تنظيم القبيسيّات وعلاقته بالنظام السوري
أثارت وفاة الآنسة منيرة القبيسي، مؤسّسة تنظيم القبيسيات، النسائي الإسلامي في سورية، والذي امتدّ إلى بلدان عربية وأجنبية أخرى، نقاشاتٍ كثيرة عن تنظيم القبيسيات ومنشئه وأدواره. وتناقش هذه المطالعة علاقة التنظيم المركّبة مع النظام السوري.
الحقيقة المعروفة أنه لا يمكن لجمعية أو جماعة أن تنتظم وتنشط في سورية بدون موافقة صريحة أو ضمنية من أجهزة الأمن. وتنظيم القبيسيات الذي ملأ نشاطُه المدن السورية على مرأى ومسمع من الجميع، ويقدّر عدد الأعضاء فيه بأكثر من 75 ألفا في سورية وحدها، لا يمكن أن ينمو ويكبر بدون قبول النظام، بل وبدون دعم أجهزة هذا النظام ورعايتها بهذا القدر أو ذاك، فمعروفٌ أن أجهزة النظام قد قمعت بالحديد والنار تنظيماتٍ أصغر من "القبيسيات" بألف مرة والأمثلة كثيرة.
تنظيم هرمي متماسك
يمتاز تنظيم القبيسيات بكل مواصفات التنظيم السياسي غير العلني، فهو لا يعلن عن أهدافه ولا هيكله التنظيمي ولا نظامه الداخلي. يقوم على السمع والطاعة، ويطبّق على المنتسبات إليه نمط اللباس الموحّد، وتُعرف مرتبة "القبيسية" من لون منديلها. ولدى التنظيم نهج مدروس بعنايةٍ لسبل الدعاية والتحشيد والتجنيد. يتوجّه بنشاط التجنيد نحو الزوجة؛ لكونها من توجّه الأبناء، فضلًا عن تأثيرها في حياة الزوج. وتركّز "القبيسيات" على استقطاب زوجات التجّار والمسؤولين وأبناء العائلات والفئات الغنية وزوجات مشايخ الدين، وينشطن في ترتيب الزيجات، وتزويج الداعيات من رجال أعمالٍ ومسؤولين ومتنفّذين وأبناء العائلات. وفي هذا الصدد، يقول الباحث القريب من تنظيم القبيسيات، الشيخ محمد حبش: "معظم (إن لم يكن جميع) زوجات الشيوخ الكبار أو بناتهم هنّ من الداعيات القبيسيات". وهذا يؤكّد أن التنظيم يستهدف بنات الفئات النافذة في المجتمع وذات التأثير والزوجات فيها.
تنظيم القبيسيات هرميّ صلب متماسك، له أيديولوجيا وأهداف وأدوات ولباس موحّد وطقوس وأدوات عمل ومصادر تمويل
تركّز القبيسيات على قطاع التعليم وافتتاح المدارس والمعاهد ورياض الأطفال، وهي مؤسسات ومراكز للتنشئة وفق عقيدة التنظيم. وتشرف القبيسيات على تدريس عشرات آلاف من التلاميذ منذ نعومة أظفارهم، بطريقة محافظة. ويتابع التنظيمُ تلاميذه في المراحل اللاحقة، عبر الدروس الدينية في حلقات البيوت، بيوت الأغنياء، أو المساجد، كما يستخدم المساعدات الخيرية والأهلية. ويقدّم التنظيم خدمات طبية من خلال مشاف يمتلكها أو يديرها، وذلك لأن المساعَدات تفتح الطريق الى القلوب. ويوفّر الكتبَ التي تتضمن أفكار القبيسيات، من خلال مكتبات يمتلكها. ويهتم التنظيم بالتشبيك مع المؤسسات الدينية الأخرى، وبإقامة علاقات حسنة مع علماء الدين والمشايخ وتجمّعاتهم.
