مروان قبلان

أزمة أوكرانيا تفكّ قيود ألمانيا وتعيد رسم أوروبا والنظام الدولي

AA8F4D7D-04C2-4B96-A100-C49FC89BAEBA
مروان قبلان

كاتب وباحث سوري

08 مارس 2022
+ الخط -

تُؤذن الأزمة الأوكرانية، التي ظلت تختمر في قلب أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، وبصورة أكثر حدّة منذ عام 2004، بالتحوّل إلى نقطة انعطاف في تاريخ القارّة العجوز، خصوصاً، والسياسة الدولية، عموماً. تؤشّر تداعيات الأزمة، كما أخذت تتوالى فصولاً، على أنها ستلعب دور القادح في تغييرات بعيدة المدى في بنية النظام الدولي، لكونها أول حرب كبيرة تندلع في أوروبا منذ عام 1945. صحيحٌ أنه كانت هناك حرب استقلال كرواتيا (1991 - 1995) والبوسنة (1992 - 1995)، ثم كوسوفو (1999)، لكن كل تلك كانت حروباً أهلية - محلية، استدعت الأخيرة منها تدخلاً من حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمنع تكرار المذابح التي ارتكبتها صربياً، وخصوصاً في البوسنة، في أثناء حروب البلقان التي أعقبت تفكّك يوغسلافيا السابقة. بهذا المعنى، تُعَدّ الأزمة الأوكرانية أول حرب أوروبية، منذ 75 عاماً، تقوم فيها دولة بغزو أخرى، وتسعى لاحتلالها وتغيير نظامها. حتى فجر 24 فبراير/ شباط 2022 كان الاعتقاد السائد أن هذا يحصل في الشرق الأوسط، وفي آسيا، ربما، وأفريقيا، لكن ليس في أوروبا. هذا الأمر تغير الآن، ويرجّح أن تكون له تداعيات كبرى على أوروبا والعالم.

قد يعجبك أيضاً