حذرت الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سورية، اليوم الأحد، من استمرار إغلاق معبر اليعربية الحدودي مع العراق، وأثر ذلك على "الجانب الإنساني جراء ما تتعرض له المنطقة من حصار".
وقالت الإدارة، في بيان صدر عنها، إن مناطق شمال وشرق سوريا تعاني من وضع إنساني صعب من النواحي كافة، خاصة في ظل وجود حوالي خمسة ملايين نسمة في المنطقة، مشيرا إلى أن استمرار حالة الحصار المفروضة تنذر بعواقب وخيمة من الناحية الإنسانية.
وأضاف البيان أن "الإدارة الذاتية بذلت جهودا كبيرة للحصول على الدعم الأممي والدولي، كون الوضع الإنساني منفصلاً عن الأمور الأخرى، وهو من أهم المسؤوليات الأساسية للأمم المتحدة ومؤسساتها، ولكن دون أي استجابة حقيقية".
وأكد أن معبر اليعربية (تل كوجر) يشكل شريانا أساسيا للحياة في شمال وشرق سوريا، مشيرًا إلى أن قرار إغلاقه، الذي جاء بفيتو (روسي – صيني) مشترك بتاريخ الثامن من حزيران/يونيو عام 2020، كان بمثابة دعم لسياسات الحصار المتبعة ضد الشعب في المنطقة، مضيفا أن القرار يهدد المكاسب التي تحققت بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش".
وطالبت الإدارة الذاتية في بيانها المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة فصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية لبعض الدول، والمساهمة في إنقاذ السكان المحاصرين من خلال دعم جهود فتح هذا المعبر، مشيرة إلى أن فتح المعبر سيعيد تصحيح مسار المسؤوليات الأممية والدولية تجاه أبناء المنطقة، بحسب تعبيرها.
وكانت النرويج وأيرلندا وزعتا، في 25 حزيران/ يونيو، مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن يتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر معبري باب الهوى واليعربية.
ويواجه مشروع القرار معارضة روسيا التي تصر على إدخال المساعدات الأممية عبر مناطق النظام السوري فقط، وسط ضغوط من الأمم المتحدة والدول الغربية التي ترفض هذا الطرح.
في سياق منفصل، نظمت الكوادر الطبية والإنسانية في مدينة إدلب، اليوم الأحد، وقفة احتجاجية حملت عنوان "لا تقتلونا بترددكم"، وذلك رفضا لمحاولة روسيا إغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات الإنسانية، مؤكدين أن المعبر يعتبر شريان الحياة الوحيد لحوالي 3.5 ملايين نسمة، بينهم مليون طفل، يسكنون في مناطق شمال غربي سورية.
ورفع الكوادر خلال الوقفة، التي شملت عدة مراكز طبية، لافتات حملت شعارات مثل" النظام السوري يريد أن يسرق المساعدات الدولية" و"لانريد لشعبنا أن يموت جوعا".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) حذرت، في بيان لها الخميس الماضي، من "تأثير مدمر" على 1,7 مليون طفل سوري، في حال فشل مجلس الأمن الدولي في تمديد التفويض لإدخال المساعدات إلى سوريا عبر معبر باب الهوى بين تركيا ومحافظة إدلب.
وأكدت منظمة "يونيسف" أنه "بدون المساعدات التي يتم إيصالها عبر الحدود، سيحرم الأطفال من المساعدة المنقذة للحياة ويحدث تأثيرًا وخيمًا على حمايتهم وإمكانية وصولهم إلى خدمات المياه والنّظافة والدّعم الطبي والتّعليم".