الصراع على الإسلام.. الجميل

02 أكتوبر 2014

الممثلة صابرين صاحبة اصطلاح "الإسلام الجميل" (يونيو/2006/أ.ف.ب)

+ الخط -

ما هو "الإسلام الجميل"؟

المصطلح مولّد وجديد، وقد يدخل القواميس على سجاد أحمر، معقود الخصر، كما دخلها "سطل الثلج البارد"، و"هيب هوب"، والمصطلح ليس لمفكر، وإنما لفنانة مصرية محجبة تائبة، أرسلت قولاً يناسب ماضيها، فصار مثلاً؟ جدير بالذكر أنّ خُمس كتبة الدستور المصري الذي رضي عنه الغرب، بدلاً من الدستور الذي كان "يعصف بالحريات" فنانون! دستور يا أسياد!

الإسلام الجميل عَنَتْه صابرين بقولها عندما رأت امرأة ترقص أمام الصندوق الإنتخابي النزيه والشفاف مجسداً. قال جلال عامر مرة: "ليس عندنا شفافية إلا في ملابس النساء"، والحقيقة أني قلتها قبل عامر، لكن الله يؤيد بنصره من يشاء، ويجعل له القبول والذيوع في الأرض.

لم تشر العلوم السياسية والفقهية، يوماً، إلى علاقة الإسلام بالرقص، ولم يؤثر في الصحيح، ولا في الضعيف، ولا عن الصحابة أو التابعين قولٌ نصه: إذا رأيتم المرء، أو المرأة ترقص على "سنجة عشرة"، فاشهدوا لها "بالإسلام الجميل". أو: من رقص رقصة أمام الشعب والملأ دخل الجنة من أوسع أبوابها! أو الراقصون يرحمهم الرحمن.

هل الإسلام الجميل هو إسلام العلّامة أفيخاي أدرعي الذي فتح الله عليه، وانضم إلى كتيبة المفتين، من أمثال مظهر شاهين وإلهام شاهين، وها هو ينشر المنشورات على غزة، ومعها حبة سكر للمعايدة، ويحضهم على التمسك بدينهم "الجميل"، ونبذ حماس (وحب عباس الذي هو شعبة من الإيمان)، وجاء في إحدى رسائله و"فتاويه" قوله: أتقدم إلى عامة المسلمين في إسرائيل وخارجها بأطيب الأماني، بمناسبة ليلة القدر المباركة. نبارك لكم في العشر الأواخر، ونسأل "الرب"، يقصد حضرتك، والظفران، واحرَّ قلباه، من عندي، أن يصرف عنا وعنكم السوء و"الفشحاء" وأصحاب الإرهاب، وأن يعمّ الهدوء والسلام والعمار علينا أجمعين".

أم أنّ الإسلام الجميل هو إسلام أوباما، قدس الله سره، الذي سمع من مكان ما من أرض السواد، أو من الشام التي تكفل الله بها، صيحة امرأة شردتها داعش التي باتت الشرّ الوحيد والحصري على الأرض من ديارها، كما سمعها المعتصم ذات يوم، وهي تصيح "وا أوباماه" ، فتذكر أنّ جدّه مسلم، أو تذكّر أن أميركا، قلعة الحرية، وحامية العدل والثكالى في الأرض، أو أدرك أنّ الإسلام دين سماوي، فغار عليه، وقرّر نصرة "الإسلام الجميل"، وأنشأ تحالفاً كبيراً، مثل تحالف الأحزاب في غزوة الخندق، لدحر دولة داعش التي  خطفت الإسلام. وقال، وقتها، قولة لا يخجل قائلها: كل شيء إلإ الكيماوي والإسلام الجميل يا خديجة! وربما قال لغيمة نفط " أيتها الغمامة أمطري حيثُ شئتِ فإنَّ خراجكِ عائدٌ إليّ".

الحرب، هي حرب خصخصة الإسلام، أو "تأميمه" على الطريقة العربية، فقناة السويس مؤممة، وتعبرها سفن إسرائيل وطهران الحربية التي تحمل بضاعتها السامة. الإسلام الجميل هو "دين الدولة" الرسمي، وليس إسلام القرآن الكريم، هو إسلام البطاقة الممغنطة، وإسلام الشيخ الأكبر، وإسلام يسرا والأربعة المبشرين بالجنة، أربعة بس يا مفترية، وإسلام كاميرون و"بشرة خير"، وليس إسلام العدل وقول الحق أمام سلطان جائر، وليس إسلام التوحيد والاستقامة. كتب أحد الأصدقاء: متى سيطلبون من المسلمين في ديارهم الجزية. والحق أن المسلمين يدفعون جزية المال من زمان، تحت أسماء حرباء، من غير أن يحظوا بحقوق المِلَل.

الصراع، غرباً وشرقاً، هو بين إسلاميْن؛ إسلام النص وإسلام الرقص.

"الإسلام الجميل" الجديد هو إسلامٌ تمّ إسعافه بصباع الكفتة.

أحمد عمر
أحمد عمر
أحمد عمر
كائن يظنُّ أن أصله طير، من برج الميزان حسب التقديرات وطلاسم الكفّ ووحل الفنجان.. في بكرة الصبا أوعشية الشباب، انتبه إلى أنّ كفة الميزان مثقوبة، وأنّ فريق شطرنج الحكومة "أصحاب فيل"، وأنّ فريق الشعب أعزل، ولم يكن لديه سوى القلم الذي به أقسم" فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا..."
أحمد عمر