23 أكتوبر 2024
كيف ستبدو دولة الاحتلال عام 2040؟
ماذا تقول آخر الإحصاءات المتعلقة بالمُعطيات الديموغرافية في دولة الاحتلال الإسرائيلية؟ يخص السؤال، على وجه الدقّة، التقييم الاستراتيجي الصادر في أغسطس/ آب الحالي عن "المجلس الوطني للاقتصاد"، وهو هيئة في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية الذي يعرض توقعاتٍ بشأن كيفية تركيبة السكان في إسرائيل عام 2040.
وفقًا لهذا التقييم الجديد، من المتوقع أن تطرأ زيادةٌ على عدد سكّان إسرائيل حتى عام 2040 بنسبة نحو 53%، ليصل تعداد السكان الذي يبلغ حاليًا ثمانية ملايين نسمة إلى 12 مليون على الأقل، و14 مليون على الأكثر. وستكون تركيبة السكان في عام 2040 مغايرةً عما هي عليه اليوم، حيث من المتوقع أن تتقلّص، بموجب تعريف هذا المجلس، شريحة السكان اليهود غير المتدينين في مقابل ارتفاع نسبة اليهود الحريديم المتشددين دينيًا إلى 20% وارتفاع نسبة الفلسطينيين إلى نحو 22%.
ويعود أحد أسباب هذه التغييرات في تركيبة السكان اليهود في دولة الاحتلال، وأبرزها مضاعفة عدد السكان اليهود المتدينين تقريبًا، إلى نسب الولادة العالية غير المتجانسة بين المجموعات المختلفة، وإلى ارتفاع مستوى متوسط العمر المتوقع.
وثمّة سبب آخر ينبغي التطرّق إليه هو ازدياد عدد اليهود غير المتدينين، وهم علمانيون في معظمهم، الذين ينتقلون إلى العيش خارج دولة الاحتلال. وأفادت معطيات حديثة، نشرها المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي أخيرًا، أن عدداً مثل هؤلاء الذين انتقلوا إلى العيش خارج البلد في 2015 وحده كان الأعلى خلال الأعوام الستة الفائتة. ونتيجة ذلك، سُجل لأول مرة منذ عام 2009 ميزان هجرة سلبي، حيث إن عدد الذين هجروا دولة الاحتلال كان أكبر من عدد الذين هاجروا إليها.
وبلغة المعطيات، انتقل في عام 2015 إلى خارج دولة الاحتلال نحو 17 ألف يهودي، غالبيتهم عائلات. في المقابل، هاجر في العام نفسه إلى هذه الدولة فقط 8500 بعد فترة تزيد عن عام من هجرتهم لها. كما أن نسبة الذين يهجرون تصل الآن إلى اثنين من كل ألف نسمة، في حين أن نسبة الذين يعودون مرة أخرى تصل إلى واحد من كل ألف.
ومنذ عام 1948 حتى نهاية عام 2015، هجر دولة الاحتلال 720 ألف شخص بدون أن يعودوا إليها. ويتراوح عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج حاليًا ما بين 557 ألفا و593 ألفًا، ولا يشمل هذا العدد أولاد هؤلاء الإسرائيليين الذين ولدوا بعد هجرهم دولة الاحتلال.
قد يسأل بعضهم: لماذا تقصفنا بهذه المُعطيات؟ الجواب كامن في عدة أسباب، أولها أن هذه المعطيات تنطوي على دلالاتٍ مهمةٍ، تتعلق بوجهة مجتمع دولة الاحتلال التي تقرّر خطّ مسارها السياسي والاقتصادي- الاجتماعي. فمثلًا، من مفاعيل زيادة نسبة اليهود المتدينين تفاقم تحوّل إسرائيل إلى دولةٍ أكثر دينيةً وأقل ديمقراطية، حتى مع أن هذه الأخيرة شكلية بموجب المقاييس والمؤشرات العالمية. ومن شأن هذا التحوّل أن يلقي بظلاله لا على كيفية تطور دولة الاحتلال الداخلي فحسب، وإنما أيضًا على جوهر موقفها من محيطها الإقليمي، ولا سيما من الفلسطينيين بمن في ذلك فلسطينيو 48.
هناك اعتقاد شائع خطأ، أن الحركات السياسية لليهود المتدينين، وخصوصاً التيار الصهيوني- الديني، كانت في الماضي معتدلةً من الناحية السياسية، وازدادت تطرفًا إلى ناحية اليمين في الأعوام الأخيرة، وتحديداً منذ حرب يونيو/ حزيران 1967، وهو اعتقاد تفنّده دراساتٌ كثيرة تستأنس بأدبيات هذا التيار ووثائقه التأسيسية والمهمة، وربما يكون مُفيداً العودة إليها في سياق آخر غير هذا السياق.
ويبدو أن المعركة اليهودية الداخلية حُسمت، منذ الآن، لصالح اليهود المتدينين في مقابل غير المتدينين، مع وجوب التنويه إلى أن الأخيرين لا يمكن إدراجهم كافة ضمن شريحة العلمانيين، كما أنهم ليسوا جميعًا جزءًا مما يُسمى معسكر اليسار- الوسط، الذي يحارب أيضًا كي تكون دولة الاحتلال يهودية، وبذا يؤجّج مساعي تحولها إلى دينية أكثر.
