كنيسة مار يوسف في السليمانية، تزدحم بزوارها الطارئين. مسيحيون، لكنهم لم يأتوا للصلاة، بل للاحتماء بدار المخلّص، من تكفيريين قرروا إبادتهم في الموصل.
في التاسع عشر من يوليو/ تموز الماضي، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حملة تهجير واسعة لمسيحيي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق. نزح معظم السكان إلى إقليم كردستان العراقي. وهناك لم يجدوا لأنفسهم، مأوى سوى الكنائس والأديرة.
قبل الهجمة الأخيرة، تدنى عدد المسيحيين في العراق، من مليون ونصف عام 2013، إلى نصف مليون فقط. وبحسب إحصائية لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فقد بلغ عدد الأسر المسيحية المهجرة 4536 أسرة، توزعت على إقليم كردستان ووسط وجنوب العراق.
أحد النازحين، رعد يوسف، يروي لـ"العربي الجديد"، قصة تهجيره وصولاً إلى سكنه، في كنيسة مار يوسف، اليوم. يقول إنّ ليلة التهجير "كانت مرعبة، فلم نكن نصدق أن داعش سينفذ تهديده بهذه السرعة". يقول إنّ بلدته قره قوش (28 كم عن مركز مدينة الموصل)، "تعتبر بعيدة، ومحصنة بقوات البيشمركة (الكردية)". ويتابع: "لقد تلقينا تهديداً يوم 18 يوليو/ تموز، وأعلن داعش، من على منابر صلاة الجمعة، منح المسيحيين مهلة 24 ساعة للمغادرة أو اعتناق الإسلام". ويضيف أنّ العديد من الأسر المسيحية، أخذت التهديد على محمل الجد، وبدأت بالمغادرة، وكانت أسرته من بينهم. فيما بقي الكثير من أهل البلدة العزل فيها.
وفي السياق نفسه، يروي توما قصة مغادرته البلدة، مع عائلته. يقول إنّهم تمكنوا من الفرار، قبل وصول مقاتلي "داعش"، بخمس دقائق. اتجهت آلاف السيارات إلى أربيل. وعلى الطريق المزدحم ، وطوال 8 ساعات كاملة، صلى توما وأفراد عائلته "يا يسوع أنقذنا". يضيف: "لم نجلب معنا شيئاً، حتى أوراقنا الثبوتية". وفي أربيل، وجدت العائلة نفسها في العراء، بسبب عدم قدرة مخيم خازر على استيعاب الكم الكبير من النازحين. واليوم، لا يسعى توما سوى للهجرة إلى الخارج مع عائلته. وهي هجرة بعيدة المنال أيضاً، إذا لم يتوافر المال.
من جانبه، يقول راعي كنيسة مار يوسف في السليمانية، القس أيمن عزيز، "استقبلنا في محافظة السليمانية، 400 أسرة مسيحية، توزعت على ثلاث كنائس ومدرستين للراهبات. بالإضافة إلى 175 أسرة أسكنت في منازل، تبرع بها أهل الخير".
وعن توزع النازحين، بين مدن المحافظة، يقول لـ"العربي الجديد"، "هناك 3042 أسرة مسيحية في أربيل، و500 أسرة في دهوك، وهم يعيشون في الأديرة والكنائس، وجميعهم أتوا من بلدات قره قوش، وبرطلة، وبعشيقة، وكرمسير في الموصل". وبخصوص المساعدات المالية للنازحين، يقول القس عزيز إنّها توقعهم في مشكلة. ويضي،: "اقتصرت مساعدات الحكومة العراقية على منحة المليون دينار (800 دولار)، لكلّ أسرة. ولم توزعها إلا لمئة عائلة فقط". وتعتمد الكنائس اليوم على "مساعدة بعض المنظمات الإنسانية، التي تقتصر على أفرشة النوم، وبعض الأغذية، علماً أنّ الكثير من كبار السن والأطفال يحتاجون إلى الدواء".
ويلفت عزيز إلى أنّ مصير هذه العائلات بات مجهولاً. ويتابع: "كرجال دين مسيحيين لا نشجعهم على الهجرة، لكن علينا ألا نكون أنانيين، ونقدّر أنّ هجمة الإرهاب تستهدفهم وتستهدف كلّ العراقيين".
بدوره، يعرب رئيس قائمة الرافدين الوطنية (مسيحية)، في البرلمان العراقي، يونادم كنا، عن أمله بأن "تقوم حكومة إقليم كردستان بتسهيل إجراءات منح جواز السفر للمسيحيين، خصوصاً أنّ معظمهم لا يحمل أيّ أوراق ثبوتية". كما دعا كنا الدول الغربية التي فتحت باب اللجوء، إلى "الدعوة إلى بقاء المسيحيين في العراق، بدلاً من دفعهم إلى الهجرة، ومساعدة الحكومة العراقية في فرض الأمن والاستقرار".
