قتل اليوم، الشاب أحمد خلف، المعتقل في سجن "عتاقة" في السويس، شرق مصر، نتيجة القتل الطبي المتعمد، بعد فترة اعتقال دامت عامين.
وقال مقربون من الضحية، في تصريحات صحافية، مساء أمس الخميس، إن خلف تعرض للإهمال الطبي المتواصل منذ عام ونصف داخل سجنه، ثمّ تعرض لوعكة صحية شديدة منذ ثلاثة أيام، ونقلته إدارة السجن إلى العناية المركزة بمستشفى السويس العام، لكن لم تفلح محاولات إنقاذه وتوفي ظهر أمس الخميس، داخل المستشفى.
وقالت أسرة الضحية إن إدارة السجن تركته ينزف لفترة طويلة، دون أي اهتمام مما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
اضراب معتقلين بـ"العاشر من رمضان"
إلى ذلك، دخل المعتقلان أحمد فكري، وحسني النجار فى إضراب عن الطعام، داخل مقر احتجازهما بقسم ثان، مدينة العاشر من رمضان، في محافظة الشرقية، شرق مصر. وذلك احتجاجاً على سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون فى مقر احتجازهم، بما يتنافى مع أدنى معايير حقوق الإنسان.
وأفاد ذوو المعتقلين أن قوات الأمن ترتكب جرائم وانتهاكات متواصلة بحق المعتقلين وتتعنت فى السماح بزيارتهم وترفض دخول الأدوية لعلاج المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، فضلا عن عدم السماح بدخول الأطعمة دون أن توفر رعاية صحية أو أدوية لعلاج المرضى، وهو ما يعد قتلًا بالبطيء للمعتقلين، على خلفية رفضهم الانقلاب العسكري.
وأضاف أهالي المعتقلين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى، دون أي استجابة لشكواهم مع استمرار التعنت والانتهاكات والجرائم التى ترتكب بحق المعتقلين، وهو ما دفع أحمد فكري وحسني النجار للدخول فى إضراب حتى يتم الاستجابة لمطالبها فى تحسين المعاملة والسماح بدخول الأدوية وتوفير رعاية صحية تحافظ على سلامة المعتقلين خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، وعدم التعنت فى دخول الأطعمة واحتياجاتهم التي يحضرها ذووهم.
كانت قوات أمن الشرقية قد اعتقلت أحمد فكري فى 2 أغسطس /آب الماضي، واعتقلت حسني النجار فى 25 يوليو/تموز الماضي، ولفقت لهما تهماً لا صلة لهما.
حصاد مر
ومنذ أحداث 3 يوليو 2013، يتعرض المئات من المعتقلين للموت داخل السجون وأقسام الشرطة نتيجة التعذيب والإهمال الطبي ومنع الدواء عنهم.
وأشار مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، مؤسسة حقوقية مصرية مستقلة، في تقريره السنوي "حصاد القهر 2015"، إلى وفاة 137 حالة وفاة داخل مناطق الاحتجاز، وتوزعت الحالات كالتالي: 81 وفاة نتيجة الإهمال الطبي، 39 وفاة بسبب التعذيب، 5 وفيات انتحاراً، 5 وفيات غير معروفة، 4 وفيات طبيعية، وفاة ذبحاً ووفاة طعناً.
اقرأ أيضاً: لن ننسى.. سوريّون ذاقوا طعم الموت
وأورد تقرير مركز النديم 39 مركز احتجاز فقد فيها المحتجزون حياتهم جراء التعذيب، و55 مركز شرطة أو سجن مات فيها المحتجزون نتيجة الإهمال الطبي، كما أورد حالات الإهمال الطبي التي انتهت بالوفاة في أماكن الاحتجاز، ومنها الهبوط الحاد بالدورة الدموية، الإجهاد الحراري، أمراض الكبد، أمراض التنفس، السكري، الإعياء، أمراض القلب، الجهاز الهضمي، الضغط، القيء والإسهال، أمراض الجهاز البولي، الجلطة في الدماغ، السرطان، التهاب الزائدة الدودية، وإصابات أهمل علاجها.
وفي تقرير سابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، تحت عنوان (الموت البطيء في السجون المصرية)، كشفت المنظمة عن الإهمال الطبي والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المحتجزون في السجون المصرية؛ ما أدى إلى وفاة مئات المحتجزين، وإصابة المئات بأمراض خطيرة.
وأضاف التقرير أن غالبية مقرات الاحتجاز تشكل خطراً داهماً على حياة المحتجزين كنتيجة طبيعية لسوء ظروف الاحتجاز داخل هذه المقرات، إضافة إلى الفساد الذي تعاني منه إدارات السجون والمؤسسات الشرطية، وغياب الرقابة على السجناء، والإهمال الطبي وسوء الرعاية.
وأشارت المنظمة إلى تزايد حالات الوفاة داخل سجون مِصْر يوماً بعد يوم؛ بسبب "الإهمال الطبي المتعمد" داخل السجون، مؤكدة ارتفاع الوفيات لأكثر من 264 حالة منذ 3 يوليو/تموز 2013.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تجري اتصالات بشأن المختطفين القطريين في العراق