تواصل مستشفى مدينة الفلوجة غرب العراق، للأسبوع الثالث على التوالي، تسجيل وفيات ناجمة عن نقص التغذية وانعدام الأدوية بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيات الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي على المدينة تمنع إدخال المواد الغذائية والإنسانية إليها، في الوقت الذي يحاصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" السكان البالغ عددهم نحو 100 ألف نسمة، ويفرض عقوبات على من يحاول الخروج من المدينة دون إذن منه.
وسجل مستشفى الفلوجة، صباح اليوم الأحد، الوفاة الثانية والعشرين منذ مطلع الشهر الجاري، وهي لرضيع في شهره الثاني توفي جراء انعدام حليب الأطفال، بعد يوم واحد من وفاة رجل مسن نتيجة فقدان دواء الأنسولين.
وأطلقت منظمات دولية ومحلية نداءات استغاثة للسماح بإدخال مواد غذائية وإنسانية للمدينة المحاصرة، إلا أن الحكومة العراقية لم ترد على أي من تلك الطلبات سواء بالرفض أو القبول.
ووفقاً لمصادر طبية داخل الفلوجة، ارتفع عدد ضحايا الحصار إلى 22 شخصاً من بينهم 12 طفلاً منذ مطلع هذا الشهر.
وناشدت النائبة عن محافظة الأنبار لقاء وردي الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة بفتح ممرات آمنة وتوفير الغذاء للأهالي، موضحة في بيان لها اليوم "منذ أكثر من خمسة أشهر تحاصر الفلوجة بشكل كامل، ما أدى إلى عدم وصول أي مساعدات غذائية أو دوائية، ونتج عن ذلك تدهور الوضع الإنساني للعوائل المحاصرة".
من جهته، اتهم عضو الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار عيد عماش الحكومة العراقية بتعمدها تجويع السكان في مدينة الفلوجة. وقال عماش في مؤتمر صحافي اليوم إن "الحكومة العراقية تتحمل كامل المسؤولية بتجويع سكان الفلوجة وتعريضهم لكارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف".
اقرأ أيضاً: مجلس الأنبار يؤكد تزايد حالات الانتحار في الفلوجة
وأوضح أن القوات تحاصر الفلوجة حالياً من جميع الجهات، وفي الوقت ذاته أمنت ممرات لخروج العوائل من الفلوجة، لكن تنظيم داعش يفرض إجراءات أمنية مشددة تمنع خروج الأهالي، لافتاً إلى أن "الحل الوحيد لإنقاذ الفلوجة يتمثل بشن عمليات عسكرية مكثفة لإنقاذ الأهالي من المأساة التي تحيط بنحو 150 ألف شخص داخل المدينة".
وقال حمد الجميلي من سكان الفلوجة واصفاً حياتهم اليومية في ظل القصف والجوع وانعدام الخدمات ما جعلنا نعتمد على وجبة طعام واحدة في اليوم ونستغني عن وجبة الفطور والعشاء، مشيراً إلى "اضطرار أهالي الفلوجة المحاصرين إلى تناول الأعشاب والأغذية المعلبة منتهية الصلاحية، ما سبب حالات تسمم غذائي".
وأضاف الجميلي بأنهم لجأوا إلى حفر الآبار الارتوازية بسبب انقطاع الكهرباء التي تشغل مضخات المياه. ويذكر أن أهل الفلوجة يعانون من شح الحطب، ما دفع بعضهم إلى حرق أثاث منازلهم للطهي.
ويقول الجميلي: "سكان المدينة في بداية الحصار كانوا يعتمدون على محاصيل البطاطا، والأعشاب والنباتات مثل السلق والخباز، لكنها نفدت مع كثرة العوائل الموجودة، أما الآن فهم يعتمدون على التمور بالدرجة الأولى".
أما نجل الجميلي، البالغ من العمر 9 سنوات، فقال إنه يحلم ببعض الحلوى "لأنني منذ أشهر لم آكل النستلة (الشوكولاتة)"، مضيفاً "استبدلنا الحلويات بالبصل والخس".
وأطلق ناشطون قبل يومين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #الفلوجة_تقتل_جوعا لاقت تجاوباً كبيراً من قبل المغردين في أغلب الدول العربية.
اقرأ أيضاً: سكان الفلوجة المحاصرون يطالبون بمساعدات إغاثية جوية