27 سبتمبر 2018
فوبيا سقوط الدولة
كل التركيز الإعلامي التابع للنظم التي حدثت ثورات فيها، وخصوصاً في مصر، يهوّل من "سقوط الدولة". حيث باتت الدولة صنما، وأصبح المطلوب منع انهيارها، والتأكيد على أنها ضمان استمرار تماسك المجتمع. وبالتالي هي فوق الطبقات، وأهم من معيش الشعب. هذه سياسة أخرى للتخويف من الصراع الطبقي، والمبرِّر لسحق كل احتمالية لانفجار ثورة جديدة. هي مستوى آخر من مستويات التخويف، والاستغلال بعد "الحرب على الإرهاب"، تركّز عليه النظم وتعممه بشكل واسع، من أجل تخويف الفئات الوسطى، وتبرير الاعتقال والعنف الذي يمكن أن تمارسه ضد كل حراك شعبي.
بالتالي، هذه سياسة طبقية مثل "الحرب على الإرهاب"، وهدفها ذات الهدف الذي عمّم الإعلام "الرسمي" الخطر الإرهابي، وركّز على "الحرب على الإرهاب". ولا شك في أن وضع ليبيا واليمن وسورية ماثل هنا، ويُستخدم لتأكيد الفكرة المعمّمة، وبالتالي هو مرتبط بما جرى تعميمه بشأن "مصير سورية وليبيا". وهو ما يعني أن المطلوب هو إظهار "قدسية" الدولة، وأنها فوق الصراعات، وأن الخوف من سقوطها يبرّر كل القمع والقتل والوحشية. لهذا تصبح الدولة موضوعةً في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، وكل المطالب التي يطرحها الشعب، وتصبح السلطة بكل أجهزتها أداة تنفيذ ذلك، على الرغم من أنها تمثّل الطبقة التي نهبت المجتمع وأفقرت الشعب. بمعنى أن الطبقة عبر ذلك تمارس كل العنف، لإسكات الطبقات التي كانت هي سبب إفقارها وتهميشها.
هنا يظهر الخطاب الأيديولوجي واضحاً، حيث يُستخدم شعار (أو تستخدم فكرة) ستارا لتبرير ممارسات وحشية، هدفها الحفاظ على سيطرة الطبقة الرأسمالية. لكن ظهر أن دولا تلاشت، كما حدث في الصومال، وأخرى تفكّكت كما يحدث في ليبيا، وسورية تُظهر توزعاً للقوى على الأرض تبدو كأنها مقسمة. ولا شك في أن "سقوط الدولة" ممكن، وهي تسقط حينما يسقط النظام، أو يضعُف الى حدٍّ كبير، ولا يكون هناك سلطة بديلة، حيث تتنازع المجتمع بنى ما قبل حديثة، قبلية ومناطقية وطائفية ودينية. حيث تنكفئ هذه المجموعات على ذاتها، وتميل إلى الاستقلال، أو الحفاظ على وجودها، أو تقوية مواقعها من أجل فرض سيطرتها على الدولة ذاتها، فالدولة هي اللاحم بين كل هؤلاء من خلال مؤسساتها، وسيطرتها. وهي بهذا تُخفي بنى مفكّكة بشكل ما، أو قابلة للتفكك في حال غياب بديل لاحم.
ولا شك في أن ثورة الشعب تضعف السلطة، وتجعلها عاجزةً عن الاستقرار. ولهذا، يمكن أن يصل الأمر إلى تفكّك، أو سيطرة قوى متعددة على أرض الدولة، فأزمة من هذا المستوى تجعل النظام غير قادر على الاستمرار بالضرورة، وعادةً فإن الثورات تضعف الدولة، لتهيئ لنشوء نظامٍ بديل، ويحدث التفكك حينما لا يكون هناك بديل، فتضعف السلطة من دون أن تنتهي، وتتوزع قوى المجتمع، بدل أن تتوحد لكي تنهي السلطة، وتؤسس أخرى. لهذا كانت أزمة الثورات العربية تكمن في أنها افتقدت البديل الذي يوظّفها من أجل إسقاط النظام، وبناء نظام بديل. هنا نقطة الضعف التي يجري استغلالها من أجل التخويف من "سقوط الدولة"، لكن لماذا غابت الأحزاب التي يمكنها تأسيس بديل؟ والأهم هو، هل أنه كان يمكن ألا تحدث ثورة، أو يمكن منع نشوب ثورةٍ تحت حجة غياب البديل؟
الثورات عفوية، ولم يكن أحد قادرا على تأخيرها، ولهذا يجب أن يكون واضحاً أن الثورات حادثة، وليس من الممكن منعها، أو حتى تأخيرها. وأن "سقوط الدولة" ممكن ما دام ليس هناك بديل يستطيع أن يسهم في انتصار الشعب وإسقاط النظام، وبناء نظام بديل. وبالتالي، بدل الدفاع عن الدولة التي تمثل مافيا رأسمالية، وهو دفاع لا معنى له، لا بدّ من السعي إلى بناء البديل الذي يستطيع أن يحقق الاستيلاء على السلطة وبناء نظام بديل.
