25 اغسطس 2024
إعادة رفعت الأسد إلى اتحاد الكتاب
الأخ العزيز، الدكتور نضال الصالح، رئيس اتحاد الكتاب العرب في أوتستراد المزّة بدمشق،... تحية الزمالة في مهنة الكتابة الشاقة، وبعد:
أحيطكم علماً بأن زميلنا الكاتب الدكتور رفعت الأسد يمرّ، هذه الأيام، بظروف عصيبة. فبحسب ما كتبتْ رندة تقي الدين في صحيفة الحياة، 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أنه مَثُلَ، قبل يومين من هذا التاريخ، أمام قاضي التحقيق في باريس، بتهمة مفادُها بأنه جمع ثروة كبيرة من خلال اختلاس الأموال العامة، وأنه مارس جريمة "غسيل الأموال" التي يعاقب عليها القانون الدولي، والقانون الفرنسي.
أخي الدكتور نضال: برأيي المتواضع أن الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب، الدكتور حسين جمعة، حينما أقدم، سنة 2012، على فصل الدكتور رفعت من عضوية الاتحاد، لامتناعه عن تسديد الاشتراكات السنوية، خالف قانون أصول المحاكمات المدنية التي تقضي، في مثل هذه الحالات، بأن يُرْسِلَ إليه كتاباً يطالبه بدفع المبلغ المترتب عليه، ومقداره ستة آلاف ليرة سنوياً، أي ما يعادل، بعملة اليوم، أحدَ عشرَ دولاراً، عن طريق دائرة المُحْضِرين، وينتظر خمسة عشر يوماً، فإذا لم يدفع، بسبب ضيق ذات يده، أو لأية أسباب أخرى، يجري تبليغه لَصْقاً، بمعرفة مختار المدينة التي يقيم فيها (موناكو)، فإذا لم يدفع، ضمن المدة المحددة، يُفْصَل.
يقف الدكتور رفعت الأسد، في هذه السنة، عند حيطان الثمانين من عمره، وقد انطبق عليه قول الشاعر عوف بن محلم الخزاعي: (إن الثمانين وبُلِّغْتَها/ قد أحْوَجَتْ سمعي إلى تُرْجُمانِ)... وهو، بطبيعة الحال، يعاني من نقصٍ في السمع، ربما بسبب الحروب التي خاضها، فالعسكري، إذا انطلقت بقربه قذيفة، ولم يفتح فمه، يضغط الصوت على غشاء الطبل في أذنه، فينبعج، أو يتمدّد، ويُصاب بالطرش، وهذا ما سبب له إحراجاً أمام أحد الصحافيين الذي سأله، قبل أعوام، عن الارتكابات التي كانت تمارسها مليشيا سرايا الدفاع بحق أهالي مدينة حماه في أوائل الثمانينيات، فقال: عفواً، لم أسمع جيداً، هل تقصد بـ "السرايا" دار الحكومة؟ أم القصر العدلي؟ فقال الصحافي رافعاً صوته إلى الحد الأقصى: بل سرايا الدفاع، في حماه، حماه. فضحك وقال: شو هاي حماه؟ لم أسمع بها! ووقتها، تقمص الصحافي شخصية الآنسة سلمى في اسكتش غنائي قديم أداه الفنان الكبير وديع الصافي مع جورجيت الصايغ، وقال في نفسه: يا مسكين يا أبو دريد شو سَمَعُو تقيل.
تستطيع، عزيزي الدكتور نضال، إذا أردتَ أن تساعد هذا الزميل الكاتب المفصول الغلبان، أن تُرفق للمحكمة الفرنسية المذكورة صورةً عن كتاب الفصل الذي أصدره الدكتور حسين جمعة، لتثبت لهم، بالدليل القاطع، أن الرجل مُفلس، ثم تسألهم، على طريقة محامي الدفاع في الأفلام المصرية القديمة: فمن أين، يا سادتي المحلفين، يأتي موكّلي بالأموال العامة المُخْتَلَسة التي تحتاج إلى غسيل، إذا كان عاجزاً عن دفع أحد عشر دولاراً لا أكثر؟
في سنة 1994، حينما استشهد شقيقُ رئيسكم الرائد الركن المظلي باسل الأسد، بحادث سير أليم على طريق مطار دمشق الدولي، تجشّم زميلُنا رفعت، ذو القلب الطيب، عناءَ السفر، وجاء من مكان إقامته في موناكو إلى دمشق، ليقوم بما يقتضيه الواجب العائلي والإنساني، ولكن السيدة أنيسة، والدة رئيسكم، أمرت بطرده من سرادق العزاء، فظنّ الناس، وبضمنهم الفرنسيون، أنها طردته بسبب اختلاسه الأموال العامة، مع أن هذا الفعل، أعني الاختلاس، غير معروفٍ في قاموس عائلتي الأسد ومخلوف.
صديقي الغالي نضال: وأرى، أيضاً، أن تذهب في هذا المسعى خطوةً إلى الأمام، لأجل النكاية بالفرنسيين، تأمر بطي قرار فصل الزميل رفعت من اتحاد الكتاب العرب، وأنا، صديقك السابق، سأستفيد من هذه المكرمة، لأننا فصلنا، أنا ورفعت، بقرارٍ واحد، ووقتها سنكون، نحن الثلاثة، وبقيادتك، في خندقٍ واحد ضد الإمبريالية.
