ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية (كان)، أمس الأربعاء، النقاب عن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي قوله إنّ جيشه لن يسمح بأن تتحول التجمعات السكانية المدنية في القطاع دروعا بشرية لتأمين نشطاء وقيادات وبنى حركة "حماس"، مما يعني عدم التردد في استخدام قوة نار كبيرة في استهداف العمق المدني الفلسطيني.
وحسب كوخافي، فإنّ الجيش لن يتردد في المس ببنى تحتية ذات طابع مدني في سعيه إلى محاولة حسم المواجهة القادمة ضد "حماس".
من جهتها، ذكرت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن استخدام قوة النيران الهائلة في الحرب المقبلة ضد غزة يهدف إلى تقصير أمد الحرب عبر حسم سريع.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفرقة العسكرية المسؤولة عن الجهد الحربي ضد قطاع غزة قد أجرت، أخيراً، مناورة عسكرية شاملة تدربت في إطارها على تنفيذ المهام خلال الحرب المقبلة، مشيرة إلى أن كوخافي أبلغ الضباط والجنود الذين شاركوا في المناورة بأن الحرب ضد غزة يمكن أن تندلع في أي لحظة.
وحسب الصحيفة، فقد وضع كوخافي منذ توليه رئاسة هيئة أركان الجيش الاستعداد لحرب مقبلة على غزة على رأس أولياته.
واستدركت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لن يعمل على إسقاط حكم حركة "حماس" في حال اندلعت مواجهة قادمة بناء على تعليمات المستوى السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش في سعيه لتقصير أمد الحرب المقبلة ضد "حماس" عمد، أخيراً، إلى الحصول على وسائل قتالية وشراء تجهيزات قادرة على التعامل مع الأنفاق، مشيرة إلى أن الجيش أعد بنك أهداف يشمل المس بقيادات ومقدرات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
ونوهت الصحيفة إلى أن مخطط الحرب المقبلة ضد غزة يشمل الاستعانة بقدرات تكنولوجية لم يسبق استخدامها، مشيرة إلى أن قيادة الجيش تأمل أن تسهم هذه القدرات في تحقيق نتائج عسكرية أفضل من النتائج التي تم تحقيقها في المواجهات السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن قيادة الجيش الإسرائيلي تنطلق من افتراض مفاده أنه في حال اندلعت مواجهة مع إيران والمليشيات الشيعية انطلاقاً من سورية ولبنان، فإن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لن تتردد في المشاركة في هذه المواجهة.
ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إنّ سلاح الهندسة الميدانية التابع لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش عمد، أخيراً، إلى بناء تحصينات لتأمين المواقع العسكرية والمستوطنات التي تقع بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.
ولفتت المصادر إلى أن الجيش قام بزراعة آلاف الأشجار حول خطوط السير والشوارع التي يسلكها الجيش والمستوطنون والقريبة من قطاع غزة وذلك لتقليص فرص تعرض المركبات العسكرية والمدنية للقنص والإصابة بقذائف الهاون التي تطلقها حركات المقاومة.
وكانت "هآرتس" قد نقلت، أمس، عن مصادر استخباراتية إسرائيلية قولها إن وفد "حماس" برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري الذي زار طهران، أخيراً، اتفق مع القادة الإيرانيين على أن الحركة ستشارك إلى جانب إيران و"حزب الله" في أية مواجهة تنشب مستقبلاً مع "حماس".
ويشار إلى أن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي قد شدد في ورقة نشرها مطلع الأسبوع على أن أقصى ما يمكن أن تحققه إسرائيل في أية حرب مقبلة يتمثل في ضمان تقصير أمدها وتقليص الأضرار الناجمة عنها وتأجيل موعد اندلاع الحرب التالية إلى أبعد أمد ممكن.
وأشار إلى أن إسرائيل مطالبة، عشية الحرب المقبلة، بتطوير قدراتها في مجال منظومات الدفاع الجوي لضمان تقليص فرص تعرض العمق المدني للمخاطر في أعقاب إطلاق عدد كبير من الصواريخ، لافتاً إلى الصناعات الجوية الإسرائيلية مطالبة بتطوير منظومات دفاع جوية تعتمد على تقنية الليزر، لضمان إسقاط آلاف الصواريخ في آن واحد.
ونصح المركز باستخدام قوة نيران هائلة في الحرب المقبلة، لضمان إلحاق أكبر قدر من الأذى بالمنظومات والبنى العسكرية للعدو والمرافق المدنية ذات الارتباط بالجهد العسكري.
وعلى الرغم من كل ما تقدم، فإنه لا يستبعد أن تكون التسريبات بشأن مخططات الحرب على غزة جزءا من حرب المعلومات التي تجاهر إسرائيل بشنها على "حماس" و"حزب الله" وإيران بهدف ردعها عن المبادرة إلى أي سلوك يفضي إلى اندلاع مواجهة.
وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد كشفت في تقرير نشرته، أخيراً، أن الجيش الإسرائيلي يعمد إلى تسريب معلومات حول نيته لتنفيذ هجمات بهدف ردع "العدو" عن سلوك مسار يفضي إلى مواجهة عسكرية، مما يقلص من فرص اندلاعها.