وقال مسؤول محلي في المدينة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "فرق الدفاع المدني الخاصة التي تتابع عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض، استطاعت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة انتشال نحو 300 جثة، بينها جثث لنساء وأطفال، من مدينة الموصل القديمة"، مبينا أنّ " أغلبها متفسخ، ولا توجد أي هويات لإثبات الشخصية".
وأكد أنّه "تم نقل الجثث إلى دائرة الطب العدلي في الموصل، للتعرف على هويات أصحابها وتسليمها إلى ذويهم".
من جهته، قال مسؤول في دائرة الطب العدلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المدينة مازالت تضم آلاف الجثث، لمدنيين قتلوا أثناء القصف على منازلهم"، مبينا أنّ "عمليات متابعة الجثث من قبل فرق الدفاع المدني ودائرة الصحة مستمرة، وقد تم انتشال الكثير منها، لكن مازال هناك أخرى تحت الأنقاض".
ودعا وزارة الصحة العراقية إلى "إرسال كوادر مختصة تشارك بعمليات انتشال الجثث، وتدعم فرق الدفاع المدني".
وينتقد أهالي الموصل التأخر الكبير من قبل الفرق الخاصة بانتشال الجثث التي مازال الآلاف منها تحت الأنقاض. وقال عضو المجلس المحلي للمدينة، عمر الحديدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفرق الخاصة بالدفاع لم تقم بواجبها في انتشال الجثث، فما زالت الآلاف منها تحت الأنقاض".
وأضاف "رائحة الموت تفوح من كافة جوانب المدينة، والأهالي يبحثون عن أبنائهم، لكنّ الفرق الخاصة لا تنفذ عمليات البحث، إلّا بعد تسلمها بلاغا من الأهالي بوجود جثث تحت مكان محدد"، مبينا أنّ "ذلك تسبب بتأخر حسم هذا الملف".
ودعا الحكومة إلى "اتخاذ إجراءات عقابية بشأن التقصير بمهمة انتشال الجثث، لما لذلك من تأثير سلبي على نفسية ذوي القتلى، وعلى واقع المدينة الذي لا يؤشر على أي تقدم نحو رفع الأنقاض، والتوجه نحو إعمار المدينة المهدمة".
يشار إلى أنّ مدينة الموصل القديمة التي تمّ تحريرها قبل 8 أشهر، ما زالت عبارة عن أكوام من الأنقاض التي تغطي آلاف الجثث تحتها، الأمر الذي جعلها مدينة غير صالحة للحياة حتى الآن.