"بوليتيكو": بايدن قرر معاقبة مصر عبر حجب جزء من المساعدات العسكرية

14 سبتمبر 2021
بلينكن يخطط لاتخاذ خطوة "غير مسبوقة" تجاه مصر (فرانس برس)
+ الخط -

كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن قررت "معاقبة" مصر بحجب "جزء من المساعدات العسكرية"، على خلفية مخاوف متعلقة بأوضاع حقوق الإنسان. ونقلت الصحيفة، الاثنين، عن مسؤول أميركي قوله إنّ القرار يتضمن أيضاً "فرض قيود على الأموال التي سترسل إلى مصر".

واعتبرت أن حجب جزء من مساعدات قدرها 300 مليون دولار أميركي بمثابة "حل وسط". وتابعت: "رغم أن القرار قد يخيب آمال بعض المشرعين والنشطاء القلقين من الانتهاكات في مصر، لكن يمكن القول أيضًا إنه موقف أكثر احتراما لحقوق الإنسان مما اتخذته معظم الإدارات السابقة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات العسكرية الأميركية للقاهرة".

وتمنح الولايات المتحدة مصر، سنوياً، مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار، 300 مليون منها ربطها الكونغرس الأميركي بأوضاع حقوق الإنسان، غير أن وزير الخارجية الأميركي يمكنه تخطي هذا الشرط وتمرير المساعدات إلى القاهرة، وهو ما كان يحصل في العادة خلال الإدارات الأميركية السابقة.

ووفقاً لـ"بوليتيكو"، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يخطط لاتخاذ خطوة "غير مسبوقة" وعدم استخدام صلاحية تمرير تلك المساعدات إلى مصر.

وقال المصدر للصحيفة الأميركية: "تسعى الإدارة الأميركية إلى منح مصر 170 مليون دولار من أصل 300 مليون، على أن يظل المبلغ المتبقي (130 مليونا) معلقا حتى تستوفي الحكومة المصرية شروطا غير محددة تتعلق بحقوق الإنسان". وأضاف أن استخدام الـ170 مليونا سيكون مقتصرا على مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.

وتواجه القاهرة انتقادات محلية ودولية بشأن حبس المعارضين وتراجع الحقوق والحريات العامة، غير أنها أكدت مراراً احترامها القانون والدستور في ما يتعلق بملف الحقوق والحريات.

ولم ترد الحكومة المصرية رسمياً حتى الآن على هذا التقرير، في وقت يؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن أنهما ملتزمان بتعزيز حقوق الإنسان في مصر.

ودفع العديد من المشرعين الديمقراطيين البارزين الإدارة إلى الالتزام بهذا المبدأ وحجب 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر. وأشاروا، من بين أمور أخرى، إلى أن السيسي سجن عشرات الآلاف من الأشخاص لأسباب سياسية.

 

ومن بين أبرز الأصوات التي حثت بايدن على حجب المساعدات العسكرية، كان السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، الذي قال لـ"بوليتيكو" مؤخراً إن "القانون هو القانون. ينص على أنه لا يمكنك تقديم الـ300 مليون دولار هذه إلا إذا كان بإمكانك إثبات حدوث تقدم واضح في مجال حقوق الإنسان. لم يتم إحراز هذا التقدم". وتابع "أنا قلق أيضًا من أن نصف الإجراء لن يجعل أي شخص سعيدًا. سيظل المصريون يشعرون وكأنهم تعرضوا للصفع، لكن العالم لن يشعر بالتأثير الأخلاقي الكامل".

وقالت الصحيفة إن السيسي وجد طرقًا ليكون مفيدًا للولايات المتحدة. ويشمل ذلك التعاون في مكافحة الإرهاب والحفاظ على سلام بارد مع إسرائيل، مشيرة إلى أن مصر توسطت في وقت سابق من هذا العام لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة.

والتقى السيسي، أمس الاثنين، برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت لإجراء محادثات في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر. وكان هذا أول لقاء علني بين مسؤول إسرائيلي ورئيس مصر منذ أكثر من عقد، ومن المرجح أن يرضي واشنطن، التي تتوق لرؤية تحسن العلاقات بين إسرائيل وجيرانها.