في الوقت الذي أعلن جيش الاحتلال أن عدد الصواريخ والقذائف التي أُطلقت من قطاع غزة منذ بداية العام الجاري قد زاد بنسبة 726%، استبعدت إسرائيل أن تندلع مواجهة شاملة جديدة مع حركة حماس تحت ضغط الرأي العام الداخلي.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" صباح اليوم الخميس، عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "تل أبيب لن تنجر لمواجهة مع حركة حماس، بسبب تأثير ضغط الرأي العام الداخلي"، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الاعتبارات التي تفرض على إسرائيل عدم الانجرار لمواجهة مع الحركة.
وأضاف "بالإمكان أن نصل غداً لمواجهة عسكرية مع حماس، لكن هناك اعتبارات أخرى، منها الأوضاع على الجبهة الشمالية، وحرصنا على إنجاز منظومة العوائق المادية المخصصة لمواجهة الأنفاق الهجومية".
كما لفت المصدر إلى أن إسرائيل ستواصل سياستها الحالية في القطاع التي تقوم على الرد على عمليات إطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات الورقية المشتعلة، عبر استهداف قواعد ومعسكرات ومرافق عسكرية تابعة لحركة حماس.
وشدد المصدر على أن مواجهة شاملة وواسعة مع حماس لن تخدم "الأهداف السياسية والأمنية لإسرائيل" في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن إسرائيل معنية أن تمنح كلاً من الإدارة الأميركية ومبعوث الأمم المتحدة للمنطقة نيكولاي ميلادنوف الفرصة لتنفيذ مخططات تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، معلناً أن الشروع في تنفيذ هذه المشاريع يمكن أن يكون قريباً.
وأضاف أنه يجري البحث في إمكانية بناء منظومة لتجاوز السلطة الفلسطينية بحيث يتم نقل الأموال إلى القطاع دون أن تصل في النهاية لأيدي حركة حماس، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض حالياً نقل هذه الأموال للقطاع.
وأوضح المصدر أن إسرائيل ستقترح رزمة مساعدات لقطاع غزة وتعرضها في غضون شهرين، بشكل مباشر وعلني على المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وشدد على أن أي تقدم في مسألة رفع الحصار وتحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع ستكون مرتكزة على الإفراج عن الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، الأسرى لدى حركة حماس.
وبحسب المصدر أيضاً، فإن حركة حماس أوعزت لمنظمة "لجان المقاومة الشعبية" بإطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل أمس رداً على قيام إسرائيل بمهاجمة سيارة تعود لأحد قيادات الحركة في القطاع، على اعتبار أنه محاولة اغتيال.
في المقابل، قال يوآف ليمور، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يسرائيل هيوم" إن إسرائيل وحماس قد تنجرّان لمواجهة شاملة لا ترغبان فيها. وفي تحليل نشرته الصحيفة صباح اليوم، نوه ليمور إلى أن إقدام إسرائيل على قصف مواقع وأهداف لحماس رداً على الأضرار التي تتسبب بها الطائرات الورقية المشتعلة، وردود حماس على الغارات الإسرائيلية، يمكن أن تفضي إلى تصعيد يسهم في انفجار مواجهة شاملة.
وأوضح ليمور أن إسرائيل تقوم بشكل مطرد بزيادة وتيرة ومستوى ردودها على الطائرات الورقية المشتعلة، مما يزيد من خطورة التصعيد الناجم عن الردود المتبادلة.
كما حذر من أن حماس باتت ترى أن تصعيدها، الذي بدأ بتنظيم حراك مسيرات العودة يؤتي أكله، مشيرا إلى أن مصر اضطرت لإعادة فتح معبر رفح، إلى جانب أن العالم بات يهتم بالأوضاع في قطاع غزة، وهو ما يجعل بحسب رأيه، حماس تصل لقناعة مفادها بأنه في حال زادت من وتيرة التصعيد فإنها ستحصل على المزيد من المكاسب.
وأشار إلى أن لأطراف غربية وجهات خاصة تعكف حالياً على إجراء وساطات بين إسرائيل وحماس بهدف التوصل لتهدئة طويلة الأمد، مشدداً على أن الخطورة تكمن في أن التصعيد الحالي يمكن أن يفضي إلى مواجهة شاملة قبل أن تنجح الوساطات في إنجاز اتفاق على الهدنة.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن زيادة بنسبة 726% طرأت على عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل منذ مطلع العام.
واعتبرت الصحيفة التصعيد الحالي هو الأوسع منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014.