في التاسع عشر من يوليو/ تموز الماضي، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، حملة تهجير واسعة لمسيحيي مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق. نزح معظم السكان إلى إقليم كردستان العراقي. وهناك لم يجدوا لأنفسهم، مأوى سوى الكنائس والأديرة.
قبل الهجمة الأخيرة، تدنى عدد المسيحيين في العراق، من مليون ونصف عام 2013، إلى نصف مليون فقط. وبحسب إحصائية لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فقد بلغ عدد الأسر المسيحية المهجرة 4536 أسرة، توزعت على إقليم كردستان ووسط وجنوب العراق.
أحد النازحين، رعد يوسف، يروي لـ"العربي الجديد"، قصة تهجيره وصولاً إلى سكنه، في كنيسة مار يوسف، اليوم. يقول إنّ ليلة التهجير "كانت مرعبة، فلم نكن نصدق أن داعش سينفذ تهديده بهذه السرعة". يقول إنّ بلدته قره قوش (28 كم عن مركز مدينة الموصل)، "تعتبر بعيدة، ومحصنة بقوات البيشمركة (الكردية)". ويتابع: "لقد تلقينا تهديداً يوم 18 يوليو/ تموز، وأعلن داعش، من على منابر صلاة الجمعة، منح المسيحيين مهلة 24 ساعة للمغادرة أو اعتناق الإسلام". ويضيف أنّ العديد من الأسر المسيحية، أخذت التهديد على محمل الجد، وبدأت بالمغادرة، وكانت أسرته من بينهم. فيما بقي الكثير من أهل البلدة العزل فيها.
وفي السياق نفسه، يروي توما قصة مغادرته البلدة، مع عائلته. يقول إنّهم تمكنوا من الفرار، قبل وصول مقاتلي "داعش"، بخمس دقائق. اتجهت آلاف السيارات إلى أربيل. وعلى الطريق المزدحم ، وطوال 8 ساعات كاملة، صلى توما وأفراد عائلته "يا يسوع أنقذنا". يضيف: "لم نجلب معنا شيئاً، حتى أوراقنا الثبوتية". وفي أربيل، وجدت العائلة نفسها في العراء، بسبب عدم قدرة مخيم خازر على استيعاب الكم الكبير من النازحين. واليوم، لا يسعى توما سوى للهجرة إلى الخارج مع عائلته. وهي هجرة بعيدة المنال أيضاً، إذا لم يتوافر المال.
من جانبه، يقول راعي كنيسة مار يوسف في السليمانية، القس أيمن عزيز، "استقبلنا في محافظة السليمانية، 400 أسرة مسيحية، توزعت على ثلاث كنائس ومدرستين للراهبات. بالإضافة إلى 175 أسرة أسكنت في منازل، تبرع بها أهل الخير".
وعن توزع النازحين، بين مدن المحافظة، يقول لـ"العربي الجديد"، "هناك 3042 أسرة مسيحية في أربيل، و500 أسرة في دهوك، وهم يعيشون في الأديرة والكنائس، وجميعهم أتوا من بلدات قره قوش، وبرطلة، وبعشيقة، وكرمسير في الموصل". وبخصوص المساعدات المالية للنازحين، يقول القس عزيز إنّها توقعهم في مشكلة. ويضي،: "اقتصرت مساعدات الحكومة العراقية على منحة المليون دينار (800 دولار)، لكلّ أسرة. ولم توزعها إلا لمئة عائلة فقط". وتعتمد الكنائس اليوم على "مساعدة بعض المنظمات الإنسانية، التي تقتصر على أفرشة النوم، وبعض الأغذية، علماً أنّ الكثير من كبار السن والأطفال يحتاجون إلى الدواء".
ويلفت عزيز إلى أنّ مصير هذه العائلات بات مجهولاً. ويتابع: "كرجال دين مسيحيين لا نشجعهم على الهجرة، لكن علينا ألا نكون أنانيين، ونقدّر أنّ هجمة الإرهاب تستهدفهم وتستهدف كلّ العراقيين".
بدوره، يعرب رئيس قائمة الرافدين الوطنية (مسيحية)، في البرلمان العراقي، يونادم كنا، عن أمله بأن "تقوم حكومة إقليم كردستان بتسهيل إجراءات منح جواز السفر للمسيحيين، خصوصاً أنّ معظمهم لا يحمل أيّ أوراق ثبوتية". كما دعا كنا الدول الغربية التي فتحت باب اللجوء، إلى "الدعوة إلى بقاء المسيحيين في العراق، بدلاً من دفعهم إلى الهجرة، ومساعدة الحكومة العراقية في فرض الأمن والاستقرار".