قدم قياديون في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اعتذارات متتالية على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الإساءات التي لحقت بشخصه خلال المسيرات الأخيرة التي خرجت في مناطق مختلفة من قطاع غزة، ضد قراراته الأخيرة.
وأحرق عناصر من "حماس" صوراً لعباس ورئيس الحكومة، رامي الحمد الله، في مسيرات غاضبة، خلال الأيام الماضية، جراء اتهامهما بتدبير "مؤامرة" على القطاع، ووضع أحدهم صورة لعباس على "حمار" وسار بها في مسيرة برفح جنوب القطاع.
وسبق الاعتذارات، لقاء لثلاث ساعات بين قياديين في "حماس" و"فتح" بغزة لتبادل الأفكار الكفيلة بالخروج من المأزق الحالي، ولم يعلن اللقاء عن وسائل الإعلام، كما أنّ قيادات من الحركتين رفضوا التصريح بما جرى فيه.
وبدأ القيادي في "حماس" أحمد يوسف، الاعتذارات، عبر صفحته في "فيسبوك"، وقال فيها: "يا سيادة الرئيس.. أعتذر لك.. لقد أخطأ البعض التقدير، فالرئيس يبقى الرئيس، والاحترام واجب".
وأضاف يوسف، وهو مستشار رئيس الحكومة الحمساوي السابق: "نعم؛ نحن نختلف مع الرئيس محمود عباس، هذه مسألة واضحة ومفهومة؛ لأن السياسة ليس فيها اتفاق على كل شيء، فهي ليست مطلقات، ولكن هناك التقاء حول القواسم المشتركة، وما نتفاهم عليه من مواقف وحلول للكثير من المسائل والإشكاليات".
وقال يوسف: "قد يكون الرئيس - وهو خصم سياسي في هذه المرحلة - أخطأ في خطابه الأخير، حيث ترك لنفسه إطلاق الكثير من التهديد والوعيد لأهل غزة ولحركة حماس، وسمح لأحد السفهاء في المقاطعة أن يرغي ويزبد بالويل والثبور وعظائم القادم من الأمور على غزة وأهلها، ولكنَّ هذا لا يعطي لأحد الحق في التطاول على الرئيس خارج سياق منطق التلاوم والعتاب بالحكمة والموعظة الحسنة".
ولفت إلى أنه ليس من الحكمة أنّ يتضمن مهرجان دعت إليه حركة "حماس" الخروج على المألوف، وتقديم مشهد فيه إساءة مقصودة للرئيس "نعم قد يكون ذلك تصرف غبي من أحد الغاضبين، ولكن من قال، إن المسائل تترك لتقديرات بعض الموتورين".
وختم يوسف: "ما طرحه المشهد من إساءة للرئيس تستوجب الاعتذار، وأنا أعتذر نيابة عن نفسي، وعما أمثله من خلال موقعي في هذه الحركة العتيدة، عن هذا الخطأ غير الأخلاقي، ولا داعي للتبرير".
وبعد يوسف، سارع الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم، إلى الاعتذار عن الإساءة للرئيس عباس، وقال على "فيسبوك": "عن نفسي أعتذر بشدة عن هذا الفعل الفردي يا سيادة الرئيس".
وأضاف برهوم: "ممكن أن نختلف مع الرئيس عباس إلى أقصى درجة، ومن حقنا مواجهة تهديداته لغزة بحجم تداعياتها الكارثية، ولكن أن يتم تجاوز حدود اللياقة والقيم والمبادئ التي تجمعنا مهما اختلفنا كفلسطينيين ونسيء له بطريقة مشينة كما حصل في بعض التجمعات الغاضبة، فهذا ليس من قيمنا ولا من ثقافتنا ولا من أخلاقنا".
أما القيادي الحمساوي المقيم في قطر، إبراهيم صلاح، فكتب على "فيسبوك": "ليس من منهجنا أن نجرح الأشخاص والهيئات، هذا من أبجديات الدعوة التي أفهمتنا إياه في أيامنا الأولى، كما أنه لا خلاف بين العلماء أن من يشبه الإنسان بالحيوان يعزر، فضلاً عن أن تربيتنا وأخلاقنا يرفضان ذلك ولا يقرانه".
وأضاف صلاح: "وجه الغرابة، أن يدافع بعض الإخوة المنفعلين عن فعل قام به بعض الشباب الغاضبين دون قرار من أحد، نتفهم غضبهم دون أن نقر أو نقبل فعلهم، وكأنهم بدفاعهم هذا يريدون ترسيمه ولصقه بالحركة وهي منه براء!، ثم لا يقبلون حتى الترفع والاعتذار عنه".