شنّ مقاتلون من "حركة أحرار الشام" المنضوية في الجبهة الوطنية، مساء الجمعة، هجوماً بمساندة "هيئة تحرير الشام" على مقرات للحركة في إدلب، وسيطروا على العديد منها قرب مدينة أريحا ومنطقة جبل الأربعين، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلين من "أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام" هاجموا مقرات للحركة التي يقودها جابر علي باشا، في مدينة أريحا وجبل الأربعين وبلدة الفوعة، وطردوا العناصر منها، بعد إطلاق نار متبادل بين الطرفين.
ونفت "هيئة تحرير الشام"، في بيان، وقوفها إلى جانب المجموعة المهاجمة التي يقودها القائد العسكري المقال أبو المنذر، والقائد السابق للحركة حسن صوفان.
وأوضح بيان الهيئة أن مقاتليها تدخّلوا للفصل بين الطرفين، وأكّد أنها تسعى لـ"إيقاف القتال والوصول إلى حل يرضي الطرفين المتقاتلين".
كما نفى القيادي في الحركة المقرب من "هيئة تحرير الشام" حسن صوفان مشاركته في الهجوم، بينما اتهمه القيادي وعضو مجلس شورى الحركة أبو عزام سراقب بقيادة الهجوم، كما وصفه بـ"المجرم".
ويطمح صوفان للسيطرة على قيادة الحركة بدعم من الهيئة، وكانقد طالب، في وقت سابق، بإعادة أبو المنذر، الذي تمّت إقالته من منصب القائد العسكري أخيراً، ودعا إلى إقالة القائد العام للحركة جابر علي باشا.
ويرى ناشطون أن الهيئة تناصر طرفاً على حساب الآخر، كي تضعف الحركة وتنفرد بما يتبقى من مقاتليها في إدلب، وتعمل على إنهائهم كما أنهت عشرات الفصائل من قبل.
ودعت "الجبهة الوطنية للتحرير"، التي تضم فصائل المعارضة في الشمال الغربي من سورية، في وقت سابق، قيادة "أحرار الشام" إلى "التعالي على الخلافات وتغليب لغة الحوار"، محذرة من "خطورة الانقسام والتنازع".
وتأسست الحركة في ريف حماة، وسط سورية، أواخر عام 2011، من قبل مجموعة من "الجهاديين السلفيين"، أطلق النظام سراحهم من سجن صيدنايا، أبرزهم حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، الذي قتل في هجوم غامض هو و45 قيادياً عام 2014 شمالي إدلب.
وفي بدايات العام 2015، حدثت نقلة فكرية كبيرة في الحركة حين بدّلت شعارها من "مشروع أمة"، إلى "ثورة شعب"، في محاولة للابتعاد عن الفكر المتشدد والاقتراب أكثر إلى الاعتدال.