وجاءت الوقفة بمبادرة اللّجنة الشعبية والبلدية لإحياء الذكرى تحت شعار "لن ننسى ولن نغفر"، موجهة رسالة لـ"المؤسّسة الحاكمة الإسرائيليّة وللقتلة المجرمين من شوائب المستوطنين، أمثال، نتان زادة، الذي اقترف مجزرة شفاعمرو، وراح ضحيّتها أربعة من خير أبناء المدينة وهم: دينا وهزار تركي وميشيل بحوث ونادر حايك".
وبدأت الوقفة في وضع أكاليل على أرواح الشهداء ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواحهم.
وكانت قد وقعت المجزرة التي ارتكبها زادة في الرابع من أغسطس/ آب 2005، بينما كانت حافلة تحمل الرقم 165 محملة بركاب فلسطينيي 48، وتسير في مدينة شفاعمرو، وكان من بين الركاب مستوطن جندي في الجيش الإسرائيلي، يدعى نتان زادة بدأ بإطلاق النار على ركاب الحافلة، ما أدى إلى مقتل 4 فلسطينيين من مدينة شفاعمرو، وهم: مشيل بحوث، نادر حايك و دينا وهزار تركي، وإصابة 15 آخرين.
وعندما نفدت ذخيرة الجندي، قامت مجموعة من الشبان الفلسطينيين بمهاجمته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دفاعاً عن أنفسهم، مما تسبب في مقتل الجندي.
جورجيت بحوث، شقيقة الشهيد ميشيل قالت لـ"العربي الجديد"، إن "الحدث كأنه اليوم، الغضب ما زال قائماً لن نغفر ولن ننسى. أخي ترك وراءه ثلاثة أبناء. هذه المجزرة والقضية سيذكرها أبنائي وأحفادي. الجرح ما زال ينزف".
أما فايزة تركي أم الشهيدتين، هزار ودينا، فأكدت أنّ "الغضب قائم، حتى اليوم، كأنه لم يمر 11 عاماً والنار ما زالت في قلبي. فأنا أموت كل يوم مائة مرة، فغرفتهما ما زالت كما هي لم ألمسها أحافظ عليها ذكرى. ورزقنا ربنا بنات لابني فحملن أسماء بناتي الشهيدات دينا ولينا.هذه الحادثة ليست قضاء وقدراً بل كان القاتل مدعوماً ومدسوساً".
أما الأسير المحرر جميل صفوري، فقال "لقد سجن خمسة من شباب شفاعمرو بسبب الدفاع عن النفس. المجزرة كأنها حدثت اليوم، الزمن لن ينسينا الجرح، وما زال مفتوحاً وينزف. غضبنا ضد المؤسسة الحاكمة العنصرية، فهي تفعل في الداخل ما تفعله في الضفة الغربية".
وقال عضو بلدية شفاعمرو عن التجمع الوطني الديمقراطي، مراد حداد، إن "الجرح ما زال مفتوحاً نعاني يومياً من قطعان المستوطنين، والاعتداء على مقدساتنا من المساجد والكنائس ونحن نعايش يومياً القتل والعنصرية".
بدوره، رأى رئيس بلدية شفاعمرو أمين، أنّ "في مثل هذا الظرف يتقزم كل الكلام في ظل هذه الجريمة النكراء. منذ 11 عاماً وستتعدد السنين، عشرات ومئات ولا يمكن أن ننسى أبداً. هزار ودينا وميشيل ونادر. رسالتي إليهم الشهداء هم الرقم الصعب لأنهم ليسوا بيننا وهم أسمى وأنبل الأرواح الطاهرة. نعد ونتعهد أن ننقل هذه الرسالة إلى جميع الأجيال. فدماؤكم وأرواحكم صنعت تاريخاً".