عيد الغدير في اليمن

19 سبتمبر 2017
+ الخط -
فيما يكتمل عام على انقطاع الرواتب بعد استيلاء الحوثيين على خزينة الدولة في اليمن، وفي ظلّ أوضاع مأساوية يعيشها غالبية المواطنين في العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات القابعة تحت سيطرتهم، وتزامناً مع ما يطلقون عليه يوم الغدير، وهو يوم ولاية الإمام علي بن أبي طالب (كما يزعمون)، احتفل الحوثيون يوم 9 سبتمبر/ أيلول الجاري بعيد الغدير، بعد أن ملأوا شوارع المدن بآلاف اللافتات واللوحات والصور المعبّرة عن المناسبة، وكذا بشعارات الصرخة والشعارات السياسية التي تدعو الناس إلى الاحتفاء بالمناسبة وتقديسها من جهة، وترويج أفكارهم من جهة أخرى، وقد شهدت العاصمة صنعاء انتشارا كثيفاً لمسلحي اللجان الشعبية ولسيارات الجماعة، تجوب الشوارع فاتحةً للزوامل وداعية الناس إلى المشاركة بهذا الاحتفال.
كانت مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة بقوة، إذ ضجّت بالسخرية والاستهزاء من أعمال الجماعة، ودعتها إلى الكف عن هذه الأعمال، واتهمتها بتبديد ثروات البلاد لتنفيذ أجندة إيران وزعزعة الأمن، وتمادياً في توسيع نقاط الخلاف والتفرقة، وضرب ما تبقى من نسيج اجتماعي، بعد اتهامهم بهدر ما يزيد عن ثمانية مليون دولار في الانفاق على طباعة اللافتات وتجهيزات الاحتفال، في وقت تعصف فيه المجاعة بغالبية السكان، بحسب تقارير أممية سابقة.
شهدت مدينة إب أيضا احتفالاً كبيراً وعرضاً عسكرياً في الاستاد الرياضي لأول مرة، حيث ألقيت في الحفل كلمات معبّرة عن يوم الولاية ووجوب حصرها في الحوثيين، باعتبارهم سليلي نسل النبوة، وأنّ لهم الحق الإلهي في ذلك كما يدعون.
ويذكر أنّ هذه الاحتفالات لم تظهر للعلن إلا بعد العام 2012، بعد ثورة 11 فبراير السلمية، حين بدأوا الاحتفال علنا في صنعاء، وهو العام الذي قال فيه مفتي اليمن الشيخ، محمد اسماعيل العمراني، بتحريم الاحتفال بيوم الغدير، ومن قبل كانت تتم بعض الاحتفالات الصغيرة في معقل الجماعة، أي مدينة صعدة أقصى شمال اليمن.
3EDC2776-D34E-4B2E-82A5-AE5ABB0C9513
3EDC2776-D34E-4B2E-82A5-AE5ABB0C9513
أحمد سليمان (اليمن)
أحمد سليمان (اليمن)