بطريرك الكلدان في العراق لـ"العربي الجديد": المسيحيون بدأوا بالعودة لمدنهم

15 يونيو 2017
العراق موطن المسيحيين الأصلي (Getty)
+ الخط -
أعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم، غبطة البطريرك لويس رفائيل ساكو الأول، اليوم الخميس، بدء عودة مسيحيي نينوى إلى منازلهم في مدن نينوى، شمال العراق، بعد نحو ثلاث سنوات على فرارهم منها بفعل اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية  (داعش) للمحافظة.

ويشكل المسيحيون العرب في نينوى، وعاصمتها الموصل، المكون الثاني بعد المسلمين من حيث النسبة السكانية للمحافظة بشكل عام.

وقال ساكو، في حديث خاص بـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إن "الكنيسة الكلدانية زارت اليوم الموصل وبلدات سهل نينوى المحررة، وراقبت عودة المئات من العوائل المسيحية إلى ديارهم مجددا، وهذا شيء مفرح للغاية"، وأضاف "زرنا بلدات تسلقف وكرمليس وبطامية والحمدانية وغيرها".

وأوضح أن "العوائل المسيحية بدأت بالعودة وإعمار دورها من خلال مساعدات الكنيسة لهم، أو من قبل مساهمة الآخرين، لأننا ندرك المسؤولية وحجم التحديات للدولة العراقية، وهي تقوم بمهام محاربة الإرهاب، وتوفير الرواتب للموظفين ونفقات الحرب والأزمة المالية".



وتابع "هناك عودة، وهذا أمر إيجابي، مع أهمية توفير الأمن للمناطق المحررة الخاصة بالمسيحيين الذين ليس لهم فصيل عسكري أو جماعة مسلحة، ولكننا نشجع انخراط أبنائنا في الشرطة الاتحادية والجيش والشرطة أو البشمركة".


وأكد ساكو أن "القلق اليوم هو أمني بعد تحرير الأرض"، مشدداً على أهمية توفير الأمن لضمان سرعة عودة النازحين المتبقين لديارهم وتواجد المسؤولين الإداريين ميدانيا.

ودعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم، إلى تبني مشروع للمصالحة الوطنية وبناء دولة مدنية، "وعلى العالم والولايات المتحدة المساهمة بإعمار العراق، خاصة بلداتنا المنكوبة، كمسؤولية أخلاقية ووطنية وتضامنية".

وأبرز أن هناك "أيدي وأجندات خارجية تريد إفراغ العراق من المكون المسيحي، فنحن عشنا أربعة عشر قرنا مع بعض، وأعطينا الكثير وتعاونّا وضحينا جميعا، فنحن متمسكون بأرضنا وتاريخنا وتراثنا وعيشنا مع الآخرين، وأنا واثق من إكمال التحرير، وأثمّن وأشيد وأشكر جميع القوات الأمنية التي ضحت ودافعت وقاتلت من أجل تحرير الأرض وإعادة الحياة إلى نينوى".

من جهته، قال قائد قوات الجيش العراقي في نينوى، اللواء نجم الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ بدء عودة المسيحيين فرحة بالنسبة إليه، مبينا أن المسيحيين جزء أصيل من العراق، "أنا فرح جدا لبدء عودة المسيحيين، فالمدن لا تعمر بالبناء فقط بل بالإنسان، لأن العراق هو موطن المسيحيين الأصلي، والأولوية لنا تأمين وضمان عودتهم".

وكشف الجبوري عن خطة لحفر خندق كبير على الحدود بين العراق وسورية لمنع تكرار المأساة، في إشارة الى اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للعراق قادماً من سورية.

من جانبه، قال أحد سكان سهل الموصل، ويدعى صباح بطرس عيسى، لـ"العربي الجديد"، إن "العشرات من العوائل بدأت بالعودة، وهنا الحياة باتت شبه طبيعية، ولكن الدمار يحتاج الى فترة زمنية لإعماره، وعلى الحكومة توفير قروض مالية للمسيحيين لإعمار مناطقهم من دمار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".