قُتل ستة مدنيين من عائلة واحدة، جراء قصف مدفعي من مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية" على مدينة الرقة شمال سورية، اليوم الإثنين، بينما خرج مدنيون وناشطون في مظاهرة في حي برزة شرق دمشق رفضاً للتهجير.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية" قصفت بالمدفعية الثقيلة الحي الشمالي في مدينة الرقة ما أسفر عن مقتل ستة من "آل الأشرم" بينهم امرأة وطفلة، كما أصيب آخرون بجروح مختلفة، بالإضافة إلى وقوع أضرار مادية جسيمة.
وطاول القصف المدفعي، منطقة الأماسي في مدينة الرقة ومنطقة مديرية المياه وحالة البدو، وأسفر عن إصابة مدنيين، بينما قتل ثلاثة مدنيين من ذات العائلة، مساء أمس، بقصف جوي من التحالف الدولي على المدينة، في حين طاول القصف الجوي بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي، ما أسفر عن دمار في الحي الشمالي.
وفي السياق، تمكنت المليشيات الكردية من السيطرة على مواقع في مناطق العالية والحميدي والمضخة في الجهة الجنوبية من بلدة المنصورة، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة في المنطقة بين المليشيات وعناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وفي شأن متصل، أفادت مصادر أن تنظيم "داعش" تمكن من إعادة سيطرته على بلدة هنيدة في ريف الرقة الغربي، بعد أن كانت المليشيات الكردية قد تمكنت من التقدم والسيطرة على القرية، بعد معارك أوقعت خسائر في صفوف الطرفين.
في غضون ذلك، قتل قيادي في مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية" يدعى "دينمو" على يد مجهولين في قرية الجاموسة شرق مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي.
كما قتل رجل وامرأة جراء إطلاق نار عشوائي من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام السوري على منازل المدنيين في حي الجورة الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور.
من جانب آخر، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية والهاون مواقع مدنية في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، أسفرت عن أضرار مادية، كما شن طيران النظام غارات على مواقع في بلدات وقرى عقيربات وحمادة عمر وسوحا بريف حماة الشرقي.
وفي حي برزة المحاصر، شرق مدينة دمشق، خرج ناشطون ومدنيون، فجر اليوم، بمظاهرة تنديداً بعملية التهجير التي ستتم اليوم في الحي، للراغبين بعدم مصالحة النظام السوري من المعارضة والأهالي.
ومن المقرّر، أن يتم، اليوم الإثنين، تهجير دفعة جديدة وأخيرة من الحي بعد اتفاق فرضه النظام على المعارضة، ونص على تهجير الراغبين بعدم مصالحة النظام، مقابل رفع الأخير الحصار الذي يفرضه على الحي.
وهجر النظام عدداً من مقاتلي المعارضة والمدنيين على دفعتين إلى إدلب شمال سورية، فيما ستكون وجهة الدفعة الأخيرة إلى إدلب وجرابلس.
من جهة أخرى، صعّدت قوات النظام السوري، اليوم الإثنين، هجومها على محيط مدينة مسكنة بريف حلب الشرقي، مدعومة بالطيران الروسي ومليشيات أجنبية، بهدف السيطرة على أكبر معقل متبق لـ"داعش"، في ريف حلب ومد نفوذه على الضفة الغربية من بحيرة الأسد على نهر الفرات.
وشنّت قوات النظام، اليوم الإثنين، هجوماً من محاور تل حسان ومزرعة السكرية وقرية الفرعية غرب مدينة مسكنة، بالتزامن مع قصف كثيف من الطيران الحربي الروسي، بشكل مستمر، منذ مساء الأحد حتى صباح اليوم، اندلعت على إثره معارك عنيفة ضد "داعش".
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الروسي شنّ قرابة ستين غارة على مدينة مسكنة ومحيطها، وتركّزت معظم الغارات على جبهة مزرعة السكرية، ما أدى لتراجع "داعش" في المحور، في حين ألقى الطيران المروحي أكثر من أربعين برميلاً متفجراً على المدينة ومحيطها، أسفرت عن دمار كبير.
وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت، قبل يومين، على عدة مواقع في محيط مدينة مسكنة في الجبهات الغربية والشمالية والجنوبية الغربية، حيث تحاول فرض حصار على المدينة، بالتزامن مع التقدّم في محور الجراح شمال شرق المدينة، بهدف الضغط على "داعش" لإجباره على الانسحاب نحو ريف الرقة الجنوبي.
في المقابل، قصف مقاتلو "داعش"، بالمدفعية الثقيلة مواقع تقدّمت إليها قوات النظام في منطقة محطة أبقار السكرية القديمة غرب مسكنة، ومواقع في قرى المزرعة الثانية والفرعية والبوعاجوز والخذراف التي سيطرت عليها قوات النظام قبل يومين، وفق المصادر ذاتها.
وأوضحت المصادر، أنّ مدينة مسكنة "خالية بشكل شبه كامل" من المدنيين، ولا يوجد سوى مئات من عناصر "داعش"، وبعض العائلات التي لا زالت مصرّة على البقاء في المدينة، بينما نزح معظم السكان إلى العراء، ومناطق أخرى في ريف الرقة وحلب.
وبثّت صفحة "مسكنة نيوز" الموالية لقوات النظام السوري، شريط فيديو، قالت إنّه قصف على مدينة مسكنة، مساء أمس الأحد، من مليشيا تابعة لقوات النظام السوري تسمى "قوات النمر".
" style="color:#fff;" class="facebook-post-link" target="_blank">Facebook Post |
وبدأت قوات النظام السوري، قبل ثلاثة أشهر، حملة عسكرية في محيط مدينة مسكنة، وسيطرت على عشرات القرى بمساندة من المليشيات الأجنبية، على رأسها "حزب الله" اللبناني، و"حركة النجباء" العراقية.