فشل الاستجابة الإنسانية لزلزال سورية… تسييس أم خلل في الأداء؟
انطفأت صرخات الاستغاثة في حناجر أصحابها العالقين تحت الأنقاض، وانطفأت معها بصائص الأمل بالنجاة.. استبدل الأنين المحموم تحت الحجارة الثقيلة والكثبان برائحة الأجساد التي سلمت أرواحها لله، شكراً أيها العالم ما عدنا بحاجة لشيء، بات لدينا ما يكفي من الوقت لنزيل الركام، وننتشل جثامين أحبتنا، ونودّعهم بما يليق بهم.
هذا مونولوج يدور في خلد مئات الآلاف من السوريين اليوم، الذين شهدوا النكبة تلو الأخرى والخذلان تلو الآخر على مدى عقد كامل.
أنا هزار الحرك وأنتم تستمعون إلى بودكاست "وجهة نظر" وأستضيف في هذه الحلقة المحامي محمد سليمان دحلا، ناشط وباحث قانوني، مهجر من الغوطة/ ريف عفرين، ومن الدوحة د. غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، ورئيس برنامج ماجستير إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا.
هذه الحلقة تأتي وقلوبنا يعتصرها الألم، حزناً على ضحايا الزلزال في سورية وتركيا، وعلى المعاناة التي يتكبدها المتضررون من هذه الكارثة في كلا البلدين. لكن موضوع حلقتنا لهذا اليوم يركز على الاستجابة الإنسانية المعطلة مع شمال غرب سورية، في الوقت الذي شهدنا فيه تقديم أكثر من 70 دولة المساعدة السريعة لتركيا، وهو ما يجب وينبغي. هذا يدفعنا إلى تساؤلات عدة، على رأسها: لماذا تُرك السوريون وحدهم في مواجهة كارثة كهذه؟