أوضاع نازحي الموصل تخالف تصريحات الحكومة العراقية والأمم المتحدة

الموصل

أحمد الجميلي

avata
أحمد الجميلي
05 مارس 2017
BA9CC6E8-0D8A-4F29-8007-723CF6CEBB5F
+ الخط -
بين قسوة البرد ولوعة التشريد وتحت زخات المطر، وصل الآلاف من سكان مدينة الموصل إلى مخيمات النازحين جنوب الموصل، بعد سلوكهم طرقا محفوفة بالمخاطر والموت يحيط بهم وبأطفالهم من كل جانب.

وفرّ أكثر من أربعة آلاف نازح من ديارهم التي دمرتها الحرب بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) خلال اليومين الماضيين، بعد أربعة أشهر من القصف المتواصل الذي تعرضت له مساكنهم في مناطق غرب الموصل.

النازحون، الذين أجبرتهم صواريخ طائرات التحالف وقذائف "داعش" وعرباته المفخخة، على الخروج من مساكنهم من مناطق الجوسق ووادي حجر والمنصور والمأمون، وصلوا سيرا على الأقدام إلى مركز التدقيق الأمني الذي أنشأته القوات الأمنية العراقية، للتأكد من هوية سكان مدينة الموصل من الرجال والبحث عن المنتمين للتنظيم.


وبعد أربعة أشهر من القصف الذي تعرضت له منازل سكان غرب الموصل، وجد الآلاف أنفسهم مشردين بلا مأوى يقيهم برد الشتاء وزخات المطر ومتهمين في الوقت ذاته. وافترش النازحون الأرض التي تحولت إلى برك من الأوحال بينما أحاط بهم مئات الجنود المدججين بالسلاح الذين انشغلوا بتفحص الوجوه والهويات بحثا عن عناصر "داعش" بين جموع النازحين.

أغلب النازحين الذين وصلوا إلى منطقة حمام العليل كانوا في حالة يرثى لها، وكان الرجال والأطفال والنساء بلا أحذية وملابس كافية، في حين أصيب أغلبهم بحالة الأعياء وفقدن الوعي بسبب الجوع والعطش بعد أن قطعوا مسافة عشرة كيلومترات مشيا على الأقدام، في ظل غياب تام لدور الحكومة العراقية وكذلك دور المنظمات الدولية والمحلية الإغاثية.

ووثقت كاميرا "العربي الجديد" توافد النازحين إلى مناطق سيطرة القوات الأمنية في جنوب الموصل، ورصدت كذلك عملية استقبالهم من قبل الجيش العراقي ونقلهم بالعربات العسكرية إلى المخيمات في بلدة القيارة، مكدسين فوق بعضهم بعضا.





وقالت أم أحمد، التي فرت مع أطفالها وزوجها من حي المأمون لـ"العربي الجديد": "كنا مختبئين في قبو منزلنا مع أطفالنا مدة عشرة أيام بلا طعام، مع تعرض منطقتنا السكنية لقصف عشوائي من الجيش العراقي ومن تنظيم "داعش""، مضيفة أن "عشرات المنازل قصفت، وما زالت جثث المدنيين تحت الأنقاض، وحالفنا الحظ وتمكنا من الخروج بصعوبة والوصول إلى هنا".

وقال الرائد محمد علي، من قوات التدخل السريع، لـ"العربي الجديد"، إن "قطعات الجيش العراقي والشرطة الاتحادية استقبلت آلاف النازحين الفارين من ثلاثة أحياء غرب الموصل بعد أن كانوا محاصرين في منازلهم بسبب اشتداد المعارك ضد عناصر تنظيم "داعش""، مشيرا إلى أن "قوات الجيش العراقي تولت عملية نقلهم بالمركبات العسكرية نحو مخيم الجدعة ومخيم حمام العليل جنوب الموصل".

وأفاد عمر الحيالي، وهو أحد العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، "العربي الجديد"، بأن "المخيمات التي أنشأتها الأمم المتحدة في ناحية حمام العليل وناحية القيارة لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من النازحين بعد امتلائها بالكامل، والنازحون يشكون من قلة المساعدات المقدمة".

وأضاف الحيالي أن "النازحين الذي وصلوا إلى تلك المخيمات يعانون من أوضاع مأساوية، بعد حصارهم الخانق أكثر من عامين، الذي أثر على صحتهم وصحة أطفالهم، وهنالك المئات من الحالات المرضية التي لم تحصل على العناية الطبية اللازمة".

كما انتقد الحيالي دور الحكومة العراقية والمنظمات الدولية التي "لم تتعامل بجدية مع أزمة نزوح سكان الموصل بل أداؤها ضعيف ومرتبك".

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أعلنت في بيان لها أن "أكثر من 30 ألف نازح من سكان مدينة الموصل فروا من الموصل بعد عشرة أيام على انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الجزء الغربي من المدينة"، في الوقت الذي تتوقع فيه تقارير منظمات دولية تضاعف أعداد النازحين مع ازدياد وتيرة المعارك واقترابها من مناطق وسط الموصل.

ذات صلة

الصورة
تلميذات تدرسن فوق الركام بمدينة خانيونس (هاني الشاعر/الأناضول)

مجتمع

تواجه المبادرات التعليمية الكثير من التحديات وسط الحرب في غزة نظراً إلى غياب الدعم الرسمي والتمويل الذي أوقف العديد منها.
الصورة
نازحون بمخيم بزيبز العراقي، في 26 أغسطس 2024 (إكس)

مجتمع

أثارت صرخات ومناشدات نازحين عراقيين في مخيم بزيبز بمحافظة الأنبار العراقية، تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، موجة انتقادات موجهة للحكومة
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة