11 نوفمبر 2024
هذا الجنون في الإعلام المصري
اعتذار مذيعةٍ في فضائيةٍ مصرية للمغاربة عن إساءتها لهم على الشاشة، ثم إرسال إدارة هذه المحطة التلفزيونية خطاباً إلى السفير المغربي في القاهرة، تؤكد فيه احترامها الشعوب العربية، وتالياً، إصدار وزارة الخارجية المصرية بياناً عن علاقات أبدية وثيقة تربط مصر بالمغرب، قالت فيه إن تلك الإساءة لا تعبر عن مواقف مصر، حكومة وشعباً. هذه أفعال شاذة عن المعهود في الإعلام المصري، إذ يرى مذيعون وكتاب وصحافيون في تلفزاتٍ وجرائد مصريةٍ شتمهم الجزائريين والفلسطينيين والسوريين والقطريين (والمصريين عندما يستنكفون عن انتخاب عبد الفتاح السيسي) حقاً مكتسبا لهم، يمارسونه في إطلاق الكلام على أي شعبٍ عربي يشاءون، وكيفما اتفق، وبوضاعةٍ يعصى تفسيرها على أي طبيب نفسي (وأي طبيب بيطري، بحسب زميلنا علي الظفيري). ولأن هذا هو المألوف في وقائع غير منسية في تلفزاتٍ وصحفٍ مصريةٍ غير قليلة، فإن الشذوذ المشار إليه، بمستوياته الثلاثة المذكورة، يصبح هو مثار الانتباه، لا ما ارتكبته المذيعة الوقحة بشأن الشعب المغربي.
الواضح أن أمراً صدر من مقام عالٍ في الدولة المصرية أوجب ذاك الاعتذار الثلاثي، ما يعني أن في وسع أي سكرتيرٍ في مكتب السيسي أن يُخرس ألسنة المذيعين إياهم، والذين يتبارون، في هذه الأيام، في مديح نتنياهو، وفي التطاول على فلسطينيي غزة الصابرين، وفي انعدام الحس الأخلاقي لديهم تجاه هؤلاء العرب الجيران. ولمّا أخفق الماريشال السيسي في حماية المصريين من الغلاء المريع، وفشل في إنقاذ الجنود من كمائن الإرهاب، وعجزت قريحته عن تقديم أي برنامج اقتصادي تزدهر به مصر ويتحسن فيه عيش مواطنيه، فإن في مقدوره أن ينجح في وقف هذا الجنون المتمادي في شاشات مصرية، تطفح ببلاهاتٍ وحماقات، نظنُّ أن على الرئيس المصري الجديد أن يعلم أن شهرتها بين العرب، في أثناء العدوان الناري الإسرائيلي الراهن على غزة، صارت تشوه مصر في وجدان العرب. ولأن الأمر بالغ الجدية، فإن تدخلاً من فخامته، من طراز الذي جرى بشأن السخافة التي تجرأت على المغرب والمغاربة، يصير ملحاً.
تعفُّ هذه السطور عن إيراد أي اسم لأيٍّ من أولئك المذيعين والمذيعات، ومن الصحفيين والصحفيات، ممن استسهلوا الكلام الفارغ عن حماس، واستطابوا الدجل البائس عن مكانة مصر وأمنها القومي ودورها القومي، وفي وهمهم أن هذا الكلام الكبير، إن جرى على ألسنتهم، وأتت عليه أقلامهم، يصير حجةً على الغزيين الذين يقاومون بلحمهم الحي الجحيم الأعمى الذي تقذفه عليهم صواريخ إسرائيل ودباباتها. فيما لم يلحظ العرب، منذ عقود، نزرا من تلك المكانة وذلك الأمن وهذا الدور، وانتظروا أن تتعافى مصر وتشفى، لتقودهم إلى عزةٍ مشتهاة، وكرامةٍ مبتغاة. ولأن هذا مقيم في وجدان العرب ومداركهم، أفرحتهم كثيراً هبّة 25 يناير، إلى أن صار الذي صار، في صنيع السيسي إياه، فاستجدّت خيبة عربية باهظة.
نعم، في إعلام مصر صحفيون ومذيعون وكتاب نبيلون وشرفاء، ووطنيون صادقون، وتجرحهم بذاءات فلان وفلانة، وعلان وعلانة، في الشاشات والجرائد، ضد السوريين والجزائريين والقطريين والفلسطينيين، مثلاً. ولكن، ومن دون أي تعالمٍ على أحد، إن الفلتان البادي في غير شاشة وجريدة، صار يلزمه جهدٌ موحد، يبادر إليه النظيفون من الصحفيين المصريين لإيقافه، بوسائل كثيرة، هم أدرى بها منا نحن العرب المستباحين لأولئك. ونصارح أصدقاءنا المصريين، ونقول إن الأمر صار ظاهرةً كارثيةً، وليس ممارسةً فردية هنا، وأخرى هناك. وثمة منا من صار يعتقد أن ذهنيةً مصرية، والعياذ بالله، تتوطّن فيها نظرةٌ دونية تجاه العرب الأغيار، وأن عقليةً مصرية، لا سمح الله، تفترض في شساعة مساحة مصر، وتعداد سكانها الكبير، ترخيصاً لأي تافهٍ على أي شاشةٍ أن يتفوه بما يريد عن أي شعب وأي بلد.
