أطلق الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، مساء الثلاثاء، نداءً ناشد فيه التحالف الذي تقوده السعودية، والأطراف اليمنية كافة، وقف العمليات العسكرية في الداخل اليمني، عشية انطلاق مشاورات الرياض.
وأرجع الحجرف، في بيان صحافي، دعوته إلى الهدنة بأنها نابعة من "الحرص على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح مشاورات الرياض وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لرفع المعاناة عن الشعب اليمني ولصناعة السلام والأمن والاستقرار في اليمن".
وجدد الحجرف دعوته جماعة الحوثيين إلى الحضور والمشاركة في المشاورات مع باقي الأطراف، وتغليب مصلحة اليمن ورفع المعاناة عن الشعب.
تزامناً مع انطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية برعاية #مجلس_التعاون لدول الخليج العربية، الأمين العام يناشد قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف اليمنية بإيقاف العمليات العسكرية لإنجاح المشاورات
— مجلس التعاون (@GCCSG) March 29, 2022
https://t.co/PQ3rDod44B pic.twitter.com/cLigof9VQx
وتأتي مناشدة مجلس التعاون، في ظل طرح جماعة الحوثيين لمبادرة وقف إطلاق النار تضمنت وقفاً للهجمات في العمق السعودي لمدة 3 أيام، وللمعارك في الداخل اليمني، بشرط أن يعلن التحالف وقف الحرب ورفع الحصار.
ويبدو أن مناشدة مجلس التعاون قد تكون سبيلاً لإعلان التحالف الموافقة على الهدنة الإنسانية حتى نهاية شهر رمضان، دون أن يبدو ذلك استجابة للمبادرة الحوثية ورضوخاً لشروطها.
ومن المتوقع أن يرحّب التحالف بالدعوة الصادرة عن مجلس التعاون في وقت لاحق من مساء اليوم الثلاثاء أو على هامش انطلاق مشاورات الرياض كما كان مخططاً له منذ السابق، استجابة للدعوات الأممية لإبرام هدنة إنسانية خلال شهر رمضان.
وفيما يبدو ترحيب الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بدعوة مجلس التعاون أمراً مؤكداً، لا يُعرف ماهية ردود جماعة الحوثيين على مناشدة وقف إطلاق النار، وكذلك الدعوة الجديدة إلى المشاركة في مشاورات الرياض.
وكانت المبادرة الحوثية لوقف إطلاق النار، التي دخلت يومها الثالث، قد قوبلت بتجاهل تام من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، فيما وصفها وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في وقت سابق اليوم بـ"الفارغة"، وتهدف إلى الهروب من استحقاقات السلام.
وأكد مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"العربي الجديد"، أن الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب شهدت، اليوم الثلاثاء، تصاعداً في المواجهات بين الجيش الوطني وجماعة الحوثيين، وكذلك عودة للغارات الجوية التي استهدفت رتلاً حوثياً في أطراف جبل البلق الشرقي.
وأعلنت وسائل إعلام حوثية، مساء الثلاثاء، أن التحالف شنّ 4 غارات جوية على مواقع الجماعة جنوبي مأرب وفي منطقة اليتمة بمحافظة الجوف، ما يرفع عدد الضربات الجوية منذ مساء الأحد الماضي إلى نحو 10 غارات جوية فقط .
♦️ عاجل | غارتان لطيران العدوان الأمريكي السعودي على اليتمة في #الجوف#وكالة_سبأ#مبادرة_الرئيس_المشاط
— وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) (@SabaNewsye) March 29, 2022
وخلافاً للمبادرة الحوثية ومناشدة مجلس التعاون، بدأت الأمم المتحدة بالفعل تحركات مكثفة لإبرام هدنة إنسانية خلال شهر رمضان رحبت بها جماعة الحوثيين، وكذلك الحكومة اليمنية الشرعية.
ووفقاً لمصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، تطمح الأمم المتحدة إلى أن يتخلل الهدنة الرمضانية معالجات عاجلة للملف الإنساني، بما يقود إلى تخفيف القيود التي يفرضها التحالف على تدفق المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين.