"العربي الجديد" يرصد واقع الحياة في مدينة بوتشا الأوكرانية بعد الانسحاب الروسي

30 ابريل 2022
بدت بوتشا مدينة أشباح قد خلت من سكانها (Getty)
+ الخط -

لم يتوقف حديث العالم عن مدينة بوتشا الأوكرانية منذ انسحاب القوات الروسية من شمالي أوكرانيا نهاية مارس/آذار الماضي، فيما تعلن السلطات الأوكرانية من وقت لآخر، عن اكتشاف مقابر جماعية جديدة تتهم روسيا بارتكابها.

"العربي الجديد" قرر زيارة المدينة التي تبعد عن العاصمة كييف قرابة 20 ميلاً، واستكشاف ملامح الحياة فيها بعد انسحاب القوات الروسية التي بقيت في المدينة قرابة عشرة أيام، بدأت في الحادي والعشرين من مارس الماضي حتى الحادي والثلاثين من الشهر نفسه.

للوهلة الأولى تبدو بوتشا مدينة أشباح قد خلت من سكانها؛ قليل هم السكان الباقون من كبار السن، الذين كانوا شهوداً على ما ذاقته المدينة التي حاولت روسيا السيطرة عليها منذ الأيام الأولى لهجومها على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي.

وكشفت نائبة عمدة مدينة بوتشا ماخايلينا سكوريك لـ"العربي الجديد"، تفاصيل الفظائع التي تتهم روسيا بارتكابها في المدينة خلال الأيام التي بقيت بداخلها.

وتقول سكوريك في حوارها إنه "حتى هذه اللحظة تستمر السلطات في اكتشاف مقابر جماعية جديدة كل يوم، وأبرز هذه المقابر هي التي تقع في مدخل المدينة عند كنيسة بوتشا الرسمية، حيث تم اكتشاف خندقين كبيرين، الأول كان به 46 جثة والآخر كان به نحو 100 جثة لمدنيين من سكان المدينة قُتلوا معصوبي الأعين ومربوطي الأيدي".

وأضافت سكوريك أنه ومنذ الرابع والعشرين من فبراير وحتى الثلاثين من مارس بلغ عدد قتلى مدينة بوتشا في المقابر الجماعية أكثر من 400 جثة في مقابر جماعية ومتفرقة.

من جانبها، تقول نينا التي لم تنجح في الهرب من المدينة بعد دخول القوات الروسية إليها، أنها كانت تتواجد في منزلها الريفي في بوتشا حين هجمت القوات الروسية على المدينة وسكانها.

ولفتت نينا إلى إن أصوات إطلاق النار في أنحاء المدينة لم تتوقف طوال فترة وجود القوات الروسية في بوتشا، وهو ما يظهر على جدران المنازل في المباني والقتلى الذين يتم اكتشافهم كل يوم.

وأضافت في حوارها مع "العربي الجديد"، أن القوات الروسية لم تتوقف عن إطلاق النار ليلاً ولا نهاراً، حتى أنهم قتلوا طفلاً أمام أعين أهالي مدينة بوتشا لأنه خرج في وقت حظر التجول.

أما فيكتور فشرح لـ"العربي الجديد"، كيف عاش تحت السيطرة الروسية على المدينة، ففي قرابة 10 أيام لم يجد السكان ما يأكلونه، خاصة بعد نفاد الطعام من البيوت وعدم وجود أي سبيل للحصول على طعام جديد في المدينة بسبب المعارك المشتعلة داخلها.

وأضاف فيكتور أن أهم يوم في حياته التي قاربت على الثمانين كان حين استيقظ يوم 31 مارس الماضي ولم يسمع صوت إطلاق النار ولا الانفجارات داخل المدينة حتى رأى بعينيه القوات الأوكرانية وهي تدخل مدينة بوتشا وتحمل معها المساعدات التي يعيش عليها سكان المدينة منذ وصولهم للمدينة.

من جانبه، يروي سيرغي لـ"العربي الجديد"، كيف قاموا بقصف منزله وهو في داخله وحينها هرب إلى الملجأ لكن النيران وصلت إليه، ولم يكن أمامه أي بديل سوى المبيت خارج المنزل طوال يوم كامل بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء.

ويضيف سيرغي في حواره مع "العربي الجديد"، أنهم حالياً يعيشون على المساعدات التي تقدمها السلطات الأوكرانية لساكني بوتشا، والتي لولاها لن يستطيعوا الحياة بعد أن قامت القوات الروسية بتدمير البنية التحتية في المدينة.

المساهمون