ارتكب طيران التحالف الدولي، فجر اليوم الثلاثاء، مجزرةً جديدة بحق عشرات المدنيين في مدينة الرقة شمال سورية، في حين واصلت قوات النظام السوري خرق اتفاق خفض الأعمال القتالية مع المعارضة المسلحة في ريف حمص الشمالي وسط البلاد.
وقالت حملة "الرقة تُذبح بصمت" إن طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب" قتل اثنين وثلاثين مدنياً بغارة على حارة السخاني، في مدينة الرقة، بينما قُتل ثمانية مدنيين من عائلة واحدة، جراء غارة على منازل بالقرب من الحديقة البيضاء، شمال غرب مركز المدينة.
وفي سياق متصل، ذكرت تنسيقية مدينة تدمر أنها وثّقت مقتل ثمانية مدنيين من عائلة واحدة أمس الإثنين، وهم من مدينة تدمر كانوا قد نزحوا في وقت سابق إلى مدينة الرقة.
وكان قصف التحالف الدولي قد أسفر عن مقتل ثمانية وسبعين مدنياً، وجرح العشرات في المدينة خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين.
ويأتي ذلك في ظل استمرار المعارك بين مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" وتنظيم "داعش" الإرهابي، في جبهات عدة بالمدينة المحاصرة، في حين ما زال آلاف المدنيين عالقين جراء المعارك.
وفي حلب، صدّت المعارضة السورية المسلحة اليوم محاولة تقدمٍ من قوات النظام السوري في محور جمعية الزهراء، شمال غرب المدينة. وأعلن "فيلق الشام" المعارض للنظام السوري عن صد محاولة تقدم من قوات الأخير في محور جبهة جمعية الزهراء بريف حلب الشمالي الغربي، وتكبيدها خسائر بالعتاد والأرواح.
وفي حمص، خرقت قوات النظام السوري مجدداً، صباح اليوم، اتفاق خفض الأعمال القتالية مع المعارضة شمال المحافظة، وقصفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو موقعة أضراراً مادية جسيمة، بحسب ما أفاد به مركز حمص الإعلامي.
إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي بمقتل مدني نتيجة إطلاق نار من قبل قوات النظام السوري في محيط مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، في حين وقع جرحى جراء قصف مدفعي متجدد من قوات النظام على بلدة الغنطو.
قصف تجمع للنازحين
وقع قتلى وجرحى جراء قصف من طيران حربي روسي اليوم الثلاثاء على تجمع للنازحين في قرية الرويضة بناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي.
وذكرت مصادر محلية أن الطيران الروسي استهدف بقنابل عنقودية تجمعاً للنازحين في قرية الرويضة في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، لم تتبيّن حصيلتهم نتيجة صعوبة الاتصال مع المنطقة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
وجاءت الغارة في ظل معارك عنيفة تدور بين تنظيم "داعش" وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية في الجبهات الغربية لناحية عقيربات على خط البترول في شرق ناحية السلمية.
وفي سياق متصل، سيطرت قوات النظام على قرية العابديّة جنوب غرب منطقة حويسيس في ريف حمص الشرقي، وسجّلت تقدماً باتجاه حقول أبو ظهور النفطية جنوب شرق ناحية عقيربات.
كذلك، قصفت قوات النظام السوري بأكثر من ثلاثين صاروخ أرض أرض الأحياء السكنية في مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، كذلك طاول القصف حي جوبر شرق مدينة دمشق، وأسفر عن أضرار مادية، بحسب ما أفاد به مركز الغوطة الإعلامي والدفاع المدني في ريف دمشق.
من جهة أخرى، واصلت قوات النظام تقدّمها في محيط مدينة السخنة بريف حمص الشمالي الشرقي، في المحور المؤدي إلى منطقة الكوم وسيطرت على مجموعة من التلال شمال غرب المدينة في سعي لحصار تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي.
وفي السّياق، أكّدت مصادر محلية معارضة سيطرة قوات النظام على قرى الكوير واللاطون وضهر المقلع والقوير في ناحية الطيبة، شمال مدينة السلمية، بعد معارك مع تنظيم "داعش" أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
وفي جنوب البلاد، قُتل قيادي في "الجيش السوري الحر" وجُرح آخرون فجر اليوم، نتيجة انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون على طريق بلدة النعيمة في ريف درعا، وأوضحت مصادر أن القيادي يُدعى رامي عطوان محاميد.
وفي دير الزور، تحدّثت مصادر محلية عن قيام تنظيم "داعش" بإعدام الناشط الإعلامي يوسف الراضي في بادية الميادين شرق المحافظة، بعد إلقاء القبض عليه في صالة للإنترنت، وأوضحت المصادر أن الناشط يدير صفحة "الميادين اليوم" التي تعمل على توثيق انتهاكات تنظيم "داعش" في المدينة.
وفي شأن متصل، ذكرت شبكة "فرات بوست" أن مجموعة مجهولة قامت بتحرير قرابة خمسين أسيراً من أحد سجون تنظيم "داعش" السرية في قرية غرانيج بريف دير الزور الشرقي، ونقلتهم إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، فيما قام "داعش" بنصب الحواجز على الطرقات للبحث عنهم، كما قام التنظيم باعتقال ستة شباب في مدينة العشارة بهدف التجنيد الإجباري للقتال في صفوفه.
من جهة أخرى قُتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، جراء قصف مدفعي من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، على بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي.