15 نوفمبر 2024
تجارب حصار
لا يمكن وضع الحملة الرباعية، الثنائية بالأساس، على قطر، إلا في خانة إعلان الحرب، حتى وإن كان لا تحركات عسكرية، لا حاضراً ولا مستقبلاً، ستحصل. الحصار المفروض على قطر من الدول المحيطة، وتحديداً من السعودية والإمارات، يرتقي إلى هذه المرتبة بحسب التعريفات القانونية، وتكفي الإشارة إلى حالات غزة حالياً، والعراق وليبيا وكوبا سابقاً لإيضاح هذه المسألة. فالحرب ليست، ولم تكن، دائماً قائمةً على الأرض، لكن معطياتها حاضرةٌ بشكل كبير. والقطيعة والتضييق وإقفال الحدود وإغلاق الأجواء جزء أساسي من هذه المعطيات.
والصمود اليوم هو الخيار القطري الأساسي والضروري في مواجهة حملة الافتراءات والادّعاءات الموتورة التي يسوقها "الحلف الرباعي" (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) ضد قطر، وفي وجه سقف المطالبات المرتفع الذي يُطلب من الدوحة الاستسلام التام والخضوع لوصاية الدول المحيطة بسياستها واقتصادها، وربما بثرواتها، وخصوصاً بعد كم المليارات التي رميت تحت أقدام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال زيارته أخيراً الرياض.
مقوّمات الصمود لدى الدوحة كبيرة جداً، ومؤكّد أن كل الإجراءات التي اتخذها "الحلف الرباعي" لا يمكن أن تؤثر على قرار قطر، وهو ما أعلنه صراحةً وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حين قال إن كل ما تقوم به هذه الدول لن يؤثر على الدوحة التي تستطيع البقاء على هذه الحالة إلى الأبد. ولا يأتي الكلام القطري من فراغ، خصوصاً أن المعطيات التي انعكست على الأرض في الدوحة أظهرت أن كل البدائل متاحةٌ، وخيارات المواجهة متعدّدة ومتنوعة إقليمياً ودولياً، واستنساخ تجربة غزة على قطر لا يمكن لها النجاح، وهي التي لم تفلح في القطاع أساساً.
وإعطاء غزة نموذجاً ليس اعتباطياً، ولا سيما أن الدول نفسها ساهمت وتساهم في حصار القطاع منذ عام 2006، ومنذ ما قبل الحسم العسكري، إضافة إلى أنه من التهم التي تسوقها دول "الحلف الرباعي" ضد قطر أنها تدعم "حماس"، على اعتبارها حركة إرهابية، متبنية التعريف الإسرائيلي الأميركي بالكامل، من دون حتى الإشارة إلى دورها الفلسطيني المقاوم والذي لا يمكن الاختلاف عليه، سواء كنت مؤيداً لحكم "حماس" في القطاع أم لا. لم تحاول الدول مداراة هذا التماهي مع الموقف الإسرائيلي مداراته، بل جاء صريحاً على لسان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير الذي أدرج دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عن أهالي قطاع غزة في إطار "دعم الإرهاب". ليس الموقف جديداً بالمطلق، لكنه الأكثر وضوحاً وعلانية، فالتماهي مع إسرائيل كان يتم، في السابق، من خلف الستار، غير أنه اليوم أضحى مكشوفاً ولا خجل منه.
في إطار هذا التماهي، تأتي محاولة نقل تجربة حصار غزة إلى قطر، والسعي إلى توسيع رقعة المقاطعة لها، وهو ما سقط منذ اليوم الأول، فتجارب الحصار بالمطلق لم تفلح يوماً في تحقيق مبتغياتها ضد دول ومناطق كانت قدرتها على الصمود أقل بكثير من القدرة القطرية حالياً، خصوصاً مع الطبيعة الجغرافية والعلاقات السياسية والقدرات الاقتصادية التي خوّلت الدوحة إفراغ الطوق من مضمونه، وإبطال أي مفاعيل اقتصادية واجتماعية كانت تعوّل عليها دول "الحلف الرباعي". وهو ما يمكن أن يستمر "إلى ما لا نهاية".
مقوّمات الصمود لدى الدوحة كبيرة جداً، ومؤكّد أن كل الإجراءات التي اتخذها "الحلف الرباعي" لا يمكن أن تؤثر على قرار قطر، وهو ما أعلنه صراحةً وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حين قال إن كل ما تقوم به هذه الدول لن يؤثر على الدوحة التي تستطيع البقاء على هذه الحالة إلى الأبد. ولا يأتي الكلام القطري من فراغ، خصوصاً أن المعطيات التي انعكست على الأرض في الدوحة أظهرت أن كل البدائل متاحةٌ، وخيارات المواجهة متعدّدة ومتنوعة إقليمياً ودولياً، واستنساخ تجربة غزة على قطر لا يمكن لها النجاح، وهي التي لم تفلح في القطاع أساساً.
وإعطاء غزة نموذجاً ليس اعتباطياً، ولا سيما أن الدول نفسها ساهمت وتساهم في حصار القطاع منذ عام 2006، ومنذ ما قبل الحسم العسكري، إضافة إلى أنه من التهم التي تسوقها دول "الحلف الرباعي" ضد قطر أنها تدعم "حماس"، على اعتبارها حركة إرهابية، متبنية التعريف الإسرائيلي الأميركي بالكامل، من دون حتى الإشارة إلى دورها الفلسطيني المقاوم والذي لا يمكن الاختلاف عليه، سواء كنت مؤيداً لحكم "حماس" في القطاع أم لا. لم تحاول الدول مداراة هذا التماهي مع الموقف الإسرائيلي مداراته، بل جاء صريحاً على لسان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير الذي أدرج دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عن أهالي قطاع غزة في إطار "دعم الإرهاب". ليس الموقف جديداً بالمطلق، لكنه الأكثر وضوحاً وعلانية، فالتماهي مع إسرائيل كان يتم، في السابق، من خلف الستار، غير أنه اليوم أضحى مكشوفاً ولا خجل منه.
في إطار هذا التماهي، تأتي محاولة نقل تجربة حصار غزة إلى قطر، والسعي إلى توسيع رقعة المقاطعة لها، وهو ما سقط منذ اليوم الأول، فتجارب الحصار بالمطلق لم تفلح يوماً في تحقيق مبتغياتها ضد دول ومناطق كانت قدرتها على الصمود أقل بكثير من القدرة القطرية حالياً، خصوصاً مع الطبيعة الجغرافية والعلاقات السياسية والقدرات الاقتصادية التي خوّلت الدوحة إفراغ الطوق من مضمونه، وإبطال أي مفاعيل اقتصادية واجتماعية كانت تعوّل عليها دول "الحلف الرباعي". وهو ما يمكن أن يستمر "إلى ما لا نهاية".