بالنظر إلى ما سبق، يظهر أن تنظيم القبيسيات هرميّ صلب متماسك، له أيديولوجيا وأهداف وأدوات ولباس موحّد وطقوس وأدوات عمل ومصادر تمويل، ولديه قاعدة واسعة من الأعضاء، من نخب المجتمع، أي إن لديه كل مواصفات التنظيم السياسي، بغض النظر عن تسميته.
جدل حول تأسيس التنظيم
مؤسِسة التنظيم هي الآنسة منيرة القبيسي، وهي إحدى تلميذات الشيخ أحمد كفتارو، وهو أحد مشايخ نظام البعث - الأسد، وقد تلقّى دعمًا كبيرًا من النظام، وبقي مفتي سورية من سنة 1964 حتى وفاته في 2004، وهو شيخ الطريقة الصوفية النقشبندية في سورية.
تتأرجح الآراء بشأن القبيسيات بين اتهام بعضهم له بأنه تنظيم مخابراتي أسّسته مخابرات الأسد، بينما يحاجج آخرون بأنه مجرّد نشاط مجتمعي دعوي ديني صوفي نقشبندي محافظ، بعيد عن السياسة، ويدعو إلى إطاعة السلطان وعدم الخروج على الحاكم. بل كثيرًا ما تعرّضت القبيسيات للمضايقات الأمنية والاستدعاءات.
القبيسيات هن من تعبيرات المجتمع المديني الذي طاولته إجراءات حزب البعث خلال سنوات ما بين 1963 و1970
وفي نظام الأسد، لا شيء بعيدا عن السياسة، وفي قناعة كاتب هذه المطالعة أن جماعة القبيسيات ليست من صنع أجهزة الأمن وليست تنظيمًا مخابراتيًا، بل نشأ بقوة الدفع الاجتماعي للمجتمع السنّي الدمشقي تحديدًا، وكما يقول محمد حبش إن القبيسيات هنّ "صورة دقيقة للمجتمع السوري المحافظ، الدمشقي خاصة، وأن مبادئهن وأفكارهن ليست إلا خطاب المشايخ التقليديين المستمر في اتجاه الخضوع للسلطان". ثم انتقل التنظيم إلى المدن الأخرى بأوساطها الغنية، ومنها الى البلدان العربية في مناخات صعود التيارات الدينية منذ سبعينيات القرن العشرين بعد تراجع التيارات القومية واليسارية بعد هزيمة حزيران 1967، وبعد صعود دور البترو – دولار. ويعدّ امتداد التنظيم خارج سورية نجاحا يحسب له، ولمنيرة القبيسي ومساعداتها الأقرب.
ولكن لأجهزة الأمن في سورية الأسد جعل مثل هذا التنظيم حيًا، ما لم يكن ثمّة منفعة وضرورة لوجوده، ولا يمكنه أن ينمو إلى هذه الدرجة بدون مساهمة نظام الأسد في هذا، بطريقةٍ أو بأخرى. رغم أن بدايات نشاط منيرة القبيسي سابقة لسنة 1970، ولكن التنظيم بدأ يبرز وينمو منذ النصف الأول لسبعينيات القرن العشرين، واستفراد حافظ أسد بالسلطة بعد الانقلاب الذي قام به في نوفمبر/ تشرين الثاني 1970.
