تعتبر التجمّعات البشرية في العراق هدفاً للقتل بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، لذلك يحاول أصحاب المقاهي تأمينها سعياً لكسب الزبائن، فبطولة كأس العالم لكرة القدم تحظى بأهمية كبيرة لدى المشجعين العراقيين.
وتمثّل كرة القدم للعراقيين، كالكثير من الشعوب، اللعبة الرياضية الأولى، ما يرفع من حمّى التشجيع الذي يصل في بعض الأحيان إلى حد التشنج بين مشجعي المنتخبات المتبارية.
استعدّت المقاهي جيداً لهذا الحدث، بحسب سامي نجم، صاحب مقهى شعبي في حي الكرادة وسط بغداد. يؤكد نجم لـ"العربي الجديد" أنه في البطولات الدولية المهمة مثل كأس العالم وبطولة أمم أوروبا، إضافة الى البطولات التي يشارك فيها المنتخب العراقي، تمتلئ المقاهي بالمشجعين المتحمّسين.
ويوفّر نجم، كما هو حال أصحاب المقاهي الأخرى، إمكانية مشاهدة المباريات من خلال عدّة شاشات كبيرة يعلقها في زوايا مقهاه، فتواجد المشجعين بكثافة يوفّر دخلاً جيداً لأصحاب المقاهي.
ويحاول أصحاب المقاهي، ومن بينهم نجم، تأمين مقاهيهم "أمنياً" سعياً لكسب الزبائن. يشرح: "أضع حواجز أمام المقهى لمنع وقوف السيارات، وأبقي عاملين من عمالي خارج المقهى لمراقبة الشارع، وأحياناً أستعين بدوريات الشرطة لتأمين المكان".
وسيكون للمنتخبات التي تحظى بلاعبين مشهورين النسبة الأعلى من التشجيع في مونديال كأس العالم. وقد استعدّ المشجعون العراقيون للحدث الرياضي الأهم عالمياً بشراء قمصان وأعلام المنتخبات التي يشجعونها وصور اللاعبين.
ويفضل المشجعون الأجواء التشجيعية الصاخبة، وهم يتابعون مباريات فرقهم المفضلة، ما يجعلهم يبحثون عن المقاهي كي يشجعوا براحتهم.
يلفت المشجع الشاب حيدر اسماعيل المولع باللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي إلى أنه لم يفوّت يوماً مباراة لمنتخب الارجنتين أو لفريق برشلونة الاسباني اللذين يلعب ميسي في صفوفهما.
يقول: "اشتريت قميص الأرجنتين الذي يحمل الرقم 10 (قميص ميسي) بالإضافة الى علم وسأشجع هذا المنتخب بحماس في مقهى يسمح لنا صاحبه بالصراخ والهتاف. فأنا أحب التشجيع الصاخب".
ويصل التشجيع بهوس مصحوباً بالانفعال أحياناً إلى حدّ التشنج بين المشجعين، ما يضطر بعض المقاهي الى إيقاف عرض المباريات، وفق ما يؤكد علي السامرائي، صاحب مقهى في حي المستنصرية في بغداد.
يقول السامرائي: "من المؤسف أن بعض المشجعين يتعصّبون لخسارة فرقهم المفضلة، وحدث في أحيان كثيرة أن اضطررت لإيقاف عرض المباريات من أجل منع وقوع شجارات بين المشجعين".
ويشدد السامرائي على أنه اتخذ احتياطات مناسبة لمنع وصول التشجيع إلى حد التشنج والشجارات. يقول: "سأمنع كل مشجع من التلفظ بأي كلمة تثير المشجعين المنافسين، وسيضطر إلى دفع غرامة مالية أو أطرده من المقهى".