تتواصل معاناة عشرات آلاف المدنيين في ظل استمرار المعارك منذ نحو 15 يوما في مدينة الرقة السورية، والتي تعد أهم معاقل تنظيم "داعش" في سورية.
وتتعرض المدينة للقصف المكثف من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، إضافة إلى الأسلحة المحرمة دوليا ومنها قنابل الفوسفور الأبيض، في ظل شح شديد بالمواد الغذائية ومياه الشرب والكهرباء، في حين يمنع التنظيم المدنيين من مغادرة المدينة ويستخدمهم دروعا بشرية.
وقال ابن مدينة الرقة الناشط محمود الهادي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الوضع الإنساني السيئ في حالة تفاقم، فهناك شح شديد في الماء والكهرباء مع اشتداد الأعمال القتالية بين الأطراف"، لافتا إلى أن "التقديرات تشير إلى وجود 100 ألف مدني في المدينة قبل بدء معركة الرقة، جزء كبير منهم هم نازحون من مناطق أخرى، واليوم نخشى من وقوع مجازر بهم، في ظل عدم توفر الاتصالات وصعوبة الخروج".
ولفت إلى أن "جميع الأفران تقريبا خارج الخدمة إما لتعرضها للقصف أو لفقدان مادة الطحين أو المحروقات، وهناك فقدان للعديد من المواد الغذائية الأساسية، وجميع المستشفيات خارج الخدمة، مع فقدان الأدوية".
وأشارت الناشطة سحر سليمان، ابنة الرقة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "الضحية الأساسية في معارك الرقة هم السكان المدنيون، خاصة جراء القصف العشوائي"، مبينة أن "عملية النزوح مسألة صعبة جدا، إذ يجب أن يقوم الشخص أو العائلة بالسير مسافة طويلة وخطرة للخروج من المدينة، وعقب قصف الجسور أصبحت الطريقة الوحيدة للخروج هي عبور النهر بزوارق بدائية".
وبينت أنه "بعد قصف الجسور، بات من الصعب جلب المواد الغذائية إلى المدينة من الطرف الآخر، حيث تنتشر المزارع، في حين كانت المياه مقطوعة منذ خمسة أيام جراء انقطاع الكهرباء، التي تعتمد على مولدات محدودة".
وذكرت الناشطة أن "عناصر تنظيم داعش طردوا العديد من المدنيين من منازلهم ليتحصنوا داخلها، ما سبب تشريد العديد من العائلات داخل المدينة المحاصرة".