روسيا تعرض عقد اجتماع بين "حماس" و"فتح" في موسكو

21 ديسمبر 2018
بوغدانوف: يجري الاتفاق على موعد مناسب للقاء(حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
أعربت روسيا، اليوم الجمعة، عن استعدادها لتنظيم اجتماع بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين في موسكو، وفي وقت تترقب العاصمة الروسية، زيارة لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، رحبت "حماس" بدعوة موسكو تنظيم اللقاء.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وفق ما نقلت عنه وكالة الإعلام الروسية، اليوم الجمعة، إنّ هنية سيزور موسكو على الأرجح في بداية العام المقبل.

وأوضح بوغدانوف أنّ موسكو مستعدة أيضاً لتنظيم اجتماع بين "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، وحركة "فتح" التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتدير السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف بوغدانوف، المبعوث الرئاسي الروسي لمنطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية: "يجري الآن الاتفاق على موعد مناسب للطرفين، لتشكيل وفد برئاسة هنية، وعلى هنية الآن أن يحدد أعضاء وفده.. لقد أعربنا عن بعض رغباتنا في هذا الموضوع".

بدورها، رحبت حركة "حماس"، مساء اليوم، بالاستعداد الذي أبدته موسكو لعقد لقاء بينها وبين حركة "فتح" في إطار الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.

وقالت "حماس" في تصريح صحافي، إنها إذ تثمن هذا "الجهد المشكور" لموسكو، فإنها تؤكد على موقفها الثابت وإصرارها المستمر لعقد أي لقاء يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وإنجاز الشراكة للكل الوطني "ليتسنى لنا جميعًا مواجهة المؤامرة الصهيوأميركية التي تستهدف حقوقنا الوطنية، والمتمثلة في صفقة القرن من خلال رؤية سياسية وكفاحية متفق عليها تقوم على المقاومة وحمايتها، حتى نتمكن من استعادة حقوقنا الوطنية الثابتة".

وأمس الخميس، رحّب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بجهود موسكو في تحقيق المصالحة بين "فتح" و"حماس". وقال المالكي، في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، وفق ما أوردت "الأناضول": "ليس هناك أي ضير من وجهة نظرنا في أن تحاول القيادة الروسية المساهمة قدر الإمكان في رص الصفوف لتعزيز الجهد باتجاه المصالحة.. أي جهود إضافية مساندة تدعم الجهود المصرية نرحب بها".

واحتجت إسرائيل رسمياً لدى روسيا، على قيام وزارة خارجية الأخيرة، بدعوة هنية، إلى زيارة موسكو، وإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين الروس.

وكشفت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، مساء الثلاثاء، النقاب عن أنّ السفير الإسرائيلي في موسكو جيري كوهين، سلّم الخارجية الروسية، احتجاجاً رسمياً على زيارة هنية، في حين قدمت خارجية الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً مماثلاً للسفارة الروسية في تل أبيب.

وبحسب القناة، فقد استغلّ رئيس الوكالة اليهودية إسحاق هيرتسوغ، زيارته إلى موسكو، واحتج أمام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على دعوة هنية.

ووفق القناة، لقد بدا الردّ الروسي على الاحتجاج الإسرائيلي مقنعاً، حيث أشار إلى أنّ كبار المسؤولين في الخارجية الروسية لفتوا أنظار السفير الإسرائيلي في موسكو، إلى حقيقة أنّ إسرائيل التي تجري اتصالات غير مباشرة مع حركة "حماس"، سواء الاتصالات المتعلقة بالتوصل إلى صفقات تبادل أسرى أو الهادفة إلى إنجاز مسار تهدئة، لا يمكنها توجيه نقد لروسيا في حال أجرت اتصالات مع الحركة.

وأشارت القناة، إلى أنّ لافروف برّر دعوة هنية، بالقول إنّ موسكو تسعى من خلال إجراء اللقاءات معه إلى محاولة بحث فرص تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، من خلال تشجيع "حماس" وحركة "فتح" على إنجاز المصالحة الداخلية، على اعتبار أنّ هذا التطور يمكن أن يسهم في تعزيز استقرار الأوضاع الأمنية، ويمكن أن يفضي إلى احتواء التصعيد بين "حماس" وإسرائيل.


ويتوجّه هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل قبل التوجه إلى موسكو تلبية للدعوة التي وجهتها له وزارة الخارجية الروسية. وكان هنية قد تلقّى دعوة روسية، في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملها سفير روسيا لدى دولة فلسطين، حيدر رشيد، خلال لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، غربي مدينة غزة.

ودعا هنية، الأحد الماضي، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية، مؤكداً أنّ حركته جاهزة للذهاب إلى انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، بعد ثلاثة أشهر من تشكيل هذه الحكومة.

وطالب هنية، في خطاب خلال مهرجان مركزي نظمته "حماس" في مدينة غزة بذكرى انطلاقتها الحادية والثلاثين، بعقد اجتماع فلسطيني عاجل، تشارك فيه كافة القيادات الفلسطينية من الداخل والخارج، لبحث الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية وتحديد معالم وخطوات المستقبل.

وقال هنية، إنّه مستعد للقاء عباس في أي مكان، للتباحث حول ترتيب لقاء فلسطيني موسع والاتفاق على أجندات العمل الوطني للمرحلة القادمة.