وفقًا لهذا التقييم الجديد، من المتوقع أن تطرأ زيادةٌ على عدد سكّان إسرائيل حتى عام 2040 بنسبة نحو 53%، ليصل تعداد السكان الذي يبلغ حاليًا ثمانية ملايين نسمة إلى 12 مليون على الأقل، و14 مليون على الأكثر. وستكون تركيبة السكان في عام 2040 مغايرةً عما هي عليه اليوم، حيث من المتوقع أن تتقلّص، بموجب تعريف هذا المجلس، شريحة السكان اليهود غير المتدينين في مقابل ارتفاع نسبة اليهود الحريديم المتشددين دينيًا إلى 20% وارتفاع نسبة الفلسطينيين إلى نحو 22%.
ويعود أحد أسباب هذه التغييرات في تركيبة السكان اليهود في دولة الاحتلال، وأبرزها مضاعفة عدد السكان اليهود المتدينين تقريبًا، إلى نسب الولادة العالية غير المتجانسة بين المجموعات المختلفة، وإلى ارتفاع مستوى متوسط العمر المتوقع.
وثمّة سبب آخر ينبغي التطرّق إليه هو ازدياد عدد اليهود غير المتدينين، وهم علمانيون في معظمهم، الذين ينتقلون إلى العيش خارج دولة الاحتلال. وأفادت معطيات حديثة، نشرها المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي أخيرًا، أن عدداً مثل هؤلاء الذين انتقلوا إلى العيش خارج البلد في 2015 وحده كان الأعلى خلال الأعوام الستة الفائتة. ونتيجة ذلك، سُجل لأول مرة منذ عام 2009 ميزان هجرة سلبي، حيث إن عدد الذين هجروا دولة الاحتلال كان أكبر من عدد الذين هاجروا إليها.
وبلغة المعطيات، انتقل في عام 2015 إلى خارج دولة الاحتلال نحو 17 ألف يهودي، غالبيتهم عائلات. في المقابل، هاجر في العام نفسه إلى هذه الدولة فقط 8500 بعد فترة تزيد عن عام من هجرتهم لها. كما أن نسبة الذين يهجرون تصل الآن إلى اثنين من كل ألف نسمة، في حين أن نسبة الذين يعودون مرة أخرى تصل إلى واحد من كل ألف.
ومنذ عام 1948 حتى نهاية عام 2015، هجر دولة الاحتلال 720 ألف شخص بدون أن يعودوا إليها. ويتراوح عدد الإسرائيليين الذين يعيشون في الخارج حاليًا ما بين 557 ألفا و593 ألفًا، ولا يشمل هذا العدد أولاد هؤلاء الإسرائيليين الذين ولدوا بعد هجرهم دولة الاحتلال.
قد يسأل بعضهم: لماذا تقصفنا بهذه المُعطيات؟ الجواب كامن في عدة أسباب، أولها أن هذه المعطيات تنطوي على دلالاتٍ مهمةٍ، تتعلق بوجهة مجتمع دولة الاحتلال التي تقرّر خطّ مسارها السياسي والاقتصادي- الاجتماعي. فمثلًا، من مفاعيل زيادة نسبة اليهود المتدينين تفاقم تحوّل إسرائيل إلى دولةٍ أكثر دينيةً وأقل ديمقراطية، حتى مع أن هذه الأخيرة شكلية بموجب المقاييس والمؤشرات العالمية. ومن شأن هذا التحوّل أن يلقي بظلاله لا على كيفية تطور دولة الاحتلال الداخلي فحسب، وإنما أيضًا على جوهر موقفها من محيطها الإقليمي، ولا سيما من الفلسطينيين بمن في ذلك فلسطينيو 48.
هناك اعتقاد شائع خطأ، أن الحركات السياسية لليهود المتدينين، وخصوصاً التيار الصهيوني- الديني، كانت في الماضي معتدلةً من الناحية السياسية، وازدادت تطرفًا إلى ناحية اليمين في الأعوام الأخيرة، وتحديداً منذ حرب يونيو/ حزيران 1967، وهو اعتقاد تفنّده دراساتٌ كثيرة تستأنس بأدبيات هذا التيار ووثائقه التأسيسية والمهمة، وربما يكون مُفيداً العودة إليها في سياق آخر غير هذا السياق.
ويبدو أن المعركة اليهودية الداخلية حُسمت، منذ الآن، لصالح اليهود المتدينين في مقابل غير المتدينين، مع وجوب التنويه إلى أن الأخيرين لا يمكن إدراجهم كافة ضمن شريحة العلمانيين، كما أنهم ليسوا جميعًا جزءًا مما يُسمى معسكر اليسار- الوسط، الذي يحارب أيضًا كي تكون دولة الاحتلال يهودية، وبذا يؤجّج مساعي تحولها إلى دينية أكثر.