"الشاباك" الإسرائيلي يحذر من تبعات صلوات يهودية علنية في الأقصى

18 أكتوبر 2021
ينفذ المستوطنون اقتحامات يومية للأقصى (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

حذّر جهاز الاستخبارات الداخلية لدولة الاحتلال الإسرائيلي (الشاباك)، أمس الأحد، من إمكانية إقدام اليهود على تنظيم صلوات جماعية داخل المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، ما يزيد فرص انفجار الأوضاع في كلّ من القدس والضفة الغربية المحتلتين.

وبحسب موقع "واللاه"، اليوم الإثنين، فقد جاءت تحذيرات "الشاباك" في إطار اجتماع عقده وزير الأمن الداخلي عومر برليف في مكتب رئيس الحكومة نفتالي بينت (أمس)، بشأن الأوضاع في المسجد الأقصى، لا سيما في أعقاب قرار قاضية (بيهلا يهالوم) في محكمة الصلح التابعة للاحتلال في القدس، إلغاء قرار إبعاد أحد اليهود المتطرفين عن الأقصى، بعدما أدى الصلاة علناً في الحرم القدسي، وهو القرار الذي ألغته المحكمة المركزية في المدينة المحتلة لاحقاً.

يخشى "الشاباك" من إقدام مجموعة كبيرة من اليهود على محاولة منظمة لأداء الصلاة علناً في الأقصى

ونقل الموقع الإسرائيلي عن ممثلي "الشاباك" خشيتهم من إقدام مجموعة كبيرة من اليهود على محاولة منظمة لأداء الصلاة علناً داخل المسجد الأقصى، محذرين خلال الاجتماع من تمكن هؤلاء من الوصول إلى الأقصى عبر إحدى البوابات التي يستخدمها المسلمون، والصلاة فيه بعد أن يتنكروا في مظهر عربي.

وبحسب "واللاه"، فقد زعم ممثلو "الشاباك" خلال اللقاء، أن "جهات عربية وتركية" تعمل على تأجيج الأوضاع في الأقصى من خلال استغلال الاستفزازات التي ينفذها اليهود فيه، وعرضها على أنها محاولة للمسّ بالمسجد.

وأضاف ممثلو "الشاباك" أن كل مواجهة عسكرية تخوضها إسرائيل، تُستغل من قبل أطراف عربية عبر إعادة الاعتبار لقضية الأقصى.

وبحسب الموقع، فقد قالت رئيسة "دائرة الأردن" في وزارة الخارجية الإسرائيلية خلال الاجتماع، إن تغيير الوضع القائم في الأقصى "يحمل في طيّاته طاقة كامنة للتأثير سلباً على العلاقات مع الأردن التي تحسنت أخيراً بشكل كبير، لا سيما بعد تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل"، لافتة إلى أن نظام الحكم في عمّان "ينظر بحساسية كبيرة إلى ما يجري في الأقصى".

وحسب ممثلي شرطة الاحتلال الذين شاركوا في الاجتماع، فإن العشرات من اليهود يقتحمون الأقصى يومياً، متهمين عناصر ينتمون إلى "الحركة الإسلامية" (القطاع الشمالي)، الذي يقوده الشيخ رائد صلاح، وتحديداً من مدينة أم الفحم، بالقيام بعمليات استفزازية.

من جهته، دعا برليف إلى تعزيز التعاون بين الحكومة والشرطة الإسرائيلية ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التي تتبع للأردن، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال برئاسة بينت، ملتزمة بالحفاظ على الوضع القائم، كما فعلت الحكومات التي سبقتها.

زعم ممثلو "الشاباك" أن جهات عربية وتركية تعمل على تأجيج الأوضاع في الأقصى

وكان تحقيق نشرته صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، قد كشف أخيراً أن مجموعات من اليهود، تضم رجالاً ونساء، يؤدون صلوات علنية داخل المسجد الأقصى، بعلم قادة شرطة الاحتلال. ولفت التحقيق، الذي أعدّه الصحافي إنشيل بيبر، إلى أن بعض اليهود الذين يحرصون على اقتحام الأقصى، ينتمون إلى جماعات الهيكل المتطرفة التي تطالب بتدشين الهيكل على أنقاض الأقصى، في حين يقدم بعضهم على ذلك من منطلق التعبير عن موقفه اليميني المتطرف من الصراع.

وبحسب بيبر، فإن إطاراً شبابياً يهودياً علمانياً يدعى "بأيدينا"، يساهم في تنظيم اقتحام اليهود للأقصى من منطلقات أيديولوجية متطرفة، مشيراً إلى أن من تقف على رأس هذا الإطار هي أوفير ديان (27 عاماً)، ابنة داني ديان، وهو علماني عُيّن أخيراً رئيساً لمنظمة "ياد فشيم" التي تحيي ذكرى اليهود الذين قتلوا على أيدي النازيين، وسبق أن ترأس مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وعمل قنصلاً في مدينة نيويورك الأميركية.

يذكر أن قاضية محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، بيهلا يهالوم، كانت قد قضت في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بأنّ الصلاة الصامتة في المسجد الأقصى، "لا يمكن تفسيرها على أنها عمل إجرامي". وأمرت يهالوم حينها، الشرطة، بإسقاط أمر تقييدي فُرض على الحاخام أرييه ليبو، الذي كان قد مُنع من دخول الحرم بسبب أدائه صلاة صامتة"، في الأقصى.

المساهمون