"اتفاق المصالحة الفلسطيني" يواجه مقاومة سياسية بالقمة العربية في الجزائر

01 نوفمبر 2022
وقّع اتفاق المصالحة الفلسطينية في الجزائر (فاضل عبد ابراهيم/الأناضول)
+ الخط -

يواجه اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي وقع الشهر الماضي في الجزائر، مقاومة سياسية من قبل ثلاث دول تشارك بالقمة العربية التي تعقد حالياً، إذ تسعى إلى تعطيل تبنيه بصورة كاملة وكأحد المقررات الرئيسة في القمة، بينما تتمسك الجزائر بإصرار على تبنيه وتحديد آلية تنفيذه، فيما طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بإقرار الاتفاق للم الشمل الوطني.

وجرت مشاورات سياسية، اليوم الثلاثاء، على مستويات ثنائية بين وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، مع كل من وزيري خارجية مصر سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، لإقناعهما بضرورة تبني القمة العربية بشكل كامل وإلزامي، لاتفاق الفصائل الفلسطينية، والتوافق على آلية إنفاذه وفقاً للبند التاسع من الاتفاق.

وكانت ثلاث دول عربية هي مصر والأردن والمغرب، قد أبدت موقفاً يدفع نحو الاكتفاء بالترحيب باتفاق الجزائر بين الفصائل الفلسطينية في البيان الختامي للقمة، دون تبنيه بصورة تجعله من المقررات الأساسية إذ يعني بالنسبة للدول الثلاث، والجانب المصري خاصة، نقل إدارة الملف الفلسطيني والمصالحات على الصعيد العربي من القاهرة إلى الجزائر.

لكن الجزائر تصر في المقابل على صدور قرار عربي بتبني اتفاق الفصائل الفلسطينية، وتضمينه في بند واضح بالبيان الختامي للقمة، إلى جانب التفاهم على آلية تشكيل الفريق العربي برئاسة جزائرية، الذي يتولى متابعة تنفيذ الاتفاق الفلسطيني، وفقاً لما ينص عليه البند التاسع.

وتراهن الجزائر على أن يكون أكبر إنجاز للقمة العربية، إعادة القضية الفلسطينية إلى مركزيتها في العمل العربي المشترك، والحصول على إسناد عربي للاتفاق الفلسطيني، الذي وقع على أراضيها وبرعايتها في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك عبر إدراجه ضمن مقررات القمة العربية.

وسيحسم مؤتمر الرؤساء الصيغة النهائية الخاصة بالملف الفلسطيني.

ويبرز التركيز الجزائري على المسألة الفلسطينية، والتمسك بتحقيق تبني كامل للاتفاق الفلسطيني، من خلال التصريحات الصحافية لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، مساء الاثنين، والتي قال فيها "في قمة الجزائر سيتم تشكيل لجنة خاصة لمواكبة الإخوة الفلسطينيين في مراحل تطبيق الاتفاق، ودعم مؤسسات الدولة الفلسطينية المطلوب هو الدعم السياسي والدبلوماسي العربي، بعد تأييد عدد من الدول العربية للاتفاق الفلسطيني".

وأضاف أن "الناجح الكبير الذي سيكسب من قمة الجزائر، هو الشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أنه "سيتم العمل على دعم الاتفاق الفلسطيني، بتشكيل لجنة وزارية عربية تعمل على دعم طلب فلسطين الحصول على العضوية في الأمم المتحدة، وتوسيع حلقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية". 

وقبل افتتاح القمة العربية، دعا هنية في رسالة وجهها إلى القادة والزعماء العرب المجتمعين في الجزائر إلى " إقرار المبادرة الجزائرية لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني تحت عنوان (إعلان الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني) واعتبارها جزءًا من مقررات القمة العربية".
 
كما حث في رسالته على ضرورة "تجديد التأكيد على اعتبار القضية الفلسطينية؛ القضية المركزية لدولنا العربية، وتحمّل مسؤوليتها في حشد الإمكانات والمقدرات لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل استعادة حقوقه كاملة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى".

وطالب هنية القادة في قمة الجزائر، إلى "اتخاذ قرارات وخطوات واضحة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى، ودعم صمود أهلنا في مدينة القدس المحتلة، وكذلك وضع الآليات المباشرة لتنفيذ مقررات القمم العربية السابقة بإنهاء وكسر الحصار عن قطاع غزةّ، ودعم الأسرى في سجون الاحتلال، والمساعدة في توفير الحياة الكريمة للاجئين في الشتات، ودعم حق العودة، والعمل على عزل وإدانة الاحتلال سياسيًا ودبلوماسيًا".

وأضاف "تمر فلسطين وقضيتها اليوم بواحدة من أدق المراحل وأعقدها على المستوى السياسي والإنساني؛ بسبب تغول الاحتلال ومحاولات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للأقصى".
 

المساهمون