حذرت منظمة العفو الدولية، اليوم، من أن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) يريد على ما يبدو القضاء على أي أثر للأقليات" في منطقة الموصل(شمال)، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للمسيحيين لمغادرة المدينة، أو دفع جزية، أو اعتناق الإسلام أو القتل.
وقالت مديرة فرع المنظمة في الشرق الأوسط سارة ليا ويتسون إن "على تنظيم الدولة الإسلامية (الذي يسيطر على أنحاء واسعة من شمالي العراق وغربه) وقف حملته الشريرة ضد الأقليات في الموصل ومحيطها فوراً"، مشيرة إلى أنه "يريد على ما يبدو القضاء على أي أثر للأقليات في المناطق التي يسيطر عليها". وتابعت أن "قادة ومقاتلي الدولة الإسلامية برروا أعمالهم الشنيعة بإخلاصهم الديني. إنه حكم الرعب". وأكدت المنظمة أن "أقليات أخرى مثل اليزيدية والتركمان والشيعة والشاباك في محافظة نينوى تعرضوا للتنكيل من قبل الدولة الإسلامية أكثر مما تعرض له المسيحيون".
وواصل السكان المسيحيون الجمعة مغادرة الموصل عشية انتهاء المهلة، بحسب بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو. وقال: "لأول مرة في تاريخ العراق، فرغت الموصل (350 كلم شمال بغداد) الآن من المسيحيين"، مضيفاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي، ويستقبل مئات آلاف النازحين. وأوضح أن "مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر، بياناً يطالبهم بتركها".
وذكر ساكو أن "البيان دعا المسيحيين في المدينة صراحة إلى اعتناق الاسلام، أو دفع جزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون أي أمتعة، إذ أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعداً إلى الدولة الإسلامية". وأشار إلى أن "عناصر هذا التنظيم كتبوا على بيوت المسيحيين حرف النون، في إشارة إلى كونهم نصارى، كما كتبوا على بيوت الشيعة حرف الراء أي روافض".
وفي السياق، قال شهود عيان في الموصل إن "بعض مساجد المدينة دعت المسيحيين الجمعة إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت"، مذكرة ببيان "الدولة الاسلامية"، ومؤكدة أنه "سيتم تصفية من يمتنع عن الخروج".