أحيطكم علماً بأن زميلنا الكاتب الدكتور رفعت الأسد يمرّ، هذه الأيام، بظروف عصيبة. فبحسب ما كتبتْ رندة تقي الدين في صحيفة الحياة، 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أنه مَثُلَ، قبل يومين من هذا التاريخ، أمام قاضي التحقيق في باريس، بتهمة مفادُها بأنه جمع ثروة كبيرة من خلال اختلاس الأموال العامة، وأنه مارس جريمة "غسيل الأموال" التي يعاقب عليها القانون الدولي، والقانون الفرنسي.
أخي الدكتور نضال: برأيي المتواضع أن الرئيس السابق لاتحاد الكتاب العرب، الدكتور حسين جمعة، حينما أقدم، سنة 2012، على فصل الدكتور رفعت من عضوية الاتحاد، لامتناعه عن تسديد الاشتراكات السنوية، خالف قانون أصول المحاكمات المدنية التي تقضي، في مثل هذه الحالات، بأن يُرْسِلَ إليه كتاباً يطالبه بدفع المبلغ المترتب عليه، ومقداره ستة آلاف ليرة سنوياً، أي ما يعادل، بعملة اليوم، أحدَ عشرَ دولاراً، عن طريق دائرة المُحْضِرين، وينتظر خمسة عشر يوماً، فإذا لم يدفع، بسبب ضيق ذات يده، أو لأية أسباب أخرى، يجري تبليغه لَصْقاً، بمعرفة مختار المدينة التي يقيم فيها (موناكو)، فإذا لم يدفع، ضمن المدة المحددة، يُفْصَل.
يقف الدكتور رفعت الأسد، في هذه السنة، عند حيطان الثمانين من عمره، وقد انطبق عليه قول الشاعر عوف بن محلم الخزاعي: (إن الثمانين وبُلِّغْتَها/ قد أحْوَجَتْ سمعي إلى تُرْجُمانِ)... وهو، بطبيعة الحال، يعاني من نقصٍ في السمع، ربما بسبب الحروب التي خاضها، فالعسكري، إذا انطلقت بقربه قذيفة، ولم يفتح فمه، يضغط الصوت على غشاء الطبل في أذنه، فينبعج، أو يتمدّد، ويُصاب بالطرش، وهذا ما سبب له إحراجاً أمام أحد الصحافيين الذي سأله، قبل أعوام، عن الارتكابات التي كانت تمارسها مليشيا سرايا الدفاع بحق أهالي مدينة حماه في أوائل الثمانينيات، فقال: عفواً، لم أسمع جيداً، هل تقصد بـ "السرايا" دار الحكومة؟ أم القصر العدلي؟ فقال الصحافي رافعاً صوته إلى الحد الأقصى: بل سرايا الدفاع، في حماه، حماه. فضحك وقال: شو هاي حماه؟ لم أسمع بها! ووقتها، تقمص الصحافي شخصية الآنسة سلمى في اسكتش غنائي قديم أداه الفنان الكبير وديع الصافي مع جورجيت الصايغ، وقال في نفسه: يا مسكين يا أبو دريد شو سَمَعُو تقيل.
تستطيع، عزيزي الدكتور نضال، إذا أردتَ أن تساعد هذا الزميل الكاتب المفصول الغلبان، أن تُرفق للمحكمة الفرنسية المذكورة صورةً عن كتاب الفصل الذي أصدره الدكتور حسين جمعة، لتثبت لهم، بالدليل القاطع، أن الرجل مُفلس، ثم تسألهم، على طريقة محامي الدفاع في الأفلام المصرية القديمة: فمن أين، يا سادتي المحلفين، يأتي موكّلي بالأموال العامة المُخْتَلَسة التي تحتاج إلى غسيل، إذا كان عاجزاً عن دفع أحد عشر دولاراً لا أكثر؟
في سنة 1994، حينما استشهد شقيقُ رئيسكم الرائد الركن المظلي باسل الأسد، بحادث سير أليم على طريق مطار دمشق الدولي، تجشّم زميلُنا رفعت، ذو القلب الطيب، عناءَ السفر، وجاء من مكان إقامته في موناكو إلى دمشق، ليقوم بما يقتضيه الواجب العائلي والإنساني، ولكن السيدة أنيسة، والدة رئيسكم، أمرت بطرده من سرادق العزاء، فظنّ الناس، وبضمنهم الفرنسيون، أنها طردته بسبب اختلاسه الأموال العامة، مع أن هذا الفعل، أعني الاختلاس، غير معروفٍ في قاموس عائلتي الأسد ومخلوف.
صديقي الغالي نضال: وأرى، أيضاً، أن تذهب في هذا المسعى خطوةً إلى الأمام، لأجل النكاية بالفرنسيين، تأمر بطي قرار فصل الزميل رفعت من اتحاد الكتاب العرب، وأنا، صديقك السابق، سأستفيد من هذه المكرمة، لأننا فصلنا، أنا ورفعت، بقرارٍ واحد، ووقتها سنكون، نحن الثلاثة، وبقيادتك، في خندقٍ واحد ضد الإمبريالية.