يمكن فهم العلاقة المصلحية بين نظام الأسد والقبيسيات بأنها بين ضدّين اضطرا للتعايش معًا، فالقبيسيات هن من تعبيرات المجتمع المديني الذي طاولته إجراءات حزب البعث خلال سنوات ما بين 1963 و1965، وجرّدته من سلطته السياسية وثرواته الاقتصادية ومكانته المجتمعية، وهو مجتمعٌ ينتمي، في معظمه، للمذهب السني، فالمجتمع الدمشقي، والمجتمع المديني السوري عمومًا، ومجمل الفئات الوسطى والعليا التي كانت بيدها السلطة والمال والمكانة الاجتماعية قبل 1963، لن تنسى ما حدث لها في ستينيات القرن العشرين، ولن تغفر ولن تسامح من سلبَها السلطة والثروة والسلاح والمكانة الاجتماعية، حيث صادرت سلطة "البعث" ملكيات كبار الملاكين، ووزعتها على أعداد كبيرة من الفلاحين، كحق انتفاع من دون تمليك، ثم أمّمت الشركات الصناعية والتجارية والمصارف، ما جرّد العائلات المدينية، ومعظمها من السنّة، بحكم تكوين المجتمع السوري، من ثرواتها، بعد تجريدها من السلطة السياسية، ففقدت، بالتالي، مكانتها الاجتماعية. ولأن السلطة التي اتخذت هذه الإجراءات كانت بيد ضباط من الأقليات، وخصوصا العلويين، سيما بعد انقلاب 23 شباط (1966)، ثم بعد انقلاب حافظ الأسد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1970، واستفراده بالسلطة، وهو شخصٌ غير مسلم سنّي مديني؛ بل ينتمي إلى أقلية كانت حتى الأمس "هامشية جدًا" في تركيب المجتمع السوري. هنا نشأت ما سمّيت "مظلومية سنّية".
حرص حافظ الأسد، بعد توليه السلطة، على تسويق نفسه صاحب منهج وسطي على مستوى السياسة الدولية والإقليمية والداخلية
أدرك حافظ الأسد حقيقة هذه "المظلوميّة السنّية" التي باتت تعبّر عن ذاتها بأشكال مختلفة، وعرف أنّ مكمن الخطر على سلطته يأتي من مصدرين: الجيش، فعمل على تأميمه وجعل معظم ضبّاطه، وخصوصا الضباط القادة من العلويين. والمجتمع السنّي السوري الذي بدأت تنمو مظلوميته، وخطره يكمن في أن السنّة يشكّلون معظم المجتمع السوري، ولهم امتداد عربي وإقليمي كبير.
حرص حافظ الأسد، بعد توليه السلطة، على تسويق نفسه صاحب منهج وسطي على مستوى السياسة الدولية والإقليمية والداخلية، مقارنةً بالمنهج الراديكالي للقيادي البارز في حزب البعث وفي السلطة، صلاح جديد، فكان لا بدّ له من ترويض السنّة عبر استخدام سياسة العصا والجزرة، ولا بد من التقرّب إلى المجتمع المديني والطبقات المدينية، الوسطى والعليا، لما لها من دور وتأثير على المجتمع. وبالتالي، على استقرار سلطته، فإضافة إلى الإفساح في المجال أمام عودة نشاط القطاع الخاص، منح النشاطات الدينية البعيدة عن السياسة فسحةً، وشيئًا من المزايا، على أن يكون ذلك بشكل محسوبٍ ومدروس، بحيث لا يتيح لهم التحوّل إلى قوّة يمكن أن تطمح إلى الوصول إلى السلطة أو تهدّدها. وضمن تلك الأجواء، نشأ تنظيم القبيسيات، وتساهل الأسد معه، وتركه ينمو تحت رقابته، فكان بمثابة تنظيم نسائي إسلامي يوازي الاتحاد النسائي الحكومي.
كان على المجتمع السنّي السوري أن يقبل ذلك ويرضى به مُضمِرًا هدفًا آخر، وهو استعمال هذه الفسحة من أجل السيطرة على المجتمع، فيترك للسلطة السيطرة على الدولة ومقدّراتها مقابل السيطرة على المجتمع بانتظار ما هو آتٍ. ولم يأتِ هذا القبول إلا بعد فشل مقاومته السلطة العسكرية الجديدة التي سيطرت بعد انقلاب مارس/ آذار 1963، وكانت مقاومته قد بدأت بأحداث حماة في إبريل/ نيسان 1964 وإضرابات دمشق 1965، وتحرّك المجتمع السني سنة 1962 ضد النسخة الأولى من الدستور التي لم ينصّ فيها على أن دين رئيس الدولة الإسلام، وإجبار الأسد على الاستجابة لمطالبهم، وغيرها من تحرّكات. ثم فشل المحاولة الثانية الدموية التي قامت بها الطليعة المقاتلة بين 1977 - 1982، والجراح التي تركتها في جسدي المجتمع والسلطة؛ فباتت هناك قناعة مجتمعية سنية بأن إزاحة السلطة بالعنف أمرٌ غير ممكن. ولذا توجّهت المؤسسات السنية إلى ميدان آخر، ولعب لعبة أخرى ذات تأثير على المدى الطويل، بانتظار ما يحمله المستقبل.
