أطلقت مستشفيات بغداد، نداءات استغاثة ومناشدة للتبرّع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى الذين سقطوا نتيجة التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة الكرادة وسط المدينة بعد منتصف ليل أمس الاثنين، والذي أوقع نحو 70 قتيلا وجريحا، بينما لم تجد القوات الأمنية إجراءً جديدا للسيطرة على الموقف سوى نشر المئات من عناصرها في المنطقة، وقطع أغلب الطرق.
وبحسب ضابط في قيادة عمليات بغداد، فإنّ "الانتحاري استطاع تفجير سيارته قرب مرطبات الفقمة، بمنطقة الكرادة وسط بغداد، بعد الساعة 12 ونصف من ليلة أمس، وهي منطقة مكتظة بالمدنيين، ليوقع 20 قتيلا ونحو 70 جريحا".
وأضاف الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "أعمدة الدخان وألسنة النيران غطّت سماء المنطقة بسبب شدة الانفجار، لما تسبب به من إحراق عدد من السيارات المدنية والمحال التجارية"، مشيرا الى أنّ "قيادة العمليات دفعت منذ ليلة أمس المئات من عناصرها، الذين انتشروا في منطقة الكرادة وعند بوابات المنطقة الخضراء".
وأوضح، أنّ "القوات أغلقت أغلب الطرق في المنطقة، ونصبت حواجز تفتيش متنقلة فيها، كإجراء روتيني يتخذ عقب أي تفجير".
في غضون ذلك، توجّه مئات العراقيين الى مستشفيات منطقة الكرادة للتبرع بالدم، بعد أن أطلقت المستشفيات نداءات استغاثة لحاجتها للدم لإنقاذ الجرحى، بينما تعاني أغلب المستشفيات نقصا في الخدمات والعلاجات الطبية.
من جهتها، حذّرت لجنة الأمن البرلمانية، من "هجمات جديدة تضرب بغداد وديالى وسامراء، وأنّ مصدرها من صحراء القائم بمحافظة الأنبار".
وقال رئيس اللجنة، حاكم الزاملي، في بيان صحافي أصدره عقب التفجير، إنّ "السيارة المفخخة التي انفجرت في الكرادة جاءت من القائم ومن خلال سيطرة الصقور"، مبينا أنّ "هناك معلومات بشأنها، لكن لم يتم السيطرة عليها، وكان يقودها انتحاري".
وأضاف أن "هناك سيارات مفخخة أخرى تم إبطالها من قبل الأجهزة الاستخبارية"، مشيرا إلى أنّ "أسباب الخروقات تعود إلى السيارات التي تسير داخل بغداد من دون لوحات تسجيل، والمقرّات العسكرية في الكرادة، والاعتداء على الحواجز الأمنية، وتدخّل بعض السياسيين بعمل الحواجز الأمنية الخارجية، ومنها حاجز الصقور والدورة".
وأشار إلى أنّ "مناطق القائم والرطبة غربي الأنبار أصبحت ملاذا آمنا لعناصر "داعش" الذين هربوا من الموصل، وتجمّعوا في صحراء الأنبار، وتحت أنظار الأميركيين"، مؤكدا أنّ "توجه التنظيم الآن هو إلى بغداد وديالى وسامراء، ليحدث فيها تفجيرات دموية خلال شهر رمضان".
وأكد أنّ "داعش يستغل بعض النازحين في بغداد، لتنفيذ هذه الهجمات، وأنّ اعترافات المعتقلين تؤكد هذه المعلومات"، مضيفاً "بالمحصّلة، فإنّنا ننتظر هجمات إرهابية جديدة، ونحتاج إلى حزم ومتابعة وجهد استخباري ومراقبة للمناطق المزدحمة، التي تكون هدفا للإرهاب".
يشار إلى أنّ منطقة الكرادة تشهد إجراءات أمنية مكثّفة، وتطبّق فيها خطة أمنية خاصة، بسبب الهجمات التي تتعرّض لها، والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى.