (تحرير الشام) أمام تحدٍ، وهو المحافظة على المنطقة وسد نقاط الرباط بقوة نوعية تحافظ على المنطقة، وصد هجمات النظام وروسيا في حال كان هناك عمل عسكري، وفي حال سقوط هذه المنطقة بعد القضاء على فصيل (جنود الشام) وفصيل (جند الله)، فإن (تحرير الشام) ستكون في موقف حرج، وستتوجه إليها الاتهامات بتسليم المنطقة بعد تفكيك الفصائل التي ترابط فيها".