السوريون واعتداءات ألمانيا

02 اغسطس 2016
+ الخط -
كثرت، في الآونة الأخيرة، حالات الاعتداء في ألمانيا، على خليفة وجود اللاجئين السوريين، والذين باتوا مادة اهتمام للرأي العام والصحافة الغربية، بعد حدوث حالات فردية، في عمليات طعن بالسكاكين، وواحدةٍ بتفجير مطعم.
هذه الحوادث جعلت اللاجئ السوري في ألمانيا "مداناً"، بناءً على رغبة الشارع الألماني، من دون التطرّق لما يكمن وراء تلك الأفعال، أو الأسباب التي شكّلت جملةً من الدوافع، نتجت عنها اضطرابات نفسية لبعض السوريين، أدّت بهم إلى ارتكاب أفعال منافية للأخلاق، يضاف إلى ذلك ظهور استياء عند عموم السوريين في ألمانيا، وتخوّفهم من تأثير تلك الحالات الفردية على مستقبل وجودهم في ألمانيا.
الأحداث الأخيرة في ألمانيا طرحت تساؤلات عديدة: لماذا السوري دائماً هو المتهم الأول، دوناً عن كل اللاجئين من غير السوريين؟ وهل الإعلام العربي والغربي كان منصفاً بحق السوريين، بالتركيز على حالات الاعتداء السلبية من دون النظر إلى حالاتٍ أخرى، كان السوري الضحية فيها؟ ناهيك عن عدم تسليط الضوء على الأمور الإيجابية التي يقوم بها السوريون في ألمانيا.
في الرابع والعشرين من شهر يوليو/ تموز 2016 أصيب 12 شخصاً بجروح، بعد أن فجر شاب نفسه في مطعم في مدينة أنسباخ، في مقاطعة بافاريا، جنوبي ألمانيا.
شاب سوري يبلغ 27 عاماً، اعترفت السلطات الألمانية أنّه مريض نفسياً، وحاول الانتحار مرتين قبل أن يفجّر نفسه.
الشاب السوري، تبيّن بعد التحقق، أنّه تقدّم بطلب لجوء للسلطات الألمانية منذ ما يقارب العام والنصف، ولم تتم الإجابة لطلبه، فتمّ الترجيح أنّه فقد التأقلم مع الواقع، ما تسبّب باضطراب نفسي، جعله يقدم على هذا العمل، فيما استبعدت الحكومة الألمانية أن يكون هذا العمل إرهابياً، على عكس ما صرّحت جهات بتبنيها العمل لأغراض سياسية.
عقِب هذا التفجير، جرت حالة طعن بأداة حادة من شاب سوري لسيدة ألمانية في مقاطعة تريوتلنغن الألمانية، فيما قالت الحكومة الألمانية أنّ الفاعل مضطرب نفسياً.
من وجهة نظر أخصائيين بعلم النفس، لا يمكن أبداً الخلط بين الأفعال الإيجابية والسلبية، مهما كان السبب، ولا يمكن قبول أيّ تبرير لأي حادثةٍ، أدت إلى ضحايا في أيّ بلد كان، إلا أنّ ارتكاب أفعال سلبية بحالات فردية يكمن وراءها مجموعة من الأسباب، من شأنها أن تشكل خللاً في الشخصية، وقد تتحوّل إلى مرض نفسي على مرّ الأيام.
أصبح معروفاً أنّ جهات ودولاً عديدة، تسلّط وسائل الإعلام بحسب أجندتها الخاصة، والتي من شأنها أن تخدم سياسات الحكومة التابعة لها.
تصدّرت الحالات الفردية المرتكبة من السوريين في ألمانيا، وسائل الإعلام، وخصوصاً الألمانية، من دون التطرّق إلى حالة اغتصاب طفلة سورية بلغت خمس سنوات، تعرّضت للاعتداء من رجل أفغاني، بحسب شهود في ألمانيا، حيث لم تذكر الصحف شيئاً عن الحالة، إضافة إلى حالات أخرى مشابهة، سقطت بلا معنى مع زخم تدفق الأخبار، ما يشير إلى التمايز والمفارقة الكبيرة بتسليط الضوء على حالاتٍ معينةٍ، كانت بناءً على رغبة الشارع الألماني، أو بعض من المناهضين للحكومة الألمانية الرافضة قبول السوريين في ألمانيا، وهو دليل واضح على كيفية استغلال الحوادث الإنسانية لأمور سياسية.
مثل هذه الحوادث ربّما تؤثر سلباً على واقع السوريين في ألمانيا، بناءً على الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة الألمانية، كتحديد فترة الإقامة المؤقتة عاماً قبل الانتقال إلى مكان جديد، علماً أنّ فترة الإقامة المؤقتة كانت ثلاثة أشهر.
كما أنّ استمرار مثل هذه الحوادث الفردية إذا لم تتم معالجة الأسباب التي أدت إلى ارتكابها من تسيير الأمور التي ذكرناها سابقاً، فقد تزداد الإضرابات والأزمات النفسية للاجئين، وبالتالي، فإنّ استمرار تلك الحالات الفردية ستؤثر على مستقبل عموم السوريين في ألمانيا في المدى البعيد.
FB7E1B28-E9EF-474D-808F-467FC19B57EE
FB7E1B28-E9EF-474D-808F-467FC19B57EE
يمان دابقي (سورية)
يمان دابقي (سورية)