هذا هو الطريق الوحيد لكي لا تتفكّك الدول، فالثورات حاصلة حاصلة.
بالتالي، هذه سياسة طبقية مثل "الحرب على الإرهاب"، وهدفها ذات الهدف الذي عمّم الإعلام "الرسمي" الخطر الإرهابي، وركّز على "الحرب على الإرهاب". ولا شك في أن وضع ليبيا واليمن وسورية ماثل هنا، ويُستخدم لتأكيد الفكرة المعمّمة، وبالتالي هو مرتبط بما جرى تعميمه بشأن "مصير سورية وليبيا". وهو ما يعني أن المطلوب هو إظهار "قدسية" الدولة، وأنها فوق الصراعات، وأن الخوف من سقوطها يبرّر كل القمع والقتل والوحشية. لهذا تصبح الدولة موضوعةً في مواجهة الاحتجاجات الشعبية، وكل المطالب التي يطرحها الشعب، وتصبح السلطة بكل أجهزتها أداة تنفيذ ذلك، على الرغم من أنها تمثّل الطبقة التي نهبت المجتمع وأفقرت الشعب. بمعنى أن الطبقة عبر ذلك تمارس كل العنف، لإسكات الطبقات التي كانت هي سبب إفقارها وتهميشها.
هنا يظهر الخطاب الأيديولوجي واضحاً، حيث يُستخدم شعار (أو تستخدم فكرة) ستارا لتبرير ممارسات وحشية، هدفها الحفاظ على سيطرة الطبقة الرأسمالية. لكن ظهر أن دولا تلاشت، كما حدث في الصومال، وأخرى تفكّكت كما يحدث في ليبيا، وسورية تُظهر توزعاً للقوى على الأرض تبدو كأنها مقسمة. ولا شك في أن "سقوط الدولة" ممكن، وهي تسقط حينما يسقط النظام، أو يضعُف الى حدٍّ كبير، ولا يكون هناك سلطة بديلة، حيث تتنازع المجتمع بنى ما قبل حديثة، قبلية ومناطقية وطائفية ودينية. حيث تنكفئ هذه المجموعات على ذاتها، وتميل إلى الاستقلال، أو الحفاظ على وجودها، أو تقوية مواقعها من أجل فرض سيطرتها على الدولة ذاتها، فالدولة هي اللاحم بين كل هؤلاء من خلال مؤسساتها، وسيطرتها. وهي بهذا تُخفي بنى مفكّكة بشكل ما، أو قابلة للتفكك في حال غياب بديل لاحم.
ولا شك في أن ثورة الشعب تضعف السلطة، وتجعلها عاجزةً عن الاستقرار. ولهذا، يمكن أن يصل الأمر إلى تفكّك، أو سيطرة قوى متعددة على أرض الدولة، فأزمة من هذا المستوى تجعل النظام غير قادر على الاستمرار بالضرورة، وعادةً فإن الثورات تضعف الدولة، لتهيئ لنشوء نظامٍ بديل، ويحدث التفكك حينما لا يكون هناك بديل، فتضعف السلطة من دون أن تنتهي، وتتوزع قوى المجتمع، بدل أن تتوحد لكي تنهي السلطة، وتؤسس أخرى. لهذا كانت أزمة الثورات العربية تكمن في أنها افتقدت البديل الذي يوظّفها من أجل إسقاط النظام، وبناء نظام بديل. هنا نقطة الضعف التي يجري استغلالها من أجل التخويف من "سقوط الدولة"، لكن لماذا غابت الأحزاب التي يمكنها تأسيس بديل؟ والأهم هو، هل أنه كان يمكن ألا تحدث ثورة، أو يمكن منع نشوب ثورةٍ تحت حجة غياب البديل؟
الثورات عفوية، ولم يكن أحد قادرا على تأخيرها، ولهذا يجب أن يكون واضحاً أن الثورات حادثة، وليس من الممكن منعها، أو حتى تأخيرها. وأن "سقوط الدولة" ممكن ما دام ليس هناك بديل يستطيع أن يسهم في انتصار الشعب وإسقاط النظام، وبناء نظام بديل. وبالتالي، بدل الدفاع عن الدولة التي تمثل مافيا رأسمالية، وهو دفاع لا معنى له، لا بدّ من السعي إلى بناء البديل الذي يستطيع أن يحقق الاستيلاء على السلطة وبناء نظام بديل.
هذا هو الطريق الوحيد لكي لا تتفكّك الدول، فالثورات حاصلة حاصلة.