25 اغسطس 2024
"تلفزيون سوريا" عشية الانطلاق
أحب، بداية، أن أوضح للإخوة القراء أنني أعمل في مشروع "تلفزيون سوريا"، بصفة استشاري، منذ مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول 2016، أي منذ كان المشروعُ في مستوى التصور الأولي. هذا يعني أنني لا أستطيع أن أتحدث عنه بحيادية، باعتباري من نسيجه، لكنني أمتلك الحق في مطالبة الآخرين بأن يتعاملوا معه بما أمكنهم من الحيادية، وأن يدخلوا، حينما يتحدثون عنه، في لب الموضوع، وليس في أمور أخرى، جانبية.
كان ثمّة ورق مكتوب يُقدم تعريفاً شاملاً للمشروع، اطلعتُ عليه، أنا والأشخاص القليلون الذين دُعوا ليكونوا ضمن الفريق التأسيسي الصغير، وناقشناه فقرةً فقرةً، ملخصُه أن هذا التلفزيون سيكون سورياً، وطنياً، جامعاً، يقف مع ثورة الحرية والكرامة في المقام الأول، لكنه لن يكون بعيداً عن فئات الشعب السوري الأخرى، عدا الفئة التي تقف قولاً وفعلاً في صف النظام. وهو تلفزيون ديمقراطي. هكذا، بوضوح وبلا مواربة، غير متعصب لدين، أو مذهب، أو قومية، مناصر للقضايا العربية والإنسانية العادلة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني بالطبع.
اشتغلنا، نحن عناصر الفريق التأسيسي، والإداريين والإعلاميين والفنيين الذين التحقوا بنا خلال هذه المسيرة، على طريقة السوريين الآخرين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لإدارة مؤسساتٍ لم يكن لها ما يشبهها قبل الثورة، إذ لم يكن هناك مؤسسات معارضة سورية ذات تقاليد عريقة، سواء أكانت مؤسسات سياسية أو إعلامية.. لذا كنا نحاول، ونجرّب، فنصيب، أو نخطئ، ثم ندرك الخطأ فنتراجع عنه. ولكن، في كل الأحوال، كنا نحاول أن نبقى ملتزمين بالمبادئ الأولى، والخطوط العريضة التي انطلق المشروع منها، وهي التي ذكرتها لحضراتكم قبل قليل.. وأقول، استطراداً، إنه ربما كان هذا الأمر في مصلحتنا، إذ ساعدنا على ابتكار برامج وطرائق جديدة في العمل، نفذناها ونحن نستنشق نسيم الحرية الذي لم نعتد على استنشاقه خلال وجودنا تحت سطوة استبداد عائلة الأسد.
علي أن أتوقف، هنا، عند أمور أساسية جرت مناقشتها ضمن الفريق التأسيسي، في أكثر من مناسبة: أولاً، نحن تلفزيون سوري معارض، ولسنا تلفزيوناً تمتلكه مؤسسات المعارضة السورية. ثانياً، نحن إعلاميون ومثقفون سوريون، لدينا مشروع إعلامي وطني سوري، نريد أن نقدم من خلاله شيئاً مميزاً للشعب السوري. ونأمل، ونتوقع أن ننجح فيه. ثالثاً، لم تكن معارضتنا نظام الأسد لأننا مختلفون معه حول مصالح، أو مكاسب، أو لأننا نتنازع معه على السلطة، وإنما نعارضه لأسباب أخلاقية، فنحن وطنيون، ديمقراطيون، نحرص على وحدة بلدنا، بينما هو نظام استبدادي، يقوم على القتل والاغتصاب والتهجير والنهب، ولا يسمح بالتداول السلمي للسلطة، إضافة إلى أنه استجلب الغزاة من مختلف أنحاء الأرض، ليساعدوه على قمع الشعب، وتثبيت آل الأسد في السلطة.
هناك مسألة يحتاج الحديث عنها، كما أرى، إلى شيء من التركيز، وهي أن المؤسسات الإعلامية المنحازة لثورة الشعب السوري والإنسان السوري المتوفرة ليست كافية، وإن إحداث مؤسسة إعلامية سورية، وطنية، ديمقراطية جديدة، كتلفزيون سوريا، ضروري جداً، لا بل إننا نحتاج إلى أكبر عدد ممكن من المؤسسات الإعلامية السورية الوطنية الديمقراطية، سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، بل أود القول إن هذه الخطوة جاءت متأخرة.
سينطلق بث تلفزيون سوريا يوم 3 مارس/ آذار المقبل، وستقام احتفالية الانطلاق بين 15 و18 الشهر نفسه. وللعلم، تغطي مدة البث التلفزيوني الـ 24 ساعة من كل يوم، وستكون الفترة الرئيسية للبث الحي، في بداية الانطلاق، ثماني ساعات، بين الرابعة عصراً ومنتصف الليل، وهي تتضمن فترات إخبارية، وبرامج سياسية كبرنامج "يا حرية"، و"همّة قوية"، و"المنعطف".. وبرامج ثقافية، ومنوعات، إضافة إلى فترة تواصل مباشر بين التلفزيون والمشاهدين، مدتها ساعتان، وتحمل اسم "لم الشمل".