هي دعوة، هنا، إلى السيسي أن يفعل أمراً محموداً وحيداً، وإلى الشرفاء في صحافة مصر، أن ينقذوا بلدهم، وهي بلدنا رغم أنف بعضهم، مما صار يفيضُ من قلة الأخلاق ونقصان التربية والتهذيب، في شتائم أولئك التافهين ضدنا، فلسطينيين كنا، أو جزائريين أو سوريين أو ... .
الواضح أن أمراً صدر من مقام عالٍ في الدولة المصرية أوجب ذاك الاعتذار الثلاثي، ما يعني أن في وسع أي سكرتيرٍ في مكتب السيسي أن يُخرس ألسنة المذيعين إياهم، والذين يتبارون، في هذه الأيام، في مديح نتنياهو، وفي التطاول على فلسطينيي غزة الصابرين، وفي انعدام الحس الأخلاقي لديهم تجاه هؤلاء العرب الجيران. ولمّا أخفق الماريشال السيسي في حماية المصريين من الغلاء المريع، وفشل في إنقاذ الجنود من كمائن الإرهاب، وعجزت قريحته عن تقديم أي برنامج اقتصادي تزدهر به مصر ويتحسن فيه عيش مواطنيه، فإن في مقدوره أن ينجح في وقف هذا الجنون المتمادي في شاشات مصرية، تطفح ببلاهاتٍ وحماقات، نظنُّ أن على الرئيس المصري الجديد أن يعلم أن شهرتها بين العرب، في أثناء العدوان الناري الإسرائيلي الراهن على غزة، صارت تشوه مصر في وجدان العرب. ولأن الأمر بالغ الجدية، فإن تدخلاً من فخامته، من طراز الذي جرى بشأن السخافة التي تجرأت على المغرب والمغاربة، يصير ملحاً.
تعفُّ هذه السطور عن إيراد أي اسم لأيٍّ من أولئك المذيعين والمذيعات، ومن الصحفيين والصحفيات، ممن استسهلوا الكلام الفارغ عن حماس، واستطابوا الدجل البائس عن مكانة مصر وأمنها القومي ودورها القومي، وفي وهمهم أن هذا الكلام الكبير، إن جرى على ألسنتهم، وأتت عليه أقلامهم، يصير حجةً على الغزيين الذين يقاومون بلحمهم الحي الجحيم الأعمى الذي تقذفه عليهم صواريخ إسرائيل ودباباتها. فيما لم يلحظ العرب، منذ عقود، نزرا من تلك المكانة وذلك الأمن وهذا الدور، وانتظروا أن تتعافى مصر وتشفى، لتقودهم إلى عزةٍ مشتهاة، وكرامةٍ مبتغاة. ولأن هذا مقيم في وجدان العرب ومداركهم، أفرحتهم كثيراً هبّة 25 يناير، إلى أن صار الذي صار، في صنيع السيسي إياه، فاستجدّت خيبة عربية باهظة.
نعم، في إعلام مصر صحفيون ومذيعون وكتاب نبيلون وشرفاء، ووطنيون صادقون، وتجرحهم بذاءات فلان وفلانة، وعلان وعلانة، في الشاشات والجرائد، ضد السوريين والجزائريين والقطريين والفلسطينيين، مثلاً. ولكن، ومن دون أي تعالمٍ على أحد، إن الفلتان البادي في غير شاشة وجريدة، صار يلزمه جهدٌ موحد، يبادر إليه النظيفون من الصحفيين المصريين لإيقافه، بوسائل كثيرة، هم أدرى بها منا نحن العرب المستباحين لأولئك. ونصارح أصدقاءنا المصريين، ونقول إن الأمر صار ظاهرةً كارثيةً، وليس ممارسةً فردية هنا، وأخرى هناك. وثمة منا من صار يعتقد أن ذهنيةً مصرية، والعياذ بالله، تتوطّن فيها نظرةٌ دونية تجاه العرب الأغيار، وأن عقليةً مصرية، لا سمح الله، تفترض في شساعة مساحة مصر، وتعداد سكانها الكبير، ترخيصاً لأي تافهٍ على أي شاشةٍ أن يتفوه بما يريد عن أي شعب وأي بلد.
هي دعوة، هنا، إلى السيسي أن يفعل أمراً محموداً وحيداً، وإلى الشرفاء في صحافة مصر، أن ينقذوا بلدهم، وهي بلدنا رغم أنف بعضهم، مما صار يفيضُ من قلة الأخلاق ونقصان التربية والتهذيب، في شتائم أولئك التافهين ضدنا، فلسطينيين كنا، أو جزائريين أو سوريين أو ... .