"العدالة والتنمية" يجدد قيادته بإسطنبول ويغازل حزب "السعادة"

25 فبراير 2021
"العدالة والتنمية" يسعى لضمان حظوظه الانتخابية (عيسى ترلي/ الأناضول)
+ الخط -

انتخب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، أمس الأربعاء، رئيساً جديداً لفرعه في إسطنبول، في إطار مساعي الحزب "تجديد الدماء" بمختلف أنحاء البلاد بعد فقدانه كبريات المدن التركية المؤثرة، في الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت قبل عامين.
ومنذ تلك الانتخابات التي أدت لخسارة تاريخية للحزب في مدينة إسطنبول، وفقدانه العاصمة أنقرة، يعمل "العدالة والتنمية" بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان على تجديد قياداته المحلية لضمان فرصه الانتخابية خلال الاستحقاقات المقبلة.
وعقد مندوبو "العدالة والتنمية" في إسطنبول، في وقت سابق من يوم الأربعاء، مؤتمرهم العام، ليتقدم مرشح واحد جرى اختياره سابقاً، وهو عثمان نوري قاباق تبه، وهو من رفاق القيادي الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان ومن مؤسسي حزب "السعادة" الإسلامي. وإثر التصويت حصل قاباق تبه على كامل أصوات المندوبين.
ويأتي ذلك بعد نحو شهرين من لقاء أردوغان رئيس اللجنة الاستشارية العليا في حزب "السعادة" أوغوزهان أصيل تورك، مما يشير لوجود مساع من "العدالة والتنمية" لمغازلة القاعدة الشعبية لحزب "السعادة"، واستمالته للانضمام للتحالف الجمهوري الحاكم.
وقبل أيام أعلن الرئيس السابق لفرع "العدالة والتنمية" بإسطنبول بايرام شن اوجاك، عدم نيته الترشح مرة جديدة، بعد أن أجرى أردوغان استشارات مع رؤساء بلديات مناطق إسطنبول، وتوافق معهم على ترشيح قاباق تبه لاستلام رئاسة فرع الحزب بإسطنبول.
ويبلغ رئيس فرع الحزب الجديد في إسطنبول 51 عاماً، وهو رئيس مؤسس لحزب "السعادة"، وتولى سابقاً في حزب "الفضيلة" عدة مهام منها رئيس الفرع الشبابي للحزب.
كما أنه تولى مناصب إدارية في عدة منظمات مجتمع مدني معروفة في تركيا منها "جمعية نشر العلم"، و"وقف الشباب التركي"، وما يزال حالياً يشغل منصب وكيل وقف "معارف" الذي يشرف على إدارة المدارس والمؤسسات التي استولت عليها الدولة من جماعة "الخدمة" المحظورة داخل تركيا وخارجها.
وعقب انتخابه، قال قاباق تبه في تصريحات صحافية "هدفنا إسطنبول لأن إسطنبول نحن، ومن المؤكد من الآن أن إسطنبول ستكون للعدالة والتنمية في الانتخابات القادمة، وأشعر بسعادة بأن أكون رئيساً لفرع إسطنبول عاصمة العالم، وستتجلى هذه السعادة عبر خدمة أبناء المدينة، ولن نساهم في انخفاض مستوى الخدمات التي اعتاد عليها أهالي إسطنبول".
وأضاف "سنعمل وكأننا في أيام الانتخابات ولن يتبقى منزل أو فرد أو أي أحد دون أن ندق بابه ونتواصل معه، وسنعمل على تعزيز العدالة والتنوع، والحديث عن القدوم من هنا أو من هناك لا معنى له، حيث تم تكليفي بهذه المهمة وفق القضية التي يؤمن بها حزب العدالة والتنمية، ومن غير المقبول أي تقييم آخر".

وكان تحالف "الشعب" المعارض الذي يضم حزب "الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" وحزب "الشعوب الديمقراطي" وحزب "السعادة"، قد حقق أمام "العدالة والتنمية" انتصاراً نادراً منذ 18 عاماً على تولي الحزب مقاليد الحكم في البلاد، وهو ما دفع "العدالة والتنمية" لمراجعة سياساته الداخلية تمهيداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في العام 2023.
وتضغط المعارضة بشكل كبير على الرئيس التركي من أجل إجراء انتخابات مبكرة، بهدف استغلال الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، وبالأخص تداعياتها السلبية على الوضع الاقتصادي في البلاد وارتفاع الأسعار، في ظل رفض من قبل أردوغان الباحث عن تحالفات جديدة تعزز من مكانة التحالف الجمهوري الحاكم.

المساهمون