توسّع حافظ الأسد في الإفساح في المجال للمؤسسة الدينية السنّية بالنشاط الاجتماعي، فنشأت معاهد حافظ الأسد لتحفيظ القرآن، وظهرت موجة بناء المساجد في سورية
وهنا، اكتملت عناصر "تفاهم شفويّ غير المكتوب"، بين قوى المجتمع (صلبها قوى السنّة ومؤسساتهم الدينية، بسبب غياب الأحزاب) وسلطة الأسد، فقد كان حافظ الأسد بحاجة لتيارات إسلامية تمالئ السلطة، وخصوصا بعد الصدام مع الإخوان المسلمين والطليعة المقاتلة، فتوسّع في الإفساح في المجال للمؤسسة الدينية السنّية بالنشاط الاجتماعي، فنشأت معاهد حافظ الأسد لتحفيظ القرآن، وظهرت موجة بناء المساجد في سورية، وموجة ارتداء الحجاب، تعبيرا عن هوية مفارقة لهوية السلطة الحاكمة. وحرص حافظ الأسد على اكتساب تأييد قطاعات من سنّة المدن، وتكوين شبكة من رجال الدين الإسلامي السنّة، كي يحصل على قبول اجتماعي ويضفي شرعية على سلطته، واستعمل المنافع المادية، ومنح المكانة الاجتماعية لفئاتٍ وشخصياتٍ سنّية. وكان تنظيم القبيسيات ضمن هذا النهج، فهو حركةٌ نسائية إسلامية تمالئ السلطة مقابل منحها فسحةً للنشاط المجتمعي البعيد عن السياسة. ولا شك أنه خلال هذه العقود المنصرمة كان ثمّة تنسيق مستمر بين النظام وحركة بحجم القبيسيات، ويُشاع أن معاون نائب الرئيس للشؤون الأمنية، محمد ناصيف، كان صلة الوصل الرئيسة، ومنح التنظيم رخصا لتأسيس معاهد ومدارس ورياض أطفال، وبإقامة الحلقات المنزلية، وإعطاء الدروس في المساجد. وفي المقابل، تقوم القبيسيات بالدعاء للرئيس الأسد. في وقت فرض على أحزاب الجبهة الوطنية التقدّمية، وهي الجهة القائدة للدولة والمجتمع بموجب الدستور، عدم النشاط في المدارس والجامعات. ولكن رقابة الأمن بقيت لصيقة بالتنظيم، ونشأت بعض الاحتكاكات في بعض الأحيان. وحين انتسبت بعض القبيسيات إلى تنظيم الإخوان المسلمين في سبعينيات القرن العشرين، اعتقلهن النظام من دون رحمة.
في عهد بشار الأسد
بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، جرى في عام 2006 تبليغ أجهزة الأمن بالتوقف عن مضايقة القبيسيات، ومنحهن فسحة أكبر للنشاط، وقد توسّط لهن شيوخ قريبون من السلطة آنذاك، مثل محمد سعيد البوطي، محمد حبش (كان عضو مجلس شعب آنذاك)، وأصبحت حلقاتهن تقام ضمن ما تسمّى المعاهد الشرعية في المساجد. وتلقين دفعة قوية لتوسيع تنظيمهن.
