صامدون رغم الحصار والخذلان

05 سبتمبر 2016
+ الخط -
منذ عام ونصف، تعيش مدينة تعز تحت رماد القهر والاضطهاد والحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، حصاراً لا يرحم لمدينة التاريخ والحاضر والمستقبل، حيث فوهات المدافع تدوي وتتساقط القذائف بلا توقف.
فصول من المآسي والأحزان والدمار، خلّفتها الحرب الانقلابية على تعز، حرب تسمّرنا خلالها، ليلاً ونهاراً، أمام شاشات التلفاز، نتابع أحداثها وتطوّراتها، ونعيش أجواءها ومشاعرها المختلفة، ونلتمس وقعها المرير، وهي تتقاذف بالنقائض بإيقاع سريع، وبشكل لم نعهده من قبل، بين الحزن والفرح، الضيق والفخر، الإنفعال والتأمل، الإحباط والحماس، الغضب والإرتياح، الدموع والإبتسامة.
ظنّ الانقلابيون ظنّ السوء بالسلاح الذي نهبوه من معسكرات الدولة، متوّهمين إسقاط تعز وجعلها خاضعة، ذليلة، ومستباحة، إذ لم يعلموا أنّ الطريق إلى تعز مزروع بالألغام، مفروش بالفخاخ، وبصمود وعناد أهلها الذين لم ينكسروا أمام قوتهم وسلاحهم، ولم يفكروا بالاستسلام، ثبتووا في ميادين الإباء والعز والشرف يقامون، لينكسر الانقلابيون عاجزين.
لم تكن الحكومة الشرعية والرئيس هادي واضحين في دعمهم لتعز، فهي تصرخ وتستغيث، تتوجع وتتألم وتنادي! لكن، هل من مجيب؟ خذلان وصمت دولي تجاه هذه المدينة، وكما يرى السياسيون بأنّ تحريرها سيغيّر المعادلة على الصعيد السياسي والعسكري.
تمكّنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني المسنود من قوات التحالف العربي من دحر الحوثيون في الجهة الغربية للمدينة في خطة محكمة، وعملية تحرير جزئي للمدينة، لكن السوأل اليوم، وبعد كسر الحصار بشكل جزئي وفتح طريق عدن - تعز: هل ستقدّم الحكومة الشرعية الدعم بالذخائر والسلاح والتعزيزات للمقاومة في تعز من أجل إكمال التحرير وكسر الحصار بشكل كلي أم ستظل الحكومة غائبة مكتفية بالوعود الكاذبة؟
خطت المقاومة الشعبية والجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي خطواتها الأولى في طريق النصر، بكسر الحصار من الجهة الغربية للمدينة، إلا أنّ الطريق ما زال طويلاً، مزروعاً بالألغام والفخاخ، والتحرير لم يكتمل بعد، ما يزيد الأوضاع تعقيداً.

D5A1CECD-E0F7-4D8E-B94F-F4FC933F5ECC
D5A1CECD-E0F7-4D8E-B94F-F4FC933F5ECC
إدريس الطيار (اليمن)
إدريس الطيار (اليمن)