27 سبتمبر 2018
أولوية الحرب على الإرهاب
يعطي النظام السوري في محادثات جنيف 4 أو 5 الأولوية القصوى لمحاربة الإرهاب، وما زال يناور منذ بدء المفاوضات بعد جنيف 1 على هذا الأمر. لا أود مناقشة ماهية "داعش" وجبهة النصرة هنا، وهما التنظيمان المصنفان إرهابيين، وهو الأمر الذي تناولته مراراً، بل سأوصّف وضع الحرب على الإرهاب كما تجري في الواقع.
يخوض الجيش العراقي ومليشيا الحشد الشعبي الحرب ضد "داعش" في العراق، بمساعدة القوات الأميركية التي بدأت بالتدخل الجوي، وباتت تقاتل على الأرض (في أفضل تمرين تدريبي لوحداتها الخاصة، كما صرح قادة في الجيش الأميركي). وهنا اللافت أن الحشد الشعبي المدعوم إيرانياً، ويعتمد أساساً على مليشيات طائفية، دربتها وترعاها إيران، يقاتل تحت المظلة الأميركية، على الرغم من كل الضجيج حول معاداة أميركا، والحرب الكلامية عالية النبرة ضدها، والزحف إلى سورية لهزيمة مؤامراتها. وقد ظهر واضحاً أنه من دون التدخل الأميركي (بات يشمل وجود أكثر من عشرة آلاف جندي سيبقون في العراق، كما صرّح وزير الدفاع) لم يكن في مقدور القوات العراقية والحشد الشعبي تحقيق أي انتصار، حيث نتجت كل الانتصارات عن هذا التدخل الأميركي.
في سورية التي يريد بشار الجعفري أن تكون الأولوية للحرب على الإرهاب، نجد أن من يقاتل في المنطقة الشرقية ضد "داعش" هي قوات "بي يي دي" (قوات سورية الديمقراطية المشكلة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبعض العرب)، بدعم عسكري ولوجستي، تدريبي وتسليحي، ومع مساندة جوية من أميركا. وإذا كان كل الحديث يجري عن دعم أميركا "المعارضة السورية"، فقد تركّز الدعم على هذه القوات، بما في ذلك تقديم أسلحة متطورة لها. وأيضاً هنا سنلمس أن "اليسار" يدعم هذا الحزب، على الرغم من أنه يعمل تحت الرعاية الأميركية. وأميركا تتهيأ لـ "تحرير" الرقة، معتمدة على هذه القوات.
تقدمت في شمالي حلب بعض مجموعات من الكتائب التي تندرج تحت مسمى الجيش الحر لـ "تحرير" المنطقة الواصلة بين جرابلس وإعزاز، وصولاً إلى الباب، من تنظيم داعش، بدعم ومشاركة تركية بعد أن أخذت تركيا موافقة روسيا في مقابل قبولها "سقوط شرقي حلب"، بعد أن كانت أميركا ترفض هذا التدخل التركي، وترفض مطلب تركيا إيجاد "منطقة آمنة" في هذه المنطقة. وتركيا هنا تريد منع "البي يي دي" من التوسع نحو عفرين، في سياق مشروعه لإقامة فيدرالية، حيث سيطرت على المنطقة الفاصلة بين عفرين و"شرق الفرات"، المنطقة التي بات الحزب يسيطر على جزء كبير منها، بدعم أميركي.
عملت "الجبهة الجنوبية"، في درعا، على طرد جبهة النصرة، وقاتلت، أخيرا، المجموعة التي ترتبط بـ"داعش". وفي الغوطة، قام "جيش الإسلام" بتصفية "داعش". وأيضاً تقوم الكتائب المنضوية تحت مسمى الجيش الحر بطرد "داعش" من القلمون الشرقي. وكانت كتائب أخرى قد سيطرت على التنف وحاولت التقدم إلى البو كمال.
أما جبهة النصرة، أو جبهة فتح الشام، أو هيئة تحرير الشام، فقد جرى الصدام معها في أكثر من موقع، وهي التي قضمت كتائب عديدة كانت تقاتل النظام، كما أسهمت في إنجاح تكتيك النظام وروسيا في أكثر من مكان. ولا تعدو مشاركتها في بعض المعارك ضد النظام أن تكون تظهيراً لها، ولكي تستغل الأمر من أجل إكمال قضم الكتائب الأخرى، وأحياناً كثيرة تكون المبرّر لوحشيةٍ يمارسها النظام أو روسيا. ليس ضدها، بل ضد الكتائب الأخرى، وضد الشعب.