ونما دور القبيسيات منذ العام 2011، وزاد اعتمادُ النظام عليهن، وأفسح لنشاطاتهن مزيدًا من المجال، وبدا أن العلاقة أخذت منحًى جديدًا؛ حيث أفصح بيان وزارة الأوقاف في مايو/ أيار 2018 عن جزء من سياسة النظام تجاه القبيسيات، إذ نفى البيان وجود تنظيم اسمُه "القبيسيات"، وأعطى الداعيات القبيسيات صفة رسمية هذه المرّة، تحت اسم "معلّمات للقرآن الكريم"، وأتاح لهنّ العمل العلني في المساجد، وأصبح بإمكانهن إقامة احتفالات في المساجد، ومنها احتفالهن الكبير في المسجد الأموي ذاته. كما تم تعيين الداعية القبيسية سلمى عياش معاونة لوزير الأوقاف، لتكون مشرفة الإدارة النسائية في وزارة الأوقاف. ومنح إحداث إدارة خاصة للنساء في الوزارة القبيسيات صفة رسمية بطريقة مواربة. ويُقرّ بيان وزارة الأوقاف بأنه كان للقبيسيات "دور مشهود وبارز أثناء الحرب على سورية، في مواجهة التطرّف والطروحات الطائفية، بل كان لهن الدور الرائد في الدفاع عن الدولة ووحدة الوطن". وأصبح بشار الأسد يظهر وهو يقف وسط حشد منهن.
لا يمنح الأسد ثقته لأحد من خارج دائرته الموثوقة، وتبقى يده على الزّناد دائمًا
تحالف الأضداد القلق
على الرغم من ذلك، لدى الأسد الأب والابن القناعة بأنّ تنظيم القبيسيات، وشيوخ المساجد الذين يدعون للأسد على المنابر اليوم، جميعًا يتمنّون ذهاب الأسد وزوال نظامه. ولذلك لا يمنح الأسد ثقته لأحد من خارج دائرته الموثوقة، وتبقى يده على الزّناد دائمًا. كما يعتقد الأسد ونظامه أنّ "معظم السنّة، موالين ومعارضين، عدا المستفيدين ماديا منه، يرحّبون بزواله، وأن المؤسّسات والتنظيمات الإسلامية الموالية والمعارضة تجمعها مشتركاتٌ كثيرة، وأنّ المصالحة فيما بينها ممكنة، إذا أتيح ظرفٌ مناسب، كأن يذهب النظام ويصبحوا هم القوّة الفاعلة، وسيجدون حينذاك طريقًا للتفاهم؛ فهم في نظر النظام "إخوة المنهج".
أحدثت انتفاضة آذار في 2011 خضّة في صفوف تنظيم القبيسيات، فمن جهة شاع في 2011 و2012 أمل كبير أن النظام سيسقط قريبًا، ما شجّع كثيرات للتعبير عن آرائهن المعادية للنظام، خصوصا بسبب العُنف المفرط الذي واجه به النظام المتظاهرين أولًا، ثم استهداف أحياء السنّة المنتفضة في المدن والبلدات بالقصف الأرضي والجوي المدمّر والقتل والتهجير الواسع الذي طاول أكثر من نصف الشعب السوري. ورغم أن تنظيم القبيسيات لم يُعرب عن أي موقف من الحراك الشعبي، معه أو ضده، ولكن الجزء الأكبر من التنظيم، وخصوصا قياداته، قد انحازت إلى النظام، خصوصا وأن تلك القيادات والجسم الرئيسي للقبيسيات ينتمين إلى الطبقات المدينية المتوسطة والعليا، وهي طبقات وقفت إلى جانب النظام، خصوصا عندما اتضح أن النظام لن يسقط.
أحدثت وفاة منيرة القبيسي تباينًا في الأوساط المعارضة أيضًا؛ فمنهم من غلَّب انتماءَه الديني، وبقي يُكنّ التقدير، ويكيل المديح للآنسة منيرة القبيسي وللتنظيم؛ ومنهم من غلّبَ موقفَه السياسيّ، وبقي إلى جانب الثورة، وانبرى يدين سلوك التنظيم وموقفه وموقف الآنسة المعادي للثورة والمساند لبشار الأسد. وقد يفسح موت الآنسة منيرة القبيسي في المجال أمام تصدّعات في التنظيم تحتاج بعض الوقت كي تظهر.