كان ثمّة ورق مكتوب يُقدم تعريفاً شاملاً للمشروع، اطلعتُ عليه، أنا والأشخاص القليلون الذين دُعوا ليكونوا ضمن الفريق التأسيسي الصغير، وناقشناه فقرةً فقرةً، ملخصُه أن هذا التلفزيون سيكون سورياً، وطنياً، جامعاً، يقف مع ثورة الحرية والكرامة في المقام الأول، لكنه لن يكون بعيداً عن فئات الشعب السوري الأخرى، عدا الفئة التي تقف قولاً وفعلاً في صف النظام. وهو تلفزيون ديمقراطي. هكذا، بوضوح وبلا مواربة، غير متعصب لدين، أو مذهب، أو قومية، مناصر للقضايا العربية والإنسانية العادلة، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني بالطبع.
اشتغلنا، نحن عناصر الفريق التأسيسي، والإداريين والإعلاميين والفنيين الذين التحقوا بنا خلال هذه المسيرة، على طريقة السوريين الآخرين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لإدارة مؤسساتٍ لم يكن لها ما يشبهها قبل الثورة، إذ لم يكن هناك مؤسسات معارضة سورية ذات تقاليد عريقة، سواء أكانت مؤسسات سياسية أو إعلامية.. لذا كنا نحاول، ونجرّب، فنصيب، أو نخطئ، ثم ندرك الخطأ فنتراجع عنه. ولكن، في كل الأحوال، كنا نحاول أن نبقى ملتزمين بالمبادئ الأولى، والخطوط العريضة التي انطلق المشروع منها، وهي التي ذكرتها لحضراتكم قبل قليل.. وأقول، استطراداً، إنه ربما كان هذا الأمر في مصلحتنا، إذ ساعدنا على ابتكار برامج وطرائق جديدة في العمل، نفذناها ونحن نستنشق نسيم الحرية الذي لم نعتد على استنشاقه خلال وجودنا تحت سطوة استبداد عائلة الأسد.
علي أن أتوقف، هنا، عند أمور أساسية جرت مناقشتها ضمن الفريق التأسيسي، في أكثر من مناسبة: أولاً، نحن تلفزيون سوري معارض، ولسنا تلفزيوناً تمتلكه مؤسسات المعارضة السورية. ثانياً، نحن إعلاميون ومثقفون سوريون، لدينا مشروع إعلامي وطني سوري، نريد أن نقدم من خلاله شيئاً مميزاً للشعب السوري. ونأمل، ونتوقع أن ننجح فيه. ثالثاً، لم تكن معارضتنا نظام الأسد لأننا مختلفون معه حول مصالح، أو مكاسب، أو لأننا نتنازع معه على السلطة، وإنما نعارضه لأسباب أخلاقية، فنحن وطنيون، ديمقراطيون، نحرص على وحدة بلدنا، بينما هو نظام استبدادي، يقوم على القتل والاغتصاب والتهجير والنهب، ولا يسمح بالتداول السلمي للسلطة، إضافة إلى أنه استجلب الغزاة من مختلف أنحاء الأرض، ليساعدوه على قمع الشعب، وتثبيت آل الأسد في السلطة.
هناك مسألة يحتاج الحديث عنها، كما أرى، إلى شيء من التركيز، وهي أن المؤسسات الإعلامية المنحازة لثورة الشعب السوري والإنسان السوري المتوفرة ليست كافية، وإن إحداث مؤسسة إعلامية سورية، وطنية، ديمقراطية جديدة، كتلفزيون سوريا، ضروري جداً، لا بل إننا نحتاج إلى أكبر عدد ممكن من المؤسسات الإعلامية السورية الوطنية الديمقراطية، سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، بل أود القول إن هذه الخطوة جاءت متأخرة.
سينطلق بث تلفزيون سوريا يوم 3 مارس/ آذار المقبل، وستقام احتفالية الانطلاق بين 15 و18 الشهر نفسه. وللعلم، تغطي مدة البث التلفزيوني الـ 24 ساعة من كل يوم، وستكون الفترة الرئيسية للبث الحي، في بداية الانطلاق، ثماني ساعات، بين الرابعة عصراً ومنتصف الليل، وهي تتضمن فترات إخبارية، وبرامج سياسية كبرنامج "يا حرية"، و"همّة قوية"، و"المنعطف".. وبرامج ثقافية، ومنوعات، إضافة إلى فترة تواصل مباشر بين التلفزيون والمشاهدين، مدتها ساعتان، وتحمل اسم "لم الشمل".