وقالت الرئاسة الأميركية إن ترامب أعرب، خلال الاتصال، عن "دعمه القوي للحلف الأطلسي"، لكنه دعا الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف إلى بذل المزيد من الجهود، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي "وافق على المشاركة في اجتماع مع قادة الحلف الأطلسي في أوروبا في أواخر مايو".
وأضاف البيان أن "الجانبين اتفقا على مواصلة التنسيق والتعاون الوثيقين للتصدي لكل التحديات الأمنية التي تواجه حلف شمال الأطلسي".
وتساهم الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي بمبالغ كبيرة، لكن ترامب طالب الدول الأخرى الأعضاء في الحلف بزيادة مساهماتها المالية.
وقال بيان البيت الأبيض حول مكالمة ترامب وستولتنبرغ إن الجانبين "ناقشا كيفية تشجيع كل الحلفاء في الحلف على تنفيذ التزاماتهم في الإنفاق الدفاعي".
وبينما يطالب ترامب برفع نصيب أوروبا في أعباء "الأطلسي"، ترد أوروبا بأن رفع نصيبها في الإنفاق على الحلف يستدعي رفع نسبة نمو إجمالي الناتج المحلي بنحو 2 في المائة، وهو هدف يقر غالبية الاقتصاديين بأن أوروبا عاجزة عن تحقيقه.
ويرى المراقبون أن الضغط الأميركي على دول أوروبا لتحمل المزيد من ميزانية "الأطلسي" قد يدفعها نحو إحياء فكرة تشكيل القوة الدفاعية الأوروبية، وهو ما تجلى في تحذير الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خلال قمة مالطا، "من الاكتفاء بالاعتماد على حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة".
وبينما تعارض بريطانيا فكرة تأسيس "القوة الدفاعية الأوروبية" حتى بعد خروجها من الاتحاد، لأن ذلك سيُضعف "حلف شمال الأطلسي ركيزة الدفاع في أوروبا"، كما يقول وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، ترى ألمانيا أن "مصير أوروبا يجب أن يكون بين يديها"، كما قالت المستشارة أنجيلا ميركل خلال قمة مالطا.
وشعر أعضاء حلف الأطلسي، وفي مقدمتهم ألمانيا وفرنسا، بالقلق إثر الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي الجديد إلى الحلف، وإشادته بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يتهمه الأوروبيون بالسعي لتقويض وحدة الغرب وبالوقوف خلف النزاع الدائر في أوكرانيا.
وفي السياق، شدد أمين عام حلف شمال الأطلسي، من جهته، على ضرورة "أن ينتهج الحلف سياسة تراوح بين الدفاع القوي والحوار مع روسيا"، مؤكدًا "أهمية التحالف في الأوقات العصيبة".
وأوضح بيان الأطلسي أن ستولتنبرغ استعرض، خلال المكالمة مع ترامب، "التقدم المحرز في مجال مكافحة الإرهاب، والإنفاق على دفاعات الحلف"، مؤكدا على "ضرورة مواصلة بذل الجهود لضمان التقاسم العادل للأعباء بين جميع الحلفاء".