إذن، من يقاتل الإرهاب؟ سوى في المعارك التي تظهر كتمثيلية، كما في تدمر، لم يظهر للنظام دور في الحرب على الإرهاب. لكن هذا الأمر هو المشجب الذي يريد به النظام إفشال المفاوضات.
يخوض الجيش العراقي ومليشيا الحشد الشعبي الحرب ضد "داعش" في العراق، بمساعدة القوات الأميركية التي بدأت بالتدخل الجوي، وباتت تقاتل على الأرض (في أفضل تمرين تدريبي لوحداتها الخاصة، كما صرح قادة في الجيش الأميركي). وهنا اللافت أن الحشد الشعبي المدعوم إيرانياً، ويعتمد أساساً على مليشيات طائفية، دربتها وترعاها إيران، يقاتل تحت المظلة الأميركية، على الرغم من كل الضجيج حول معاداة أميركا، والحرب الكلامية عالية النبرة ضدها، والزحف إلى سورية لهزيمة مؤامراتها. وقد ظهر واضحاً أنه من دون التدخل الأميركي (بات يشمل وجود أكثر من عشرة آلاف جندي سيبقون في العراق، كما صرّح وزير الدفاع) لم يكن في مقدور القوات العراقية والحشد الشعبي تحقيق أي انتصار، حيث نتجت كل الانتصارات عن هذا التدخل الأميركي.
في سورية التي يريد بشار الجعفري أن تكون الأولوية للحرب على الإرهاب، نجد أن من يقاتل في المنطقة الشرقية ضد "داعش" هي قوات "بي يي دي" (قوات سورية الديمقراطية المشكلة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وبعض العرب)، بدعم عسكري ولوجستي، تدريبي وتسليحي، ومع مساندة جوية من أميركا. وإذا كان كل الحديث يجري عن دعم أميركا "المعارضة السورية"، فقد تركّز الدعم على هذه القوات، بما في ذلك تقديم أسلحة متطورة لها. وأيضاً هنا سنلمس أن "اليسار" يدعم هذا الحزب، على الرغم من أنه يعمل تحت الرعاية الأميركية. وأميركا تتهيأ لـ "تحرير" الرقة، معتمدة على هذه القوات.
تقدمت في شمالي حلب بعض مجموعات من الكتائب التي تندرج تحت مسمى الجيش الحر لـ "تحرير" المنطقة الواصلة بين جرابلس وإعزاز، وصولاً إلى الباب، من تنظيم داعش، بدعم ومشاركة تركية بعد أن أخذت تركيا موافقة روسيا في مقابل قبولها "سقوط شرقي حلب"، بعد أن كانت أميركا ترفض هذا التدخل التركي، وترفض مطلب تركيا إيجاد "منطقة آمنة" في هذه المنطقة. وتركيا هنا تريد منع "البي يي دي" من التوسع نحو عفرين، في سياق مشروعه لإقامة فيدرالية، حيث سيطرت على المنطقة الفاصلة بين عفرين و"شرق الفرات"، المنطقة التي بات الحزب يسيطر على جزء كبير منها، بدعم أميركي.
عملت "الجبهة الجنوبية"، في درعا، على طرد جبهة النصرة، وقاتلت، أخيرا، المجموعة التي ترتبط بـ"داعش". وفي الغوطة، قام "جيش الإسلام" بتصفية "داعش". وأيضاً تقوم الكتائب المنضوية تحت مسمى الجيش الحر بطرد "داعش" من القلمون الشرقي. وكانت كتائب أخرى قد سيطرت على التنف وحاولت التقدم إلى البو كمال.
أما جبهة النصرة، أو جبهة فتح الشام، أو هيئة تحرير الشام، فقد جرى الصدام معها في أكثر من موقع، وهي التي قضمت كتائب عديدة كانت تقاتل النظام، كما أسهمت في إنجاح تكتيك النظام وروسيا في أكثر من مكان. ولا تعدو مشاركتها في بعض المعارك ضد النظام أن تكون تظهيراً لها، ولكي تستغل الأمر من أجل إكمال قضم الكتائب الأخرى، وأحياناً كثيرة تكون المبرّر لوحشيةٍ يمارسها النظام أو روسيا. ليس ضدها، بل ضد الكتائب الأخرى، وضد الشعب.
إذن، من يقاتل الإرهاب؟ سوى في المعارك التي تظهر كتمثيلية، كما في تدمر، لم يظهر للنظام دور في الحرب على الإرهاب. لكن هذا الأمر هو المشجب الذي يريد به النظام إفشال المفاوضات.